زنكنة: بن سلمان يهيئ الساحة لتولي العرش
سياسة ـ الرأي ـ
أكد خبير في الشأن السعودي ان الصراع على السلطة يحتدم ويزداد التهابا يوما بعد يوم بين الأسرة الحاكمة في السعودية، مضيفا ان اغلب اعضاء هذه الأسرة يعارضون محمد بن سلمان، ولذلك فإنه يسعى من خلال اعتقال المعارضين، ان يهيئ الساحة لتوليه العرش.
أشار صباح زنكنة الى ادعاء ولي العهد السعودي بفتح الاجواء الاجتماعية في السعودية، وقال: ان ادعاءات محمد بن سلمان بشأن الحريات في الحقيقة هي الحريات الاجتماعية الخاصة والتي تشمل مختلف انواع الانحرافات والنشاطات التي لا تتلاءم مع ثقافة المجتمع السعودي. فولي العهد السعودي يؤمن بهكذا حريات، ولكنه لم يسمح مطلقا بحرية الرأي والحرية الفكرية والحرية السياسية ولن يسمح بها، إذ أن أدنى انتقاد او رأي مخالف للخطاب الحاكم، لن يسمح له بالنشر والعرض، سواء على مستوى المجتمع المدني او المواطنين العاديين او على مستوى النخبة وكبار المسؤولين بل حتى اعضاء الأسرة الحاكمة، لأن الاساس والمحور في السيادة هو عائلة آل سعود، وذلك ليس جميع آل سعود، بل عائلة الملك سلمان وابنائه.
وبيّن هذا الخبير في الشأن السعودي، ان الانتقادات تزداد يوما بعد يوم لسياسات محمد بن سلمان بين النخبة والأمراء، وقال: فضلا عن ذلك، فأنتم تلاحظون ان الظروف في اليمن قد تفاقمت بالنسبة للسعودية، فالنفقات السياسية والمالية والاقتصادية والاعتبارية تثقل كاهل السعودية اكثر فأكثر، وفي المقابل تزداد مقاومة اليمنيين قوة يوما بعد يوم، هذا في حين ان انخفاض اسعار النفط وصادراته، تسببت بزيادة العجز في الميزانية السعودية، الامر الذي جعل ديون هذا البلد تصبح امرا كارثيا.
وأشار الى مشاهدة حالات اصابة بفايروس كورونا في السعودية، وقال: ان هذا المرض تسبب بتعطيل العمرة وزيارة المدينة المنورة، وأنتم تعلمون ان ذروة العمرة في أشهر رجب وشعبان ورمضان، حيث يتوجه ملايين المسلمين من أنحاء العالم الى السعودية لأداء العمرة، ولكن مع وجود كورونا، فإن العمرة ستعطل في هذه الاشهر، ما سيسبب بزعزعة جانب من الاقتصاد السعودي، وهو الى جانب انخفاض أسعار النفط، يعد كارثة اقتصادية للسعودية، التي ستخلق مشاكل عديدة لجانب كبير من المؤسسات والشركات والفنادق والمطاعم في هذا البلد، لذلك في هكذا ظروف، فإن مرض الملك سلمان يخلق مشكلة اكبر، لأن محمد بن سلمان يدرك جيدا انه بوفاة والده، فإن أسرة آل سعود لن تسمح له بتولي العرش، لذلك فإنه حاول وسيحاول اعتقال كل من يمكنه ان يكون خلفا للملك سلمان، ويودعهم السجن، لأخلاء الساحة له لتولي العرش. ولا يخفى ان هذا الوضع بالذات سيؤدي الى زيادة الاحتجاجات.
وتابع زنكنة: ان اغلب اعضاء هذه الأسرة يعارضون محمد بن سلمان، ولكنهم ملتزمون بالصمت حاليا احتراما للملك سلمان. لذلك فإن احتجاجاتهم تتم بشكل سري وبعيدا عن الانظار. وبوفاة الملك سلمان، لن تكون المكانة الحالية متوفرة عندئذ لولي العهد السعودي الحالي، وهنا لابد من القول ان الصراع على السلطة قد نشبت منذ اليوم الذي منح فيه الملك سلمان صلاحيات واسعة لابنه محمد، وهي تزداد اشتعالا يوما بعد آخر. والآن فإن تلك الثقة لم تعد موجودة بين الكادر الحكومية او داخل الأسرة الحاكمة، لذلك فإن الصراع على السلطة في السعودية سيكون بمثابة قدر يغلي، وسيأتي وقت سيطفح هذا القدر.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق