التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

الامارات وسجل حقوق الانسان؛ ما لاتعرفه عن السجون 

تحاول الامارات استغلال جميع المناسبات والمؤتمرات الدولية المعنية بحقوق الانسان أو اي مجال آخر للتعبير عن مدى ديمقراطيتها في التعامل مع مواطنيها ورسم صورة براقة للبلاد ما يعزز مكانتها في العالم الغربي ويساعدها في جذب المستثمرين في جميع المجالات وتقديم تطمينات لهم، لكن في السنوات القليلة الماضية وخاصة بعد تدخل الامارات في حرب اليمن، بدأ يظهر وجه جديد للامارات، خاصة ذلك المتعلق بحقوق الانسان، فمن سجون الامارات في اليمن إلى السجون المنتشرة على اراضيها، هناك معلومات تفيد بأن الامارات تنتهك حقوق الانسان في جميع السجون التي تخضع لسيطرتها وادارتها وتفاقمت هذه الحالات بعد انتشار فيروس كورونا في البلاد، الأمر الذي فتح الباب على اسلوب تعاطي الامارات مع السجناء في مثل هذه الحالات الاستثنائية لتبين ان هناك انعدام للرعاية الصحية بالنسبة لهؤلاء المعتقلين، بحسب تقرير نشره مركز الإمارات لحقوق الإنسان.

وذكر التقرير تفاصيل عن معتقلي الرأي في الإمارات الذين ينتمون إلى الطبقات الأكاديمية والمثقفة في البلاد ، فليسوا أعداداً مسجنون خلق القضبان فحسب، فمنهم الأكاديميون والقضاة والمحامون والإعلاميون والمدافعون عن حقوق الإنسان و الدعاة المصلحون والكتّاب ورجال التعليم والمهندسون و…. ، كل أولائك يقضون الآن سنين من عمرهم بسبب كلمة حق قالوها أو رأي مخالف اعتقدوا به.

خلال الاعوام القليلة الماضية انتشرت الكثير من التقارير حول تعاطي الامارات مع السجناء، والجميع أكد ان هناك انتهاكات تقوم بها الامارات بحق هؤلاء السجناء ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مع الامم المتحدة بخصوص مناهضة التعذيب وحتى اللحظة لم يتم التأكد من ان الامارات تنفذ تلك التي الاتفاقيات التي وقعتها مع الامم المتحدة، فالشرطة الإماراتية وقوات الأمن تواصلان استخدام التعذيب ضد أولئك الذين ينتقدون الحكومة أو يشكلون تهديدًا لسلطتهم.

معتقلون بارزون في الامارات

تم اعتقال أحمد منصور، وهوعضو اللجنة الاستشارية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، في 20 مارس 2017 بعد أن داهمت الشرطة الإماراتية منزله من دون تصريح. وأثناء اعتقاله، حُرم من الاتصال بأسرته ومن الاستعانه بمحامٍ للدفاع كما لم تصرح عن مكان اعتقاله. وبعد احتجازه لدى الشرطة الإماراتية لأكثر من عام، أيدت المحكمة الاتحادية العليا حكمه في 31 ديسمبر 2018، مما يلغي أي فرصة للإفراج المبكر عنه. وكان منصور قد اعتقل لانتقاده اضطهاد الإمارات للنشطاء بسبب جرائم تتعلق بحرية التعبير. واستخدم منصور حسابه على تويتر للدعوة ضد انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في مصر واليمن بالاضافة الى عمله جنباً إلى جنب مع نشطاء آخرين للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين في بلدانهم في مارس 2017. وأثناء الاحتجاز، تعرض منصور للتعذيب بطرق عدة من بينها التعرض للحبس الانفرادي.

في 4 مايو 2019، توفيت المعتقلة الإماراتية علياء عبد النور في السجن بعد صراع مرير مع سرطان الثدي. أثناء احتجازها، حُرمت عبد النور من العلاج المناسب ورُفض طلب أسرتها بالإفراج عنها. دعا مكتب مفوضية الأمم المتحدة UN لحقوق الإنسان (OHCHR) في بيان له الإمارات العربية المتحدة للتحقيق في ظروف وفاتها، فضلاً عن الادعاءات الموثوقة بالتعذيب وسوء المعاملة، واحتجاز المسؤولين. علياء عبد النور اعتقلت واتُهمت بتمويل جماعات إرهابية دولية في يوليو 2015. وقد أُدينت بعد تقديم سجل بالمواقع الالكترونية التي زارتها كدليل لذلك. لم تكن عبد النور ناشطة سياسياً ولم تكن صريحة بشأن انتقادها للحكومة. وبحسب المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان ، فقد احتجزت في مكان مجهول لمدة أربعة أشهر وتعرضت للتعذيب الذي اجبرت اثناءه على التوقيع على اعتراف كاذب تم استخدامه لاحقًا لإدانتها. كما كانت عبد النور تكافح السرطان أثناء اعتقالها. تم تسريب تسجيل صوتي لعبد النور من سجن الوثبة في مايو 2018 كشف عن تعذيب عبد النور وحرمانها من الرعاية الطبية لعلاج مرض السرطان ثم تم نقلها في النهاية إلى مستشفى متخصص. ومع ذلك، نقلتها الشرطة الإماراتية إلى مستشفى غير متخصص حيث كانت تخضع لحراسة مشددة في غرفة ليس بها فتحات أو نوافذ. عندما زارتها عائلتها، لاحظوا أنها كانت مقيدة بالسرير إلى الفراش وأن صحتها آخذة في التدهور. سألوا إذا كان يمكن إعادتها إلى المنزل لقضاء بقية أيامها في راحة، ولكن تم رفض طلبهم.

د. ناصر بن غيث، خبير اقتصادي إماراتي وأكاديمي ومدافع عن حقوق الإنسان، حُكم عليه بالسجن 10 سنوات في مارس 2017. وقد سُجن لأنه تجرأ على التعبير عن رأيه عبر تويتر على شكل تغريدات سلمية. وقد أدين بنشر معلومات كاذبة عن قادة الإمارات وسياساتهم. في أغسطس من عام 2015 ، داهم الضباط منزله دون أمر قضائي وتم نقله إلى مكان مجهول حيث احتجز لمدة عام حتى جلسة الاستماع أمام غرفة أمن الدولة بالمحكمة العليا الاتحادية في أبوظبي. وأثناء احتجازه في مكان مجهول، تعرض للضرب والتعذيب لأيام متتالية. عندما أبلغ المحكمة بمظلوميته، فصله القاضي وأوقف الميكروفون.

اليمن وسجون الامارات

دخلت الإمارات العربية المتحدة في تحالف مشترك مع المملكة العربية السعودية واليمن سمح لهم بإنشاء شبكة من السجون السرية في المناطق الخاضعة لسيطرة الإمارات. كانت هذه السجون تديرها القوات الإماراتية لتسهيل ونشر التعذيب المنهجي. كما أمرت قوات الأمن الإماراتية باختطاف مواطنين يمنيين اعتبروا تهديدًا. تم اعتقال هؤلاء المواطنين اليمنيين في هذه السجون السرية وتعذيبهم بدنياً وجنسياً. أفاد سجناء في هذه السجون بأنهم تعرضوا للضرب حتى فقدوا وعيهم، وصدموا بالكهرباء في أعضائهم التناسلية، وتعليقهم من السقف، وتعصيب أعينهم وربطهم بأيديهم وأرجلهم لشهور.

في الختام؛ وبحسب منظمة “أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين”، تنص المادتان 11 و 12 و 13 من اتفاقية مناهضة التعذيب على أن الإمارات ملزمة بإجراء تحقيقات روتينية في أي ادعاءات بالتعذيب على أي مواطن إماراتي، الا انها دائما ما تفشل بتلبية هذه المتطلبات والالتزامات. كما ويتجاهل القضاة بشكل صارخ التقارير التي أدلى بها ضحايا التعذيب. وتدعو المنظمة الحكومة الإماراتية إلى تحسين تنفيذ المتطلبات الإلزامية التي تحددها اتفاقية مناهضة التعذيب ، فيما يتعلق بالتعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة داخل وخارج الأراضي الإماراتية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق