كيف كان ردّ الجيش السوري على تحركات الجماعات المسلحة في المناطق الشمالية لمدينة درعا؟
بينما كانت الأنظار مشدودة خلال الأيام الأخيرة نحو التطورات الميدانية في شمال غرب سوريا والاشتباكات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري مع الإرهابيين وقوات الاحتلال التركية في محافظات “أدلب” و”حلب” و”حماة”، قامت مجموعة من العناصر المسلحة بشن عمليات عسكرية على مواقع الجيش السوري المتمركزة في محافظة “درعا” الواقعة جنوب سوريا. ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فإن بعض العناصر المسلحة التي سبق العفو عنها من قبل الجيش السوري وتعهدوا بعدم حمل السلاح بموجب الاتفاق التي تم التوقيع عليه في الصيف الماضي، قامت قبل عدة أيام بشن هجمات ضد المدنيين وقوات الأمن السورية في محافظة “درعا”. وفي سياق متصل، ذكرت العديد من المصادر الميدانية أن عناصر مسلحة، كانت تعمل سرا في الأشهر الأخيرة، هاجمت السكان المحليين مرارا وتكرارا في المناطق الشمالية لمحافظة درعا في الأيام القليلة الماضية، فضلا عن مهاجمة المراكز العسكرية في قرية “الكرك” الشرقية ومحور مدينة “الصنمين” واعتقال عدد من القوات السورية.
أسر عدداً من قوات الجيش السوري شمال محافظة “درعا”
وفقًا لمصادر ميدانية، شنت قوات الجيش السوري عملية جديدة لتأمين المناطق الشمالية من محافظة “درعا” واستعادة السلام والامن في تلك المناطق وذلك عقب قيام مجموعة من العناصر المخالفة للقانون بشن عدد من الهجمات على المدنيين والنقاط الامنية التابعة لقوات الجيش السوري في تلك المحافظة. ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن القوات السورية ركزت جهودها خلال الايام القليلة الماضية على تأمين المناطق الشمالية من محافظة درعا ولا سيما بلدة “الصنمين”، وتمكنت من التعرف على عدد من العناصر المسلحة بعد قيامهم بالكثير من البحث وبعدما تم التعرف على تلك العناصر المسلحة، قامت قوات الجيش السوري بالاشتباك معهم وقتل وجرح عددا منهم وخلال تلك العمليات العسكرية، تمكنت قوات الجيش السوري من قتل خمسة عناصر مسلحة، بينهم قياديان بارزان؛ كما تمكنت قوات الجيش السوري من قتل “أبو وليد الزهراء”، قائد تلك العناصر المسلحة خلال تلك العمليات العسكرية.
وفي سياق متصل، ذكرت بعض المصادر الاخبارية بأن مسلحون مجهولون هاجموا تجمعات عسكرية للقوات الحكومية السورية، وذلك في إطار الانفلات الأمني الذي يخيم على المحافظة ودارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين عناصر مسلحة مجهولة وعناصر آخرين من شعبة المخابرات الجوية في بلدة “الحراك” بريف “درعا” ومن جهة اخرى اطلق مسلحون مجهولون آخرون النار على ثكنة وحاجز “التابلين” التابع للقوات الحكومية السورية في مدينة “طفس”، فيما ردت الأخيرة على مصدر النيران.
العمليات العسكرية التي قام بها قوات الجيش السوري ضد العناصر المسلحة شمال محافظة “درعا”
وفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، تمكنت القوات السورية من تحديد أماكن عددًا من الالغام المتفجرة المزروعة وتمكنوا خلال تلك العمليات العسكرية من نزع فتيل تلك الالغام ومصادرة معدات عسكرية تابعة لتلك العناصر المسلحة التي كانت منتشرة في المنطقة. ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن العناصر المسلحة التي كانت متمركزة في المناطق الشمالية لمحافظة “درعا”، لم تكن تمتلك أسلحة ثقيلة في درعا وكانت تتمركز في بعض المخابئ الواقعة في المناطق الشمالية الغربية لمدينة “الصنمين”، بما في ذلك منطقة “المدرسة الشريعة، وحي الفرن الآلي ومنطقة خربة العنكري”.
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأنه عقب قيام قوات الجيش السوري بتوجيه الكثير من الضربات الموجعة لتلك العناصر المسلحة التي كانت متمركزة في المحور الشمالي لمحافظة “درعا”، قبلت تلك العناصر المسلحة الدخول في مفاوضات في تلك المنطقة والاستسلام لقوات الجيش السوري ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن تلك المفاوضات تكللت في نهاية المطاف بالنجاح. ووفقًا للاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين قوات الجيش السوري والعناصر المسلحة، وافق 21 من العناصر المسلحة التي لم تفي بالتزاماتها السابقة على تسليم أسلحتها والانتقال إلى المناطق المحتلة من قبل قوات الجيش التركي في شمال غرب سوريا.
عناصر مسلحة قبل الانتقال إلى شمال سوريا المحتل
كشفت بعض التقارير الاخبارية، أنه بعد نجاح المفاوضات التي عقدت بين قوات الجيش السوري والعناصر المسلحة وموافقة هذه الاخيرة على الانتقال إلى المناطق المحتلة في شمال غرب سوريا، عاد السلام إلى المناطق الشمالية من محافظة “درعا” وأصبحت الاوضاع هادئة. يذكر أنه بعد الانتصارات الهائلة والمذهلة التي حققتها قوات الجيش السوري في المناطق الوسطى والشمالية السورية في أغسطس / آب 2019، وجدت الجماعات الإرهابية أنها لا تستطيع منع القوات السورية من التقدم نحو محافظة “درعا” الجنوبية، ولهذا فقلد توصلت في النهاية إلى توافق نسبي للمصالحة مع قوات الجيش السوري، وخلال تلك الفترة تم نقل الكثير من الإرهابيين إلى المناطق المحتلة في محافظة “إدلب” بشمال سوريا، لكن عدد من المجموعات بقيت في المحافظة شريطة ألا يحملون السلاح.
وفي سياق متصل، قالت مصادر تابعة لتلك العناصر المسلحة، إن روسيا ستضمن عودة آمنة للمدنيين الذين فروا من هجوم القوات الحكومية في أكبر موجة نزوح في الحرب شملت فرار نحو 320 ألف شخص. وقال “إبراهيم الجباوي”، المتحدث باسم الجيش السوري الحر، إن المباحثات تتضمن السماح للجنود الروس بدخول البلدات التي سينسحب منها المسلحون ولقد مهدت هذه المفاوضات استعادة سيطرة القوات الحكومية على معبر “نصيب”، الطريق لإعادة فتح شريان تجاري حيوي يتيح إنعاش الاقتصاد السوري وبدء عمليات “إعادة البناء” في المناطق التي استعادت الحكومة السيطرة عليها وذكرت مصادر تابعة للعناصر المسلحة أن الاتفاق الذي تم بوساطة روسية يتيح للمدنيين العودة لقراهم وبلداتهم مع ضمانات روسية لحمايتهم وأضافت أن الضمانات الروسية ستشمل أيضا مسلحي المعارضة ممن يريدون “تسوية أوضاعهم” مع الحكومة في عملية سيقبل بموجبها مسلحون سابقون العيش تحت حكم الدولة مرة أخرى.
ولكن تلك العناصر التي تعهدت بتجنب أي توتر وتعهدت بعدم حمل السلاح مجدداً، قامت منذ أواخر الصيف الماضي وبدعم من دول أجنبية، بالكثير من الهجمات المسلحة على المدنيين وعلى عدد من مواقع النقاط الامنية السورية وخلال الفترة الماضية قتل وجرح العشرات من المدنيين ومن القوات السورية التي كانت تعمل على إحلال الامن والاستقرار في محافظة “درعا”. وفي الختام، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن العديد من العناصر المسلحة لا تزال مختبئة في بلدات “طفس وبصري الشام ودرعا البلد والصنمين وبصر الحرير”، إلى جانب منطقة “وادي اليرموك” وبعض المناطق الواقعة في جنوب وجنوب شرق وشمال وشرق وجنوب غرب محافظة “درعا”.
المصدر / الوقت