التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

ما وراء بيانات السعوديين ضد صفعة إيران الكبيرة لأمريكا 

بعد أسبوع من رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية العسكري على العمل الإجرامي وغير القانوني الأمريكي في اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني وقادة الحشد الشعبي العراقي في أراضي العراق أدانت السعودية ، في بيان متأخر وأحادي الجانب، هذا الرد الايراني، وقال البيان تدين المملكة السعودية انتهاك الإيرانيين للسيادة الوطنية العراقية. كما يضيف البيان ان “المسؤولون السعوديون يدعون الطرفين الى الامتناع عن تصعيد التوترات من أجل استقرار العراق والمنطقة.” ولكن ما هو غرض الرياض من هذا التعليق المتأخر؟

تعليق استعراضي

تعتبر السعودية أول دولة عربية تتخذ موقفًاً رسمياً ضد الرد الصاروخي الإيراني على اغتيال الجنرال سليماني. موقف يأتي متأخراً بضعة أيام من بدء المرحلة الأولى من الانتقام الشديد من الولايات المتحدة الأمريكية. من المؤكد أن الرياض هي واحدة من الجهات الإقليمية الفاعلة القليلة التي اعتبرت بالكامل عمل أمريكا غير المشروع والمثير للتوتر بحق قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية ونائب الحشد الشعبي العراقي حدثاً إيجابياً نحو تحسين وضعها الإقليمي، ومع ذلك ، رفضت الإعلان رسمياً دعم العمل الأمريكي بسبب القلق والمخاوف من أن تشمل موجة انتقام إيران مصالح السعودية أيضاً.

الآن بعد أن هدأ الالتهاب الناجم عن احتمال نشوب حرب في المنطقة مع تراجع ترامب عن الرد على الضربة الصاروخية الإيرانية على قاعدة عين الأسد ، قام السعوديون في خطوة رمزية وعديمة التأثير على الاجراء الانتقامي الإيراني الكبير الذي حطم هيمنة أمريكا العسكرية في جميع أنحاء العالم ، باتخاذ موقف من هذه القضية وذلك من أجل الاستهلاك المحلي ليظهروا أنهم لا يخشون انتقام طهران، وايضاً من أجل إرضاء ترامب الذي تلقى انتقادات واسعة النطاق في البعدين المحلي والدولي.

تستضيف السعودية نفسها العديد من القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ، لذلك تُذّكر السعودية من خلال ادانتها الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد، بقوة تحالفها العسكري مع واشنطن ، خاصةً أنها الدولة العربية الوحيدة التي تتخذ رسمياً وعلنياً موقفاً ضد الجيش الإيراني.

الاصطياد في الماء العكر.. متهم كبير في مقام المدعى عليه

من ناحية أخرى، إن موقف السعوديين من الإجراء الإيراني المشروع للرد بشكل مناسب على الاعتداء الأمريكي، يؤكد على انتهاك السيادة الوطنية العراقية من جهة في محاولة من الرياض للظهور بمظهر الجار الذي يريد الخير والسلام للعراقيين، ومن جهة أخرى اثارة المشاعر القومية للشعب العراقي ، خاصة وأن الشعب العراقي يعارض الآن بشدة التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لبلاده. التدخلات التي حدث بشكل رئيسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني لخلق واستمرار عدم الاستقرار في العراق ومنع تشكيل دولة قوية جديدة بغالبية شيعية وحليفة لإيران في المنطقة. ومن الأمثلة على تلك التدخلات التي تمت في السنوات الأخيرة، خلق داعش وتجهيزه ودعمه ، ودعم الإجراءات الانقسامية الكردية خلال استفتاء الانفصال ، ونقل الأموال والأسلحة لجر الاحتجاجات الشعبية نحو الفوضى، وخلق أزمة سياسية عن طريق التخطيط للإطاحة بحكومة عادل عبد المهدي القائمة والهجوم على قواعد الحشد الشعبي العراقي وغيرها…

العراقيون ، مثل أي شعب أخر، يريدون السلام والاستقرار في بلدهم، ويعارضون تحويل أرض العراق إلى ساحة حروب بالوكالة من قبل القوى الإقليمية والدولية. لكن في ظل هذه الظروف، يسعى السعوديون إلى استخدام أبواقهم الدعائية لتغيير حقيقة الاجراء الشجاع لحرس الثورة الاسلامية في تنفيذ الانتقام المشترك للشعبين الإيراني والعراقي من الجريمة الأمريكية وذلك من خلال الابتزاز السياسي. بينما ان التشييع المهيب لشهداء المقاومة على أيدي الشعب العراقي ، ومن ناحية أخرى ، المصادقة على اخراج القوات الأمريكية في البرلمان العراقي أظهر جيداً أصابع اتهام الشعب العراقي قد توجهت نحو من كمعتدي ومنتهك للسيادة الوطنية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق