التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ترامب يدعو مرضى كورونا للإنتحار للتخلص من المرض 

متابعة ـ الرأي ـ
في السياسة والعلاقات الدولية يمكن لشخص مثل الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان يتستر على بلاهته وغبائه وحتى جنونه لسبب بسيط وهو ان تداعيات قراراته في هذا المجال لا تتضح طبيعتها الكارثية بشكل سريع ومباشر وواضح الا بعد مرور وقت طويل نسبيا، كما هو حال انسحاباته بالجملة من الاتفاقيات والمعاهدات والمنظمات الدولية تحت شعار”امريكا اولا”.

احتاج الامريكيون لمرور اكثر من ثلاث سنوات ليتلمسوا التداعيات الكارثية للاجراءات التي اتخذها رئيسهم ترامب على الصعيد السياسي والعلاقات الدولية والتي لم تجعل امريكا” اولا” فحسب بل ولن تحتفظ حتى بمكانتها التي كانت عليها قبل ترامب، بل اصبحت امريكا منبوذه ووحيدة حتى بين اقرب حلفائها التقليديين.

ترامب المصاب بجنون العظمة، انكشف جنونه وبشكل فاضح بعد تفشي وباء كورونا في امريكا، فهذا الجنون لم يتكشف بسبب سوء ادارته المتخبطة وفشل النظام الصحي في مواجهة الوباء وتحول امريكا الى اكبر بؤرة للفيروس في العالم فحسب، بل بسبب تصريحاته حول فيروس كورونا وكيفية التصدي له ومعالجته، ولما كانت هذه التصريحات ذات مردود سريع لارتباطها بصحة الناس، تحول الرجل الى مادة للسخرية للاطباء وخبراء الصحة بل حتى للناس العاديين.

خلال مؤتمره الصحافي يوم الخميس الماضي حول وباء كورونا قال ترامب أن المعقمات والمطهرات تقضي على فيروس كورونا في دقيقة ويمكننا ان نستخدم هذه المعقمات في حقنها في جسم المريض، او تعريض اجساد المرضى للاشعة ما فوق البنفسجية.

تصريحات ترامب هذه اصابت الاطباء بصدمة وذهول في العالم اجمع، فالخبير بالصحة العامة والمتخصص بالجهاز التنفسي فين غوبتا قال لمحطة “ان بي سي نيوز”: ان “فكرة حقن الجسم أو شرب أي نوع من أنواع المواد المنظفة غير مسؤولة وخطرة، إنها طريقة يلجأ إليها كثيرا الأشخاص الراغبين بالانتحار”.

وكتب الطبيب كاشف محمود، العامل بولاية فيرجينيا الغربية على تويتر: بصفتي طبيبا، لا أنصح بحقن مواد التطهير في الرئتين أو باستخدام الأشعة فوق البنفسجية داخل الجسم لعلاج فيروس كورونا”، مضيفا “لا تأخذوا النصائح الطبية من ترامب”.

اما بول هنتر أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية فعلق في حديث مع رويترز على تصريحات ترامب بقوله:”هذا أحد أشد الاقتراحات حماقة وخطورة بشأن كيفية علاج كوفيد-19.. أن المطهرات ستقتل على الأرجح أي شخص يحاول استخدامها .. هذا تصريح ينم عن استهتار شديد لأنه للأسف هناك أناس في أنحاء العالم قد يصدقون مثل هذا الهراء ويحاولون تجربته بأنفسهم”.

وفي اجراء الهدف منه التقليل من مخاطر تصريحات ترامب الكارثية أصدرت شركة ريكيت بنكيزر التي تصنع مطهرات منزلية منها ديتول ولايسول بيانا حذرت فيه الناس من تناول أو حقن منتجاتها في أجسادهم!!.

المركز الفرنسي “مارساي ايمونوبول” اعلن في سخرية :”إضرام النار بالجسم قد يكون حلا بديلا مفيدا كذلك” مشددا على أن الوسائل التي اقترحها الرئيس الأميركي “ستقتل الفيروس والمرضى في آن واحد”.

وغرد والتر شوب المدير السابق للهيئة الفدرالية المكلفة الاخلاقيات في عهد الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما “توقفوا عن بث مؤتمراته (ترامب) الصحافية حول فيروس كورونا. فهي تعرض أرواحا للخطر، رجاء لا تشربوا المواد المعقمة ولا تحقنوا أنفسهكم بها”.

اما روبرت ريك وزير العمل السابق في عهد الرئيس بيل كلينتون فقال “تشكل مؤتمرات ترامب الصحافية خطرا على الصحة العامة. قاطعوا هذه الدعاية. استمعوا إلى الخبراء ورجاء لا تشربوا المواد المعقمة”.

من التعليقات اللافتة التي استوقفتني وانا اتابع سخرية الجميع من ترامب، تعليق كتبه احد الظرفاء قال فيها لماذا كل هذا القلق من تصريحات ترامب بشأن طريقته المثلى لعلاج كورونا بالانتحار، فمن المؤكد ان انصاره الذين انتخبوه والذين يمثلون اليمين العنصري والمتطرف في امريكا، هم من سيسترشدون بنصائحه الطبية لانهم مفتونون بعبقريته، وقد فعلها زوجان امريكيان عندما تناولا علاجا وصفه ترامب ، فمات الزوج بينما مازلت الزوجة ترقد في المستشفى في حالة خطرة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق