التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

مجلة مسيحية إنجيلية تصف الرئيس الأمیركي بالضائع أخلاقيا وتدعو لعزله 

وكالات ـ الرأي ـ
أثارت مجلة مسيحية إنجيلية عاصفة من الجدل حين خرجت عن السياق الإنجيلي العام الداعم للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت إنه غير جدير أخلاقيا بالبقاء في البيت الأبيض، مؤيدة الإجراءات الرامية إلى عزله من منصبه، حسب ما نشره موقع “الجزيرة نت”.

فبعد يوم من تصويت مجلس النواب الأميركي الأربعاء الماضي لصالح محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ بهدف عزله، نشرت مجلة “كريستيانيتي توداي” (المسيحية اليوم) مقالا افتتاحيا بعنوان “ينبغي أن يعزل ترامب”.
وقالت المجلة -التي توزع 130 ألف نسخة يوميا- إنه يتعين عليها أحيانا أن توضح رأيها في القضايا السياسية، كما فعلت قبل عشرين عاما حين حوكم الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون بسبب كذبه فيما يتعلق بفضيحة علاقته بالمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.
وكتب رئيس تحرير المجلة مارك غالي في المقال الافتتاحي أن “الحقائق في هذه الحالة لا لبس فيها”، في إشارة الى محاولة ترامب الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد منافسه المحتمل في انتخابات 2020 الديمقراطي جو بايدن.
وقال غالي إن “رئيس الولايات المتحدة حاول استخدام سلطته السياسية لإكراه زعيم أجنبي على مضايقة أحد خصوم الرئيس السياسيين وتشويه سمعته”، مضيفا أن “هذا ليس انتهاكا للدستور فحسب، بل هو -وهذا الأهم- أمر غير أخلاقي إلى حد بعيد”.

وتناولت المجلة سلوكيات ترامب عموما فقالت إنه اعترف بأفعال غير أخلاقية في مجال الأعمال وعلاقته بالمرأة، ولا يزال فخورا بها.
وأضافت أن تغريداته على تويتر وحدها -مع سلسلته المعتادة من سوء التصرف والأكاذيب والقذف- هي مثال شبه نموذجي للإنسان الضائع والمشوش أخلاقيا.
ووصفت المجلة الجدل الدائر بين منتقدي ترامب حول ما إذا كان ينبغي عزله عن طريق المحاكمة أو عن طريق الانتخابات المقبلة بأنها مسألة تتعلق بالحكم الرشيد على الأمور. وخلصت إلى أن أمر عزله -في اعتقادنا- لا يتعلق بالولاءات الحزبية، وإنما بالولاء لخالق الوصايا العشر.

واستفز المقال ترامب وعددا من قيادات المجتمع المسيحي الإنجيلي الذين انبروا للرد على المجلة. ففي سلسلة من التغريدات اتهم ترامب المجلة بأنها “يسارية متطرفة”.
وكتب الرئيس الأميركي على تويتر “الحقيقة أنه لم يفعل أي رئيس مطلقا ما فعلته للإنجيليين أو للدين نفسه”. وأضاف أن المجلة “تفضل رئيسا غير دونالد ترامب يكون يساريا متطرفا غير مؤمن يريد أن يسلبكم دينكم وبنادقكم”.
وقد تأسست المجلة على يد الداعية المسيحي البارز بيلي غراهام الذي توفي العام الماضي، لكن عائلة غراهام لم تعد مرتبطة بالمجلة.
ونجله فرانكلين غراهام هو أيضا زعيم إنجيلي مؤثر ومؤيد قوي لترامب، وقد ندد كذلك بالمجلة.
رد إنجيلي
وقال غراهام على صفحته بموقع فيسبوك “نعم، أسس والدي بيلي غراهام المجلة، ولكنه لم يكن ليوافق على هذا المقال، بل كان سيشعر بخيبة أمل كبيرة”.
وأضاف “كان أبي يعرف دونالد ترامب، وكان يؤمن به، وصوّت لصالحه.. كان يؤمن بأن دونالد ترامب هو رجل الساعة في هذا الوقت من تاريخ أمتنا”.
وتابع غراهام قائلا إنه بالنسبة للمجلة، يمثل “الوقوف إلى جانب الحزب الديمقراطي في هجوم حزبي محض على رئيس الولايات المتحدة أمرا غير مفهوم”، وأضاف”من الواضح أن المجلة انتقلت إلى اليسار وتمثل الجناح الليبرالي النخبوي للإنجيليين”.
ونشر زعيم إنجيلي بارز آخر هو جيري فالويل الابن سلسلة من التغريدات لدعم ترامب.
كما أعلنت حملة إعادة انتخاب ترامب عن خطط لتنظيم تجمع تحت شعار “الإنجيليون من أجل ترامب” في ميامي يوم 3 يناير/كانون الثاني المقبل.
ويتمتع ترامب بدعم قوي من المسيحيين الإنجيليين البيض، غير أن استطلاعا أجرته قناة “فوكس نيوز” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أظهر تراجعا في نسبة مؤيديه في تلك الأوساط من 81% في انتخابات 2016 إلى نحو 70% في الوقت الراهن.
من جهته، رفض رئيس تحرير “المسيحية اليوم” وصف الرئيس للمجلة بأنها “يسارية متطرفة”، وقال لشبكة “سي.أن.أن” الإخبارية إن “معظم الناس يعتبروننا مجلة مركزية جميلة في العالم الإنجيلي”.

وقد خاطبت المجلة أنصار ترامب الأوفياء من المسيحيين الإنجيليين وقالت “إلى كثير من الإنجيليين الذين يواصلون دعم السيد ترامب رغم سجله الأخلاقي المسود، يمكننا أن نقول هذا: تذكروا من أنتم ومن تخدمون.. تفكّروا في دفاعكم عن السيد ترامب، كيف يؤثر على شهادتكم أمام سيدكم ومخلصكم”.
وأقر غالي بأن ترامب حاز رضا المجتمع الإنجيلي بقراراته وسياساته المتعلقة بالإجهاض والحريات الدينية، لكنه شبه الإنجيليين في هذه الحالة بامرأة تعيش مع زوج يسيء إليها رغم أنه لا يقصر في إعالتها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق