مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية: الصواريخ الإيرانية ستغیر موازین القوة
نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية تقرير كتبه القائد العسكري المتقاعد في القوات الجوية الامريكية “مايك بايولي”، حيث قالت: “أنه عندما ضربت الطائرات برجي التجارة العالمية في 11 سبتمبر 2001، كنا نسأل أنفسنا، هل نعيش في أمان اليوم؟ هذا السؤال مهم بنفس القدر الآن في خضم انتشار العديد من الفيروسات والامراض في العالم وذلك لأنه يذكرنا أنه في أوقات الأزمات، يسعى البعض لاغتنام الفرصة لتعزيز سلطتهم وإيران هي واحدة من هذه الجهات الفاعلة”. ولفتت تلك المجلة الامريكية إلى أن الصواريخ الإيرانية ليست قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية حاليًا، ولكن قد يتغير ذلك في غضون بضع سنوات. وأكدت المجلة على أنه إذا وضعنا أيدينا على بعضنا البعض وانتظارنا الجيل القادم من التكنولوجيا، فإن التربة الأمريكية سوف تتعرض للخطر.
إيران تسعى إلى زيادة مدى ترسانتها الصاروخية
ذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن إيران تعمل بالتعاون مع كوريا الشمالية، على زيادة مدى ترسانتها الصاروخية، وهي أكبر ترسانة الصواريخ في منطقة الشرق الأوسط ويمكن لطهران تطوير قدرات هجومية بعيدة المدى في العقد المقبل، وربما فقط في غضون بضع سنوات وهذه مسألة أثارت الكثير من القلق في واشنطن ونيويورك. وأضافت هذه المجلة الامريكية إلى أن أي صاروخ يتم إطلاقه من كوريا الشمالية قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة سيمر فوق ألاسكا، حيث تم نشر أربعين صاروخ اعتراض وسيزداد عدد هذه الصواريخ الاعتراضية قريبًا إلى ستين صاروخًا. كما ستلعب أربعة صواريخ اعتراضية أخرى دورًا داعمًا في جنوب كاليفورنيا. وفي العام المقبل، ستنصب البحرية الأمريكية نظام الدفاع الصاروخي الساحلي “إجيس” في “كاواي”، مما يخلق طبقة أخرى من الدفاع المطلوبة لـ”هاواي”.
وفي ذلك التقرير، قال الجنرال الامريكي المتقاعد “مايك بايولي”، “في المرة الأولى التي كنت فيها قائدًا لقوات دعم الناتو في النرويج وبولندا، سمعت عن قدرة نظام “إيجيس” الساحلي، كان ذلك عام 2007 وكانت الأمم المتحدة تزيد العقوبات ضد إيران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتجري الولايات المتحدة أيضا محادثات مع جمهورية التشيك وبولندا لإنشاء درع دفاع صاروخي أوروبي في النرويج، وكنا ندرك أن أي صاروخ تطلقه إيران على الولايات المتحدة سيمر فوق رؤوسنا”. ولفت هذا الجنرال المتقاعد إلى أنه تم استبدال النظام الدفاعي القديم بتصميم جديد وبهذا ظهر نظام الدفاع الساحلي “إيجيس”، الذي يعمل حاليًا في رومانيا ويتكون النظام من رادارات Spy-1 وصوامع الصواريخ القياسية ومن المقرر استكمال نظام آخر في عام 2022 في بولندا.
تعرض التربة الأمريكية للصواريخ الإيرانية
على صعيد متصل، كتب الجنرال الامريكي المتقاعد في تقريره، “انه لا تزال مدينة “نيويورك” غير محمية وإذا مرت صواريخ إيران عبر أنظمتنا الدفاعية المتمركزة في أوروبا، فسوف نضطر حتمًا للذهاب إلى صواريخ اعتراضية متمركزة على الساحل الغربي لتدمير الصواريخ البعيدة المدى ولا توجد دفاعات أخرى ولا دفاعات على الساحل الشرقي”.
وحول هذا السياق، لفت التقرير الذي نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، إلى أن عدد من الخبراء العسكريين الامريكيين حذروا من أن تهديد الصواريخ الباليستية الإيرانية قد يتجاوز القوات الأمريكية والمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الاوسط ليطال الاراضي الامريكية ودول الاتحاد الأوروبي والحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي. يذكر أن الجنرال “حسين سلامي”، نائب قائد “الحرس الثوري” الإيراني، كان قد هدّد بزيادة مدى الصواريخ الإيرانية كي تتمكن من ضرب الاراضي الامريكية والاراضي الاوروبية، إذا ما شكّلت دول القارة تهديداً لطهران. وأعلن أن بلاده ستزيد مدى صواريخها من 1250 كيلومتراً إلى ألفي كيلومتر. ومنذ أن وقّعت إيران الاتفاقية النووية مع المجتمع الدولي في العام 2015، واظبت على التأكيد على أن أنشطتها الصاروخية ذات طبيعة دفاعية بحتة. لكن الاتهام الأمريكي لنظامها بمدّ وكلائه في كل من العراق وسوريا أخيرا بصواريخ باليستية، جعل القلق يدق أبواب أوروبا، لأن تلك الصواريخ ستكون قريبة من أراضيها.
وفي سياق متصل، أعلن الحرس الثوري الإيراني قبل عدة أيام أنه أطلق بنجاح أول قمر صناعي عسكري للبلاد، واعتبرت واشنطن أن هذه الخطوة تتحدى قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال الموقع الإلكتروني للحرس الثوري، إن “قوات حرس الثورة الإسلامية أطلقت بنجاح صباح الأربعاء أول قمر صناعي عسكري للجمهورية الإسلامية الإيرانية”. وأوضح الحرس الثوري أنه استخدم الصاروخ “قاصد” في إطلاق القمر الصناعي “نور 1″، لكنه لم يخض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المستخدمة، مشيرا إلى أن القمر الصناعي استقر في مداره حول الأرض على مسافة 425 كيلومترا. وقال قائد الحرس الثوري الإيراني إن مهمة القمر الصناعي العسكري الجديد هي جمع المعلومات والصور. ومن جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن التقييم خلص إلى أن تجربة إطلاق القمر الإيراني تمت بنجاح للمرة الأولى.
وعلى صعيد متصل، أعلنت إيران، قبل عدة أسابيع، أنها تمكنت من زيادة مدى صواريخها البحرية، وسط تنامي التوتر في مياه الخليج الفارسي بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة. وأكد قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، الجنرال “علي رضا تنكسيري”: “نمتلك الآن صواريخ بحر- بحر وطوربيدات بمدى 700 كيلومتر”. وأضاف “تنكسيري”، إن إيران حققت تقدما في مختلف القطاعات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة البحرية، وأعرب: “نفخر بأن جميع إمكانياتنا ومعداتنا العسكرية يجري إنتاجها محليا ولا تبعية لنا للخارج”. ويأتي هذا الإعلان على خلفية موجة جديدة من التوتر بين إيران والولايات المتحدة في مياه منطقة الخليج الفارسي.
“الثقب الكبير” في المظلة الأمنية الأمريكية
ذكر الجنرال الامريكي المتقاعد في تقريره قائلا: “نتوقع حدوث مواجهة عسكرية مرعبة بيننا وبين إيران في غضون ست سنوات أو أقل. ومع ذلك، لدينا نظام دفاع صاروخي لحماية أوروبا، وليس لحماية ساحلنا الشرقي وهذا هو “ثقب كبير” في مظلة أمننا النووي. ووفقا لـ”آرييل كوهين”، الباحث العضو في مركز أبحاث المجلس الأطلسي في واشنطن والذي قال، “نحن بحاجة إلى التركيز على أحداث الـ11 سبتمبر، وحتى في أعقاب تفشي فيروس “كورونا”، فلقد حان الوقت لتفريغها والمضي قدما ويجب أن نكون قد قمنا بتشغيل نظام الدفاع الصاروخي الساحلي إيجيس في نيويورك، وهذا الامر قد تحديده مسبقًا من قبل البنتاغون، وفي المناطق الأخرى التي تعاني من نقص في الانظمة الدفاعية، ويجب علينا إعادة تزويد الصواريخ بالوقود حتى يكونوا جاهزين للدفاع عن الأراضي الأمريكية”.
المصدر/ الوقت