انباء عن استيلاء الولايات المتحدة على شحنة طبية أرسلتها الصين إلى تونس
متابعة ـ الرأي ـ
أثار بيان غامض للخطوط التونسية حول “إلغاء” شحنة طبية كان مرسلة من الصين، عاصفة من الجدل في البلاد، حيث تحدث سياسيون عن “قرصنة” أمريكية للشحنة، على غرار ما حدث مع إيطاليا قبل أيام، وهو ما نفته وزارة الصحة، لكنها قدمت بالمقابل تفسيرا بدا “غير مقنع” دفع البعض للتمسك برواية “القرصنة” الأميركية.
وأصدرت الخطوط التونسية، مساء الأحد، بلاغا، أكدت فيه أنه “في إطار معاضدة مجهود الدولة لمجابهة جائحة كورونا، تمّ برمجة رحلة جوّية اليوم الأحد 5 أفريل 2020 بإتجاه الصين قصد جلب معدّات وتجهيزات طبّية لفائدة وزارة الصحة. غير أنّه وبعد إقلاع طائرة الخطوط التونسية بحوالي 20 دقيقة تمّ إعلامنا من قبل المزوّد صاحب الشحنة المتّفق عليها بعدم جاهزيتها لأسباب فنّية بحتة. وتبعا لذلك تمّ إعطاء الإذن للطائرة المذكورة بالعودة، هذا وسيتمّ تأمين الرحلة من جديد حال إستكمال الإجراءات الفنّية الخاصة بالمزود الصيني”.
وأثار البيان موجة من الجدل، حيث دوّن عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري “بعد إقلاعها بنحو عشرين دقيقة في اتجاه الصين، تعود طائرة الخطوط التونسية أدراجها بعد إعلامها من المزود الصيني بأنه تم تحويل وجهة المعدات الطبية التي إقتنتها تونس الى الولايات المتحدة الامريكية التي يبدو انها دفعت أضعاف السعر واستولت على الشحنة كاملة.
بعد فرنسا وألمانيا تونس هي الضحية الجديدة للعربدة والقرصنة الأمريكية في زمن كرونا. من واجب الدولة التونسية التشهير والاحتجاج على هذا السلوك العدواني من قبل ساسة رعاة البقر في البيت الأبيض”.
ودوّن الإعلامي أسامة الصفدي “انها الحرب الدولية. الولايات المتحدة الامريكية تمنع الطائرة التونسية ارباص A330 من اكمال مسارها في اتجاه مطار ctu الصيني لجلب 37 طن من المشتريات او المساعدات الطبية بتعلة انها لا تملك رخصة. والطائرة في هذه اللحظات تحط في مطار تونس قرطاج بعد 40 دقيقة من الاقلاع بقيادة الكابتن سامي المصمودي”.
وعلقت الناشطة السياسية نزيهة رجيبة (أم زياد) بالقول “ثمة روايات اخرى للخبر لكن الشي الذي تعرفه الدنيا كلها هو أن امريكا صارت قاطع طريق على المواد الطبية”.
إلا أن وزارة الصحة نفت الخبر، لكنها قدمت رواية اعتبر البعض أنها غير مقنعة، حيث دوّن الوزير عبد اللطيف المكي على موقع فيسبوك، تحت عنوان “لماذا عادت الطائرة ولماذا ستعاود السفر إلى الصين؟”: “اقتنينا مواد من الصين في إطار برنامج مقاومة كورونا وخرجت البضاعة يوم 30 مارس (آذار) من مكان يبعد 1000 كلم عن العاصمة بكين. بعد هذا التاريخ غيرت السلطات الصينية طريقة إثبات جودة المنتوج وبموجب ذلك اشترطت الديوانة الصينية تغيير الطريقة وفق القانون الجديد وهو ما سيستغرق يوما أو يومين وبما ان الطائرة ليس لها حق المكوث في بيكين الا يوما واحدًا فقد طلبنا منها العودة آلى تونس وهي لك تبعد كثيرا عن أجوائنا وقد عادت وحالما يتم تسوية الوضعية هناك (وهي مجرد شكلية إدارية) ستطير الطائرة إلى الصين لتأتي بالبضاعة بإذن الله ولا صحة لغير ذلك”.
وعلّق أحد النشطاء على تدوينة الوزير بالقول “الصحيح ان امريكا استولت على البضاعة الجاهزة ودفعت سعر مضاعف والشركة الصينية اجلت العقد لحين انجاز البضاعة”.
وأضافت إحدى الناشطات “سيدي الوزير كلامك غير صحيح، لأن الجميع يعرف أنه تم الاستيلاء على البضاعة عن طريق المزايدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. على الحكومة اعتماد الشفافية في التعامل مع هذا الملف”.
فيما وصف إلياس المنكبي المدير العام لشركة الخطوط التونسية شائعة استيلاء الولايات المتحدة على الشحنة المرسلة من الصين بأنها “لا أساس لها من الصحة”، مشيرا إلى أن الخطوط التونسية “وفرت كل الضمانات من أجل إرسال طائرة إلى الصين لجلب شحنة من المعدات الطبية. وعودة الطائرة أدراجها بعد إقلاعها يتحمل مسؤوليتها المزود الصيني، لأنها الطائرة أقلعت بعد الحصول على موافقة المزود الذي أبلغ السلطات المعنية في تونس أن الشحنة جاهزة. وحتى هذه اللحظة لم نتلق موعدا جديدا من المزود الصيني يُحدد جاهزية البضاعة”.
ويبدو أن رد الخطوط التونسية لم يقنع أيضا السياسيين التونسيين، حيث دوّن الشابي “مدير الخطوط التونسية قال ان الطائرة أقلعت لجلب الشحنة بعد ان تأكدت من المزوّد ومن سعادة سفير تونس بالصين من جاهزية البضاعة، وبناء على ذلك أعطيت لها التعليمات بالاقلاع، ليضيف بان المزود اتصل بعد ذلك ليعلم بأن الشحنة ليست جاهزة وهو ما أكده هذه المرة ايضا سفير تونس هناك، وليطلب مدير الخطوط التونسية الابتعاد عن الشائعات والتثبت من الاخبار. ممن سنتثبت سيدي الكريم؟ من شركتكم التي اقلعت طائرتها دون التأكد من جاهزية الشحنة؟ أم من سفيرنا في الصين الذي اكد مرة أولى ان الشحنة جاهزة ثم عاد وأكد لكم مرة ثانية انها غير جاهزة، بعد اقلاع الطائرة؟”.
وأضاف “من المسؤول عن هذا العبث؟ وهل هي محاولة لتغطية عين الشمس بالغربال؟ متمسكون بتوضيح رسمي من السلطات العليا في البلاد وتحديد المسؤوليات في ما وقع. في الحرب ممنوع الارتجال أو التغطية على من يقطع عليك خطوط الإمداد”.
وشهدت تونس في وقت سابق حادثة مشابهة قبل أيام، تمثلت بسرقة قراصنة إيطاليون لشحنة كحول طبي مرسلة إلى تونس، وفق ما أكد وزير التجارة محمد المسليني الذي شبّه الأمر بسرقة التشيك لشحنة كمامات أرسلتها الصين إلى إيطاليا للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، إلا أن المسليني عاد لاحقا لنفي هذا الأمر، مشيرا إلى أن تصريحه “أسيء فهمه”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق