التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

باحثون استراليون يكتشفون دواء يقتل فايروس كورونا في المختبر خلال 48 ساعة 

متابعة ـ الرأي ـ
اكتشف باحثون أستراليون في جامعة موناش ومعهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة في مدينة ملبورن أن دواء قديماً شائع الاستخدام لعلاج الإصابة بالطفيليات المعروفة بأمراض الفطريات يمكن أن يقتل فايروس كورونا في بيئة مختبرية في أقل من 48 ساعة.

وذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية أن هؤلاء الباحثين قد نشروا دراسة يوم الجمعة في مجلة Antiviral Research المختصة بالبحث بشأن الفايروسات، قالت إن العقار المضاد للطفيليات “إيفرمكتين” Ivermectin يمكن أن يمنع تكاثر فايروس سارس CoV-2، وهو الفايروس المسبب لمرض كوفيد- 19.
وأظهر الدواء المضاد للطفيليات أن له نشاطاً واسعاً مضاداً للفايروسات ويقتل فايروسات نقص المناعة البشرية وإنفلونزا وزيكا وإيبولا.
ووجد العلماء أن إيفرمكتين، وهو دواء معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج الطفيليات، يمكن أن يقتل خلايا سارس- CoV-2 في حالة مخبرية. ففي غضون 48 ساعة، تمكن الدواء من تقليل الحمض النووي الريبي للفايروس بمقدار 5000 مرة.
وقالت قائدة الدراسة د. كايلي واغستاف في بيان: “يُستخدم إيفرمكتين على نطاق واسع ويُنظر إليه على أنه دواء آمن. نحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كانت الجرعة التي يمكنك استخدامها عند البشر ستكون فعالة – هذه هي الخطوة التالية”. وأضافت: “وجدنا أنه حتى جرعة واحدة يمكن أن تزيل بشكل أساسي كل الحمض النووي الريبي لفايروس كورونا خلال مدة 48 ساعة وأنه حتى خلال 24 ساعة كان هناك انخفاض كبير في ذلك”.
وبرغم أن الطريقة الدقيقة التي يمكن للعقار من خلالها قتل الفايروس غير معروفة حتى الآن، إلا أنه من المحتمل أن يتم ذلك عن طريق “تقليص” قدرة الخلايا المضيفة للفايروس على إزالة الدواء، بحسب واغستاف.
وللتحقق من نشاط هذا العقار المضاد للفايروسات على فايروس كورونا، أضاف الباحثون خمسة ميكرومترات منه إلى خلايا مصابة بـ”كوفيد 19″. وبعد إجراء اختبار RT-PCR للتحقق من عدد الحمض النووي الريبي للفايروس في الخلايا. ظهر أنه في غضون 24 ساعة، كان هناك انخفاض بنسبة 99.8٪ في الحمض النووي الريبي للفايروس المرتبط بالخلايا. وقبل مرور 48 ساعة، زاد هذا التأثير إلى ما يقرب من 5000 ضعف الحد من الحمض النووي الريبي للفايروس في الخلايا المعالجة. ولاحظ العلماء عدم وجود سمية في الدواء.
وحذرت واغستاف من أن الاختبارات أجريت في المختبر وستحتاج إلى إجراء التجارب في الناس لمعرفة ما إذا كان الدواء فعالًا حقًا ضد فايروس كورونا Covid-19.
وتم إجراء الأبحاث على مزارع الخلايا في المختبر، والتي لا تترجم دائماً إلى فعالية في الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى. وكان “إيفرمكتين” فعالاً ضد مجموعة واسعة من الفايروسات عند دراسته في المختبر. وستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان يمكن استخدام الدواء لعلاج فايروس كورونا.
ويستخدم “إيفرمكتين” على نطاق واسع منذ ثمانينيات القرن العشرين لعلاج قمل الرأس والجرب والعديد من الأمراض الأخرى التي تسببها الديدان المستديرة والديدان السوطية على مستوى العالم. ويستخدم الدواء أيضاً لعلاج حالة الوردية الجلدية.
وقالت “نيوزويك” إن بعض الفريق المشارك في الدراسة الجديدة كان لديه بالفعل خبرة سابقة في العمل مع الفايروس الجديد.
وقال د. ليون كالي، المؤلف الأول للدراسة وكبير أخصائيي تحديد الفايروسات في المختبر المرجعي للأمراض المعدية الفيكتورية في جامعة مانوش الأسترالية، “بصفتي عالم الفايروسات الذي كان جزءاً من الفريق الذي كان أول من قام بعزل الفايروس ومشاركته خارج الصين في كانون الثاني / يناير 2020، أنا متحمس لاحتمال استخدام إيفرمكتين كدواء محتمل ضد هذا المرض”.
وتقدم حالة “إيفرمكتين” كدواء تمت دراسته بالفعل والموافقة عليه لعلاج حالات أخرى ميزة حاسمة على تطوير عقاقير جديدة، وهي عملية طويلة تتضمن عادة سنوات عديدة من دراسة السلامة والفعالية قبل التمكن من الوصول إلى المرضى من البشر.
وقد اتخذ الباحثون نهجاً مماثلاً في محاولة تطوير علاجات لمرض كورونا عن طريق إعادة استخدام عدد من الأدوية الأخرى، بما في ذلك الأدوية المضادة للملاريا كـ”هيدروكسي كلوروكوين” و”كلوروكين”، جنباً إلى جنب مع الأدوية المضادة للفايروسات مثل “لوبينافير” و”ريتونافير” و”ريمديسيفير”، والتي تم تطويرها لعلاج فايروسي إيبولا ونقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز.
وعلى الرغم من أن بعض الأبحاث الأولية أظهرت وعوداً، إلا أن بعض الأدوية تحمل أيضاً آثاراً جانبية يمكن أن تسبب ضرراً أكثر من نفعها، وليس من المعروف حتى الآن ما إذا كان يمكن استخدام أي منها كعلاج آمن وفعال لفايروس كورونا.
وقد تم تطوير عقار إيفرمكتين لأول مرة في عام 1975 ودخل الاستخدام الطبي في عام 1981. وهو مدرج في قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية. ويتم استخدامه حالياً كعلاج لداء اللولبيات القوية، وهو مرض طفيلي تسببه الديدان المستديرة التي تصيب ما يقدر بنحو 30 مليون إلى 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وإيفرمكتين فعال في تدمير الطفيليات في الأمعاء.
كما أنه يخفف من أعراض داء كلابية الذنب، أو عمى الأنهار، مما قد يؤدي إلى حكة شديدة، وظهور تحت الجلد، والعمى. وفي حالة العمى النهري ، الذي لا يوجد فيه لقاح، لا يعتبر إيفرمكتين علاجاً ولكن ثبت أنه يقتل اليرقات إن لم يكن الديدان البالغة. ويتم إعطاؤه للمرضى مرة كل ستة إلى 12 شهراً.
ويتوفر الدواء في السوق بأسماء تجارية مختلفة وعادة ما يتم إعطاؤه في شكل أقراص، على الرغم من أنه يتم تصنيعه أيضاً على شكل قطرات وكريمات وحلول قابلة للحقن.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق