التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

“الشهيد الحي” الذي كان يبث الرعب في قلوب الاعداء؛ من هو الشهيد اللواء “قاسم سليماني” ؟ 

قامت طائرات بدون طيار تابعة للقوات الامريكية فجر يوم الجمعة الماضي في إعتداء غاشم وخبيث باستهداف سيارة قائد قوة القدس اللواء “قاسم سليماني”وعدداً من رجال محور المقاومة في العاصمة العراقية بغداد وهذه الجريمة البشعة التي استهدفت عدداً من رموز محور المقاومة أثارت سخط الملايين من أبناء الامة الاسلامية والعربية وذلك لأن هؤلاء الشهداء كان لهم الدور الابرز في مقارعة ومحاربة الكثير من العناصر الارهابية التي كانت منتشرة في سوريا والعراق والتي كانت تتلقى الدعم المالي والعسكري من قبل عدداً من الدول الغربية ودول المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وحول هذا السياق، قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن “الهجوم الإجرامي على الجنرال سليماني، كان أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا”، مؤكداً أن “الإدارة الأمريكية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة”. وهنا يتبادر هذا السؤال إلى أذهاننا من هو اللواء “قاسم سليماني” وما هي الاعمال التي قام بها خلال حياته جعلت الامة الاسلامية تبكيه في يوم ارتقت روحه شهيدة إلى بارئها ؟

ولد الشهيد اللواء “قاسم سليماني” يوم 11 آذار/ مارس من العام 1957، في بلدة “رابور” التابعة لمحافظة كرمان الإيرانية، لأسرة تعتاش من الفلاحة وزراعة الارض وعندما اشرقت شمس الثورة الاسلامية التي خرجت للإطاحة بشاه إيران “محمد رضا بهلوي” في عام 1978، كان الشهيد “سليماني” يعمل في مرفق المياه في بلدية كرمان وخلال تلك الفترة نظم تظاهرات ضد الشاه في تلك المحافظة حتى نجاح الثورة الإسلامية عام 1979 وفي عام 1980، التحق الشهيد “سليماني” بالحرس الثوري الإيراني ليشارك في الحرب العراقية – الإيرانية، وخلال تلك الفترة قاد فيلق “41 ثأر الله”، وهو في العشرينيات من عمره. وجرت لاحقًا ترقيته حتى أصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود، وعندما وضعت الحرب أوزارها، تم تكليف قاسم سليماني بمكافحة عصابات المخدرات على الحدود الإيرانية الأفغانية.

وحول هذا السياق، يشير العديد القادة العسكريين الايرانيين بأن الشهيد “سليماني” حقق الكثير من الانتصارات والنجاحات الكبيرة خلال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت لحوالي ثمان سنوات، مما أكسبه احترام القادة العسكريين والسياسيين وأهّله لمناصب سامية وفي هذا الصدد، تحدث قائد الحرس الثوري السابق وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام “محسن رضائي” عقب استشهاد هذا البطل قبل عدة أيام عن شجاعة هذا الشهيد خلال الحرب العراقية الايرانية وتطرق “رضائي” أيضا إلى عملية كربلاء 4 أو المعروفة أيضا باسم حصار البصرة وهي عملية هجومية قامت بها إيران في محاولة للاستيلاء على ميناء مدينة البصرة في أوائل عام 1987، والدور الكبير والشجاع الذي قام به الشهيد “سليماني” وهذه المعركة كانت أكبر معركة حربية وبداية لنهاية الحرب بين إيران والعراق. حيث قال، إن “عملية كربلاء 4 جاءت بقرار جماعي وإن قادة الحرب كان لديهم علم بذلك”. وأضاف، قائلا: “أنا أؤكد أنه كان لأخي العزيز اللواء سليماني دور مؤثر في عملية كربلاء 4، وأن فيلق 41 ثار الله من المشاركين في عمليتي كربلاء 4 و5 قد نجح في تنفيذ مهامه”. وأشار إلى أن “سليماني… لم يكن رجلاً يجلس على مكتب بل كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك وعندما كان يحتاج الأموال، كان يحصل عليها، وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه”.

