تشييع مهيب للشهيد “أبو مهدي المهندس”.. العراقيون يتعهّدون بالانتقام لدماء الشهداء
شاركت الجماهير الغفيرة من أبناء الشعب العراقي ظهر يوم الثلاثاء في مراسم تشييع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الشهيد “ابو مهدي المهندس” في مدينة البصرة جنوب العراق الذي اغتالته أيادي الغدر والخيانة الامريكية مع عدد من رموز المقاومة وعلى رأسهم الشهيد البطل اللواء “قاسم سليماني” فجر يوم الجمعة الماضي. وفي هذا السياق، أفادت مصادر اعلامية عراقية بأن جثمان الشهيد “المهندس” تأخر وصوله منذ انطلاقه من منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران بسبب كثرة المشيعين الذين قدموا إلى منطقة التنومة الواقعة على الجهة الاخرى من الجسر المعلق الرابط مع مركز البصرة وساحة الطيران المخصصة للتشييع المركزي في البصرة وأفصح مصدر محلي في محافظة البصرة جنوب العراق بأن أكثر من نصف مليون شخص شاركوا في تشييع جثمان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد “أبو مهدي المهندس” ورفعت الجموع المحتشده صور الشهداء الذين راحوا ضحية العدوان الامريكي يتقدمهم الشهيدان “أبو مهدي المهندس” والشهيد اللواء “قاسم سليماني” وتوعد العراقيون الذين حضروا هذه المراسم بالرد الحاسم لهذه الجريمة النكراء التي استهدفت قيادات ساهمت في الانتصار على فلول الارهاب التي احتلت الاراضي العراقية.
يذكر أن أيادي الغدر والخيانة الامريكية قامت فجر يوم الجمعة الماضي في إعتداء غاشم وخبيث باستهداف سيارة قائد قوة القدس الشهيد “أبو مهدي المهندس” والشهيد اللواء “قاسم سليماني” وعدداً من رجال محور المقاومة في العاصمة العراقية بغداد وهذه الجريمة البشعة التي استهدفت عدداً من رموز محور المقاومة أثارت سخط الملايين من أبناء الامة الاسلامية والعربية وذلك لأن هؤلاء الشهداء كان لهم الدور الابرز في مقارعة ومحاربة الكثير من العناصر الارهابية التي كانت منتشرة في سوريا والعراق وعقب حدوث هذه الجريمة البشعة تجمع الآلاف من أبناء الشعب العراقي يوم السبت الماضي للمشاركة في موكب جنازة هؤلاء الشهداء وشارك رئيس الوزراء العراقي المستقيل “عادل عبدالمهدي” وعدد من المسؤولين العراقيين في مراسم التشييع، وكان العديد من المشيعين يرتدون ملابس سوداء، ويحملون علم العراق وعلم إيران وكانوا يرددون عبارات “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” وبعد ذلك انطلقت مراسم تشييع رسمية لجثامين شهداء الجريمة الامريكية إلى الكاظمية ومنها الى كربلاء المقدسة وبعدها وصلت إلى مدينة النجف الاشرف.
وبعد ذلك قامت طائرات مروحية تابعة للقوات المسلحة الإيرانية بنقل الجثامين الطاهرة يوم الاحد الماضي إلى مدينة الاهواز الإيرانية، حيث كانت الجماهير الغفيرة في انتظار وصول الشهيد “أبو مهدي المهندس” والشهيد “قاسم سليماني” ورفاقهما ولقد هتف المشيعون بعبارات مثل “الموت لأمريكا” وحمل بعضهم صورا للشهيد “المهندس” والشهيد “سليماني” والمرشد الأعلى سماحة السيد “علي خامنئي”. وعقب انتهاء تلك المراسم، قامت مروحية بنقل الجثامين الطاهرة إلى مدينة مشهد المقدسة للصلاة عليها عند مرقد الامام “علي بن موسى الرضا” ولقد شارك في مراسم التشييع الكثير من المسؤولين الإيرانيين والقادة العسكريين ورفع المشاركون صوراً للشهداء وردد عبارات “الموت لامريكا الموت لإسرائيل” وطالبوا الحكومة الإيرانية بالانتقام من أيادي الغدر والخيانة الامريكية وبعد ذلك تم نقل الجثامين الطاهرة يوم الاثنين الماضي إلى العاصمة طهران، حيث قام سماحة السيد “علي خامنئي” والآلاف من أبناء الشعب الايراني بالصلاة على اولئك الشهداء في مسجد جامعة طهران وسط العاصمة وبعد الانتهاء من مراسم التشييع في العاصمة طهران، نُقلت الجثامين الطاهرة عصر يوم الاثنين إلى مدينة قم المقدسة ويوم أمس الثلاثاء قامت مروحية بنقل جثمان الشهيد البطل “أبو مهدي المهندس” إلى منفذ “الشلامجة” الحدود، حيث كان في إنتظار هذا الجثمان الطاهر حشود غفيرة من أبناء محافظة البصرة والمحافظات المجاورة وذلك لتشييع هذا الجسد الطاهر والصلاة عليه ودفنه في مسقط رأسه.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية أن الجماهير الغفيرة من أبناء محافظة البصرة والمحافظات المجاورة كانت في استقبال الجسد الطاهر لتشييعه واقامة الصلاة عليه وموارات جسده الطاهر التراب وتجدر الاشارة إلى أن محافظ البصرة “أسعد العيداني”، أعلن عن تعطيل الدوام الرسمي لدوائر محافظة البصرة يوم أمس الثلاثاء، وذلك من أجل أن يتمكن أبناء هذه المحافظة العظيمة من المشاركة في مراسم تشييع جثمان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، “أبو مهدي المهندس”. وفي هذا الصدد، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن الحشود العراقية الغفيرة قامت في الساعات الاولى من يومنا هذا بدفن الشهيد البطل “أبو مهدي المهندس” في مقبرة وادي السلام في مدينة البصرة الى جانب رفاق دربه بناءً على وصيته حيث أوصى بدفنه الى جوار الشهداء السعداء الذي تصدوا للإرهاب الداعشي وصنعوا النصر خلال السنوات الماضية.
الجدير بالذكر أن الشهيد “المهندس” كان يتمتع بولاء قواته على الأرض والسيطرة على الموارد المالية للحشد الشعبي، ما جعله الجهاز العصبي المركزي لهذا القوة الشعبية التي تمكنت خلال السنوات الماضية من دحر وطرد الكثير من العناصر الارهابية التابعة لتنيظم “داعش” الإرهابي من العديد من القرى والمدن العراقية. كما عرف “المهندس” كواحد من أهم المقربين من قائد فيلق القدس الشهيد اللواء “قاسم سليماني” حيث أعتبر “المهندس” نفسه مستشاراً شخصياً لـ”سليماني”، وكانا يظهران سوياً في كثير من المناسبات وحول طبيعة العلاقة بينه و بين الأخير، قال الشهيد “المهندس” في أحد اللقاءات: ” أفخر أن أكون جنديا لدى الحاج قاسم سليماني وهي نعمة إلهية”. ولقد دعا الشهيد “المهندس” في تسجيل مصور تركه كوصية بعد وفاته أنصاره إلى “إدامة الجهاد”، وقال “للمجاهدين من إخوتي وأبنائي الذين سطروا أروع ملاحم الجهاد طيلة هذا العمر الذي قضيته منذ بداية عملي الجهادي وإلى اليوم أسال الله سبحانه وتعالى أن يحشرني معهم.. من رافقني بالجهاد…من شباب المقاومة الذين قاوموا الاحتلال وشباب الجهاد وشباب الحشد”.
وتجدر الاشارة في الختام إلى أن قوات الحرس الثوري الإيرانية شنت فجر يومنا هذا هجومًا صاروخيًا هو الاول من نوعه على قاعدة “عين الأسد”، التي تستضيف القوات الأمريكية، في محافظة الأنبار العراقية، وذلك ردًا على الضربة الغادرة الامريكية التي نفذتها طائراتها المسيرة فجر يوم الجمعة الماضي واستشهد على إثرها عدد من رموز محور المقاومة وعلى رأسهم الشهيد البطل اللواء “قاسم سليماني”، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري و”ابو مهدي المهندس” نائب قوات الحشد الشعبي العراقية.
المصدر / الوقت