تقدّم الجماعات الإرهابية في شرق محافظة إدلب.. كيف كان ردّ فعل موسكو على مغامرة “أردوغان” في شمال سوريا؟
شنت الجماعات الإرهابية يوم الثلاثاء الماضي سلسلة من الهجمات العنيفة على بعض المناطق الشرقية من محافظة إدلب، ولقد جاءت هذه الهجمات الإرهابية بالتزامن مع تمكن قوات الجيش السوري و حلفائها من التقدم وتطهير العديد من المناطق الواقعة جنوب هذه المحافظة السورية ولا سيما منطقة “جبل الزاوية” المهمة والاستراتيجية ووفقًا لمصدر ميداني، فلقد نفذت جماعات إرهابية هجمات واسعة النطاق بدعم كامل من الحكومة والجيش التركي على مواقع القوات السورية المتمركزة في الأطراف الجنوبية لمدينة إدلب بهدف احتلال بلدة “نيرب” المهمة والاستراتيجية
وأشار هذا المصدر الميداني إلى أن الجماعات الإرهابية استخدمت كل قوتها لاحتلال هذه البلدة، وقال: “إن القوات العسكرية السورية انسحبت من بلدة نيرب بعد عدة ساعات من الاشتباكات العنيفة مع الجماعات الارهابية وذلك من أجل تقليل الخسائر البشرية والمادية”. وأكد ذلك المصدر الميداني على أن العشرات من الإرهابيين قُتلوا وجُرحوا أثناء محاولتهم لاحتلال بلدة “نيرب”، مضيفًا: “تمكنت العناصر الإرهابية رغم تعرضها لضربات قاتلة وخسائر كبيرة، من احتلال هذه البلدة وذلك من أجل تغيير المعادلات الميدانية في محافظة إدلب لصالحهم قليلاً”.
وعلى صعيد متصل، ذكرت بعض المصادر الاخبارية بأنه عقب تمكن الجماعات الإرهابية من السيطرة على بلدة “نيرب”، تمكنت أنظمة الدفاع الجوية التابعة لقوات الجيش السوري تمكنت من اسقاط طائرة تجسس عسكرية تركية في سماء محافظة إدلب كانت تقوم بدعم الإرهابيين. ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن الجماعات الإرهابية التي تحظى بدعم كبير من قبل قوات الجيش التركي واصلت يوم الأربعاء الماضي تقدمها على المحور الشمالي لبلدة “سراقب” الإستراتيجية والمهمة الواقعة في الجهة الشرقية لمحافظة إدلب وتمكنت من احتلال عدة مناطق أخرى.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فلقد تمكنت الجماعات الإرهابية رغم تعرضها للكثير من الخسائر الفادحة في الارواح والمعدات العسكرية من استعادة السيطرة على بلدات “آفس والصالحية” بعدما انسحبت قوات الجيش السوري منها. ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد قتل وأصيب عدد كبير من أفراد الجيش التركي خلال تلك الاشتباكات التي تمكنت على إثرها الجماعات الإرهابية من السيطرة على تلك البلدتين؛ وأكدت تلك المعلومات على مقتل اثنان من قوات الاحتلال التركية في ذلك المحور.
وفي سياق متصل، ذكرت بعض المصادر الاخبارية بأن الجماعات الإرهابية شنت عملية جديدة بدعم مكثف من قبل الجيش التركي لاحتلال بلدة “سراقب” الإستراتيجية ضد قوات الجيش السوري وذلك بعد احتلالها لبلدتي “آفس والصالحية”. ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن الإرهابيون قاموا بشن هجمات شرسة من محور بلدة “نيرب” التي سيطروا عليها في وقت سابق وتمكنوا بعد عدة ساعات من الاشتباكات مع القوات السورية من السيطرة على بلدات “الترنبة، وجوباس، وسان، وزكار، وداديخ، وكفر بطيخ والكدورة”. وأشارت تلك المصادر إلى أن القوات السورية انسحبت في النهاية من مدينة “سراقب” الإستراتيجية والمهمة الواقعة في الجهة الشرقية لمحافظة إدلب وذلك بعد ساعات من القتال العنيف والشرس مع العناصر الإرهابية التي تمكنت في نهاية المطاف من احكام سيطرتها على هذه المدينة.
ووفقا لأحدث المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد خسرت الجماعات الإرهابية عشرات من عناصرها أثناء احتلال مدينة “سراقب” وبعض البلدات الواقعة في ضواحي شرق محافظة إدلب. ولفتت تلك المعلومات إلى أن الحكومة السورية قامت خلال الايام القليلة الماضية بإرسال عدة مجموعات من قوات الجيش السوري التي تم تجنيدها حديثًا إلى تلك المنطقة، لكي تقوم بمساعدة القوات السورية المتمركزة هناك، للبدأ بعمليات عسكرية كبيرة ضد الجماعات الإرهابية لاستعادة مدينة “سراقب” الإستراتيجية وجميع البلدات التي تمكنت تلك الجماعات الارهابية من السيطرة عليها مؤخراً.
وعلى صعيد متصل، ذكرت بعض التقارير الاخبارية بأنه مع تقدم الجماعات الإرهابية في ضواحي مدينة إدلب واحتلالهم لمدينة “سراقب”، أطلق الجيش التركي قاذفة صواريخ لاستهداف المقاتلين الروس في خطوة يعتبرها الكثيرين بأنها إعلان حرب رسمية على موسكو. ووفقًا لمصادر ميدانية، فلقد استهدفت بعض العناصر الإرهابية يوم الخميس الماضي المروحيات والطائرات الحربية السورية والروسية عدة مرات، وهذا الامر دفع موسكو للرد مباشرة على مغامرات أنقرة في تلك المناطق. ولفتت تلك المصادر الميداني إلى أن وحدات المدفعية التابعة للجيش السوري والمقاتلين الروس أطلقت مساء يوم الخميس الماضي، النار بكثافة على قافلة عسكرية تركية كانت في طريقها لدعم العناصر الإرهابية المتمركزة في الضواحي الجنوبية لمحافظة إدلب وأكدت تلك المصادر أن هذه العملية العسكرية كانت بمثابة ردا حاسما على تحركات أنقرة في تلك المناطق.
ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد استهدفت وحدات المدفعية السورية والروسية قوافل عسكرية تابعة للجيش التركي كانت في طريقها للجماعات الإرهابية في بلدتي “البارة وباليون” الواقعتين في منطقة جبل “الزاوية”، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من العناصر التركية والإرهابية. ولفتت تلك المعلومات إلى أن مقاتلات الجو السورية والروسية تمكنت خلال الايام القليلة الماضية من توجيه العديد من الضربات الموجعة للقوات التركية والعناصر الارهابية الموالية لها والمنتشرة في محافظة إدلب وأكدت تلك المعلومات بأن 78 جندي تركي ومئات العناصر الإرهابية قتلوا وجرحوا خلال تلك الهجمات.
وفي سياق متصل، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن وحدة مضادات الدروع التابعة للجيش السوري تمكنت خلال الايام القليلة الماضية من تدمير عشر مدرعات تركية بينها ست دبابات وذلك بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي سلسلة غارات استهدفت خطوط إمداد الارهابيين لا سيما من اتجاه بلدة “سرمين” ودمرها وأفشل محاولات تقدم الإرهابيين على المحاور التي شنوا الهجوم باتجاهها. وادت الغارات الى الى تدمير عدة دبابات للارهابيين وستة مدرعات وخمس اليات رباعية الدفع. وقتل واصيب خلال القصف عدد كبير من الارهابيين. ومن جهتها أكدت وزارة الدفاع الروسية أن تركيا قامت بتقديم الدعم المدفعي للجماعات الارهابية التي تقاتل الجيش السوري. واضافت ان الارهابيين اخترقوا لفترة وجيزة دفاعات الجيش السوري في إدلب، وذلك قبل ان يتمكن الجيش من التصدي للهجوم واحباط الارهابيين ودعت موسكو القادة في أنقرة إلى تجنب أي تصريحات شديدة اللهجة حول إدلب وتفعيل الاتصال عبر الخبراء وذلك بعد تصريحات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” التي طالب فيها بسحب قواته من المناطق التي تمكن الجيش السوري من تحريرها في ريف إدلب.
المصدر / الوقت