وفي سياق متصل، ذكرت بعض التقارير الاخبارية بأن الشهيد “سليماني” واصل تقدمه عقب إنتهاء الحرب العراقية الايرانية في الحرس الثوري، إذ تولى في تسعينيات القرن الماضي قيادته للحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، ومكنته تجربته القتالية والعسكرية في وقف تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران وتولى آخر منصب له في العام 1998، عندما عُيّن قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفا لـ”أحمد وحيدي.” وبعد ذلك تولى الشهيد “سليماني” بأمر من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية سماحة السيد “علي خامنئي”، مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان والعراق وأفغانستان. وفي عام 2008، قاد الشهيد “سليماني” فريقا إيرانيا للتحقيق في مقتل القائد العسكري لحزب الله اللبناني “عماد مغنية”، وتوسط في العام نفسه لوقف القتال بين الجيش العراقي وجيش المهدي التابع للتيار الصدري بالعراق.

وعندما بدأ يظهر عجز النظام السوري عن التصدي للجماعات الارهابية المسلحة التي انتشرت بسرعة فائقة في العديد من المدن والمحافظات السورية في النصف الثاني من عام 2012، تدخل الشهيد “سليماني” بنفسه في لإدارة المعركة وبالفعل تمكن بعد فترة وجيزة من دحر فلول تلك الجماعات الارهابية وطردها من الكثير من المدن السورية وكانت معركة القصير إحدى أهم المعارك التي أشرف عليها الشهيد “سليماني” وتمكن من استردادها من ايدي الجماعات الارهابية في مايو/ أيار 2013.

وبعد أن سقطت مدينة الموصل العراقية بيد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في 2013، ظهر الشهيد “سليماني” في المشهد العراقي بالتوازي مع سيطرته على الوضع الميداني بسوريا، وقاد عمليات الحشد الشعبي لدحر وطرد عناصر “داعش” الارهابية في عدد من المدن العراقية وخلال معارك طاحنة تمكنت القوات الموالية للشهيد “سليماني” من هزيمة تنظيم الدولة في الموصل وضواحيها. وحسب تصريحات “هادي العامري” وزير المواصلات العراقي السابق ومسؤول قوات “بدر”، فإنه لولا الشهيد سليماني، لكانت الحكومة العراقية في المنفى ولما كان هناك وجود للعراق.

وبالرجوع إلى الساحة السورية، ذكرت العديد من التقارير الاخبارية بأنه منذ 2014 إلى نهاية 2016، انخرط الشهيد “سليماني” في معارك حلب وقاد الكثير من المقاتلين الابطال وتمكن من هزيمة العديد من الجماعات الارهابية التي كانت تحتل العديد من القرى والبلدات السورية ووُصفت معارك حلب بأنها قيامة لهول فظائعها ولتداعياتها الرهيبة، حيث فرضت الجماعات الارهابية على سكانها السنة عدم مغادرة مناطقهم وذلك لاستخدامهم كدروع بشرية ولكن خبرة وحنكة الشهيد “سليماني” مكنته على تحرير تلك المدينة دون وقوع ضحايا من المدنيين. وفي السياق نفسه، أفادت العديد من التقارير بأنه بعد تلك الانتصارات التي تحققت على يد ذلك البطل الشجاع “سليماني”، أصبح نفوذه داخل الحرس الثوري جلياً في 2019 وذلك عندما منحه سماحة السيد “علي خامنئي” ميدالية وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذه الميدالية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في العام 1979.

وفي الختام وفي أول رد فعل تصدر من طهران عقب استشهاد قائد فيلق القدس اللواء “قاسم سليماني”، هدد القائد السابق للحرس الثوري الإيراني “محسن رضائي”، بالرد على عملية قتل الجنرال الإيراني، مشيرا إلى أنه سيكون “انتقاما قاسيا”. وقال “رضائي” في تغريدة على موقع تويتر “سننتقم انتقاما قاسيا من الولايات المتحدة على قتلها سليماني”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق