عقب وصول محادثات السلام الى طريق مسدود.. نهاية النوم الهانئ للجنود الأمريكيين في المذبحة الأفغانية
تعرضت القوات الأمريكية في أفغانستان الليلة الماضية خلال خروجهم في دورية مشتركة مع القوات الأفغانية الى هجوم دموي.
وفي هذا الصدد ، قال المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان العقيد “سوني ليغيت” ، إن القوات الأمريكية والأفغانية كانت تجري عمليات مشتركة في منطقة نانغارهار شرق أفغانستان ، عندما تم استهدافها من خلال “إطلاق نار مباشر”.
وأضاف أنه في الهجوم ، أطلق شخص يرتدي زي القوات العسكرية الأفغانية الرصاص من سلاح آلي على القوات الأمريكية – الأفغانية المشتركة ، مما أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وجرح ستة آخرين.
وبدون تقديم مزيد من التفاصيل ، قال ليغيت إن الدافع وراء هذا الهجوم غير معروف بعد ، وان التحقيقات جارية حتى الان. هذا وقد صرح اثنان من المسؤولين الأفغان لصحيفة نيويورك تايمز إن خمسة أو ستة جنود أمريكيين بالإضافة الى ستة من القوات الأفغانية قد قتلوا جراء هذا الهجوم.
وقد نقلت صحيفة واشنطن بوست أيضًا عن مصادر قولها إن اشتباكًا لفظيًا وقع بين القوات الأمريكية والأفغانية مما ادى الى تبادل اطلاق النار بين الجانبين ، والذي أسفر عن مقتل ستة جنود أفغان ومثلهم أمريكيين.
ومن ناحية أخرى ، قال مساعد مجلس محافظة نانغارهار في تصريح للقناة الأولى التلفزيونية ان هذا الهجوم نفذه جندي أفغاني ، مما أسفر عن مقتل سبعة جنود أمريكيين.
الهجوم الثاني على القوات الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين
ان الهجوم الذي تعرضت القوات الأمريكية في أفغانستان هو الثاني من نوعه في أقل من أسبوعين.
فمنذ حوالي أسبوعين ، تعرضت حوامة قاذفة للقنابل من طراز ” E-11A” لهجوم من قبل طالبان بالقرب من قرية سدوزي في محافظة “ده يك” التابعة لمقاطعة غزني.
وأكد المتحدث باسم طالبان أنه تم التعرف على 6 جثث في مكان تحطم الطائرة من قبل قوات طالبان ، لكن مسؤولي البنتاغون قالوا لوسائل الإعلام الأمريكية أن الطائرة كانت تقل أكثر من ربانين وأقل من خمسة ركاب.
كما أعلنت جماعة طالبان أيضًا ان ركاب الطائرة كانوا من كبار ضباط المخابرات بالإضافة الى كبار أعضاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
ووفقًا للقوات الأمريكية ، ان الطائرة المتحطمة في مقاطعة غزنة ، كانت متمركزة في مطار ولاية قندهار جنوب أفغانستان. حيث ان هذه الطائرة كانت تخدم في المجال الجوي الأفغاني كنقطة اتصال هوائي أثناء القتال الجوي.
وتستطيع هذه الطائرة إنشاء رابط لاسلكي إذاعي بين القوات الجوية والبرية وتعمل فعليًا كأنظمة WiFi للفضاء ولديها معدات خاصة تملأ فجوة الاتصال في الفضاء.
ووفقًا لمجلة Air Force Magazine ، فإن الحاجة إلى الطائرة كانت موجودة في أفغانستان في العام 2005 خلال القيام بعملية باسم “الاجنحة الحمراء”.
وقد تم وضع هذه الطائرة في الخدمة في أفغانستان منذ عام 2009 حتى الان.
وكتب المراسل الدفاعي “جوناثان ماركوس” ، عن عمل ومهمة هذه الطائرة ، أن الطائرة المتحطمة هي واحدة من أربعة أنواع موجودة في الجيش الأمريكي.
ارتفاع عدد الخسائر الأمريكية في أفغانستان
قتل أكثر من 2400 جندي أمريكي حتى الآن ، في أطول حرب أمريكية منذ عام 2001 أي منذ بداية الحرب في أفغانستان. وكان العام الماضي الأكثر دموية بالنسبة للجيش الأمريكي خلال السنوات الخمس الماضية ، حيث قتل 23 من أعضائه في هجمات طالبان في عام 2019.
وفي الوقت الراهن هناك ما بين 12000 و 13000 جندي أمريكي في أفغانستان في اطار المهمة التي يقوم بها حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية من أجل تدريب ومساعدة وتقديم المشورة الى القوات الأفغانية ، وخروج هذه القوات والقوات الأجنبية هو القضية الأكثر أهمية التي يتم التفاوض عليها بين طالبان والولايات المتحدة الامريكية ، مع العلم أن هذه المفاوضات لم تصل الى نتيجة بعد.
تزامن هجمات ومفاوضات طالبان
تتصاعد الهجمات على القوات الأمريكية في أفغانستان في الوقت الذي تواصل فيه طالبان محادثات السلام مع الولايات المتحدة الامريكية.
كما التقى مبعوث البيت الأبيض زلماي خليل زاد بممثلي طالبان في قطر في الأسابيع الأخيرة سعياً للتوصل إلى اتفاق يفضي الى سلام بين الجانبين ، لكن على يبدو في الوقت الراهن أن محادثات السلام هذه وصلت الى طريق مسدود وتكثفت الهجمات على القوات الأمريكية في أفغانستان.
وكانت الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأمريكي إلى باكستان ثم أفغانستان تسير على طريق فتح باب في طريق محادثات السلام المسدود، على الرغم من أن هذه الزيارات لم تؤت بثمارها حتى الآن.
ويستند هذا إلى تكثيف طالبان الهجمات الأخيرة على القوات الأمريكية في أفغانستان في وقت تشهد فيه محادثات السلام مع الولايات المتحدة الامريكية جموداً ووصولها الى طريق مسدود، وبالنظر إلى الخلاف العميق بين طالبان وأمريكا بشأن استمرار تواجد القوات الأجنبية في أفغانستان ، والتي تعارضها طالبان بشدة. ففي النهاية ، وعلى المدى القصير على الأقل ، لا يبدو أن عملية مفاوضات السلام مع الولايات المتحدة ناجحة.
المصدر / الوقت