التجسس على الصواريخ الإيرانية؛ ماذا يعمل أسطول “باتان” الأمريكي بالقرب من المياه الاقليمية الإيرانية
خلال السنوات الماضية ، قامت السفن العسكرية الأمريكية، بأعمال استفزازية في منطقة الخليج الفارسي، وقبل أيام قليلة فقط قامت زوارق تابعة لقوات الحرس الثوري الإيرانية بإرسال تحذيرات رسمية لبعض السفن العسكرية الأمريكية، التي كانت تقوم ببعض الاعمال المشبوهة بالقرب من المياه الأقليمية الإيرانية وكانت تقوم بمساعدة مروحيات “أباتشي” بالتدرب لمهاجمة الزوارق البحرية الإيرانية وعلى صعيد متصل، هدد قائد الحرس الثوري الإيراني “حسين سلامي” بتدمير سفن الأمريكية في حال هددت المصالح إلايرانية في الخليج الفارسي وقال :”أصدرت أوامري لقواتنا البحرية بتدمير ي قوة ارهابية امريكية في الخليج الفارسي تهدد أمن السفن العسكرية وغير العسكرية الإيرانية”. ولفت سلامي إلى أن القوات الأمريكية “تعرضت بشكل خطير وغير مهني لسفينة تابعة للحرس الثوري في مياه الخليج قبل أسبوع، مشددا على أن أمن منطقة الخليج جزء من استراتيجيات إيران للدفاع عن مصالحها البحرية”.
الجدير بالذكر، أن السفن العسكرية الأمريكية والطائرات بدون طيار كان لها تاريخ حافل في مجال التجسس على العديد من القطاعات العسكرية التابعة لجمهورية إيران الاسلامية وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير أن الولايات المتحدة استعانت خلال السنوات الماضية بسفنها العسكرية وطائراتها المسيرة الحديثة والزوارق الحربية والاقمار الصناعية للتجسس على الكثير من المقرات العسكرية الإيرانية وذلك من أجل معرفة الكثير من المعلومات حول برنامج إيران الصاروخي ومن أهم تلك السفن العسكرية الأمريكية التي كان لها باع طويل في مجال التجسس، هي سفينة “USNS Invincible” العسكرية وهي سفينه تجسس خفيفه صممت للمراقبة الجوية والتجسس على الاقمار الصناعية والاشارات اللاسلكية وهى قديمه نسبيا بنية عام 1987. وتستخدم سفينة “USNS Invincible” الأمريكية نظام رادار يسمى “Gray Star”، وهو عبارة عن مجموعة ضبابية نشطة ويقال أنها تعمل على كل من نطاقي “X و S”.
وحول ما حدث مع سفينة “USNS Invincible” العسكرية الامريكية، أوضحا قائد لواء ذو الفقار في المنطقة البحرية الاولى التابعة لحرس الثورة الاسلامية “مهدي هاشمي” :”انه نتيجة للتواجد غير المشروع لسفن القوى الاجنبية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، قامت سفينة امريكية، بتجاوز الممر الدولي، وغيرت مسارها بإتجاه السفن المتواجدة لحرس الثورة الاسلامية، واقتربت في خطوة غير مهنية الى مسافة 550 مترا من سفننا” وأكد “هاشمي” أن الحل الوحيد للأمن والسلام في منقطة الخليج الفارسي، هو خروج سفن القوى الاجنبية لاسيما الامريكيين والبريطانيين الذين أصبحوا منذ عشرات السنوات مصدراً للفوضى في الخليج الفارسي عبر تواجدهم غير المشروع، مؤكداً أن واشنطن لا تريد استقرار وامن الخليج الفارسي ومضيق هرمز كما تسعى خلق التوتر والازمات في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية.
الجدير بالذكر أن الحرس الثوري الإيراني أعلن قبل عدة أيام أنه أطلق بنجاح أول قمر صناعي عسكري للبلاد، واعتبرت واشنطن أن هذه الخطوة تحدي لها وقال الموقع الإلكتروني للحرس الثوري “سباه نيوز” إن “قوات حرس الثورة الإسلامية أطلقت بنجاح صباح الأربعاء أول قمر صناعي عسكري للجمهورية الإسلامية الإيرانية”. وأوضح الحرس الثوري أنه استخدم الصاروخ “قاصد” في إطلاق القمر الصناعي “نور 1″، لكنه لم يخض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المستخدمة، مشيرا إلى أن القمر الصناعي استقر في مداره حول الأرض على مسافة 425 كيلومترا. وقال قائد الحرس الثوري الإيراني إن مهمة القمر الصناعي العسكري الجديد هي جمع المعلومات والصور. ولقد قوبل الإعلان الإيراني عن نجاح الحرس الثوري الإيراني في إطلاق قمر صناعي للأغراض العسكرية بما يشبه الصدمة والارتباك في العاصمة الأمريكية. وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مساء الأربعاء الماضي رد الرئيس “دونالد ترامب” على سؤال عن القمر الصناعي العسكري الايراني بالقول “نحن نراقب طهران عن كثب”.
زيادة أنشطة وحدات الفرقاطات البرمائية الأمريكية في الخليج الفارسي
هناك مسألة أخرى تتعلق بالإجراءات الأمريكية المشبوهة والاستفزازية في منطقة الخليج الفارسي، وهي زيادة نشاط وتدريب وحدات الجيش الأمريكي الموجودة في الخليج الفارسي خلال الفترة الماضية وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأنه قبل عدة أسابيع، قامت وزارة الدفاع الامريكية بإرسال سفينة “USS Boxer” الهجومية إلى منطقة الخليج الفارسي، وقبل عدة أيام قامت هذه الوزارة الامريكية بإرسال فريق عسكري جديد إلى منطقة الخليج الفارسي، والمعروفة باسم فريق “باتان” البرمائي.
وعلى صعيد متصل، كشفت بعض التقارير أن سفينة “باتان” العسكرية تنتمي إلى فئة حاملات المروحيات الثقيلة الأمريكية “USS Wasp Class” ذات الوزن البالغ 41.1 ألف طناً والطول البالغ 253.2 متراً والقادرة على إطلاق الطائرات المقاتلة ذات خاصية الإقلاع القصير والهبوط العمودي طراز “هاريير”، بالإضافة إلى الطائرات المروحية الناقلة ذات المحرك المائل طراز “أوسبري” ومروحيات النقل الثقيل “سوبر ستاليون” ومروحيات الخدمات العامة والمهام البحرية المتعددة”كينج هذواك” ويبلغ عدد أفراد طاقمها 1208 فرداً، ويبلغ مداها الأقصى 17.5 ألف كم على سرعة 33.3 كم وهذه السفينة الهجومية البرمائية هي نوع من سفن الحرب البرمائية تعمل على الأرض ودعم القوات البرية في أراضي العدو عن طريق حرب هجومية برمائية.
ومن السفن العسكرية الامريكية التي تجوب مياه الخليج الفارسي، هي سفينة “يو إس إس نيويورك” المجهزة للقيام بالعمليات الخاصة ويبلغ طول هذه السفينة 684 متراً وهي الخامسة من طراز جديد من السفن الحربية الأمريكية صممت لمهمات تشمل العمليات الخاصة ضد الإرهابيين، وسيتكون طاقمها من 360 بحاراً و700 جندي بحري جاهزين للقتال يتم إنزالهم إلى السواحل عن طريق المروحيات وطائرات الهجوم ويبلغ تكلفتها 700 مليون دولار وشعارها “لن ننسى أبداً” في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر. الجدير بالذكر أنه خلال الايام القليلة الماضية انتشرت العديد من التقارير التي تفيد أن الحكومة الامريكية قررت جعل هذه السفينة أكبر مستشفى عائم في العالم بعد تفشي فيروس “كورونا” في الكثير من بلدان العالم وتمثل الولايات المتحدة الدولة الأولى عالميا من حيث العدد الإجمالي للإصابات بعدوى فيروس كورونا المستجد، بأكثر من 360 ألف حالة، والثالثة من حيث حصيلة الوفيات بما يقارب 11 ألف وفاة.
وبالنظر إلى الاوضاع الحالية وتفشي فيروس “كورونا” بشكل مخيف وواسع في الولايات المتحدة والركود الاقتصادي الذي حدث في العالم بسبب انخفاض اسعار النفط، وانخفاض قيمة سوق الأسهم وارتفاع مستوى البطالة لعشرات الملايين من الأمريكيين في شهر واحد، يبدو أن حكومة الولايات المتحدة تسعى لخلق نوع من التجسس النفسي بدلاً من التجسس العملي على المستوى الإقليمي وذلك من أجل صرف أذهان الشعب الأمريكي عن الحالة الصعبة التي يعيشون فيها. وفي الختام يمكن القول أنه صحيح أن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني أرسلوا رسالة قصيرة وحاسمة إلى القوات الامريكية المنتشرة في الخليج الفارسي قبل أيام قليلة، ولكن لا يزال من الضروري موازنة الوضع في “توازن الرعب” في المنطقة والاعتماد على القوة الروحية والمادية للقوات المسلحة الإيرانية.
المصدر / الوقت