إيران تكسر احتكار إسرائيل لإطلاق صواريخ باليستية من السماء… تجهيز المقاتلات الإيرانية بـ”صاروخ أسرع من الصوت”
إن التوصل إلى تكنولوجيا إطلاق الصواريخ من الطائرات ليست قضية جديدة في وسائل الإعلام أو في الصناعات العسكرية، ولكن عندما نقف أمام صاروخ جديد له القدرة على الطيران والانطلاق من الجو، فإنه ينبغي أن نقول أن هذه تكنولوجيا جديدة لا مثيل لها في العالم. وفي عالم اليوم، بسبب التطور المتزايد لأنظمة الدفاعات الجوية، سعت دول مختلفة إلى تطوير طرق مختلفة لتطوير أنظمة دفاعية جديدة. وفي غضون ذلك، وخلال الحرب الباردة، تم وضع بعض الخطط لجعل من الممكن إطلاق صواريخ باليستية من الطائرات، والتي لم تتحقق في نهاية المطاف.
الإسرائيليون والاستثمار في صواريخ “Rampage”
كشفت دولة الاحتلال الصهيوني في عام 2018، ضمن الخطط العسكرية للحروب المحتملة وتطوير القدرات العسكرية، عن إنتاج صاروخ من فئة “جو- أرض” تفوق سرعته سرعة الصوت، تحت اسم ” Rampage”، وزعمت أن هذا الصاروخ سيغير كما المعادلات العسكرية في المنطقة. ووفقاً المصممين، سيسمح هذا الصاروخ لإسرائيل الهجوم تحت ظروف لم تواجهها من قبل وذلك لأنه مصمم لمقاتلات F-15 وF-16 وF-35، ويحلق لمسافة تصل إلى 90 ميلاً بسرعة تفوق سرعة الصوت بعد إطلاقه من طائرة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية. ويتم توجيهه عبر نظام تحديد المواقع العالمي على متن الطائرة. ويساعد المقاتلة على التنقل في أي ظروف جوية في أي وقت من اليوم. وهو ما يقول المصممون إنه يجعله سلاحاً مثالياً لضرب أهداف ذات قيمة عالية مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط..
إطلاق صاروخي Rampage من مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16
وعلى صعيد متصل، قد نشر “جوزيف ترافيثيك” المتخصص في بحوث وتحليلات الدفاع والأمن، دراسة عن هذا الصاروخ، واعتبر فيها أنه عند دخوله الخدمة أعطى إسرائيل قدرة قيّمة، خصوصاً في ضوء حربها مع قوات محور المقاومة في منطقة الشرق الاوسط. وذكر أنه نظراً لمدى هذا الصاروخ الذي يبلغ نحو 90 ميلاً، فإنه يمكن للمقاتلات الإسرائيلية التي تحمل صواريخ “Rampage” أن تضرب بسهولة الأهداف في المنطقة، من داخل المجال الجوي الإسرائيلي من دون الحاجة إلى دخول الأجواء لأي بلد. ولفت هذا الكاتب إلى أنه مع “Rampage”، انضم سلاح الجو الإسرائيلي إلى العدد المتزايد ببطء لأسلحة الجو التي تطور صواريخ “ALBM” للهجمات غير النووية. وذكر أن روسيا طرحت نظام ” ALBM” خاص بها، وهو أكبر بكثي. ويقال أن الصين تعمل على واحد أيضا. لكن يبدو أن الولايات المتحدة لا ترى قيمة في إنتاج صاروخ باليستي يطلق من الجو وذلك لأن صواريخ كروز الموجودة التي تتوفر بالفعل للقوات الأمريكية بأعداد كبيرة، قادرة تمامًا على ضرب مجموعة كبيرة من الأهداف البعيدة، بأعداد كبيرة. الجدير بالذكر، أن مدى هذا الصاروخ يبلغ 150 كيلومترا، وطوله 4.7 متر وكتلة الرأس الحربي 150 كيلوغراما.
تحفة الصواريخ الجديدة للحرس الثوري بمزيج مبتكر
في مقطع صدر حديثًا عن زيارة قائد الثورة إلى معرض الفضاء الجوي التابع للحرس الثوري، تم نشر صور لمقاتلات “سوخوي 22” والتي تم تجهيزها بصواريخ “جو-أرض” جديدة وحول هذا السياق، نشرت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية صورا لمقاتلات “سوخوي 22″، تم تجهيزها بصواريخ جو- أرض جديدة، وذلك خلال زيارة المرشد الأعلى سماحة السيد “علي خامنئي” لمعرض الفضاء الجوي التابع للحرس الثوري، ووفقا لوسائل الاعلام الإيرانية، فقد نشر مقطع فيديو بمناسبة ذكرى زيارة “خامنئي” لمعرض إنجازات سلاح الجو التابع للحرس الثوري، إذ ظهرت في المقطع الحديث صور لمقاتلات “سوخوي 22″، المجهزة بصواريخ “جو-أرض” من طراز حديث. وصاروخ “فجر 4″، أحد الصواريخ من عيار 333 مم، التي تم تطويرها ضمن مجموعة الصواريخ الموجهة، مع إضافة مجنحات التوجيه في طرازي “فجر 4″ و”فجر 4 سي إل”.
انطلاق صاروخ فجر يسقطان بشكل حر من مقاتلة سوخوي 22
والمقاتلة القاذفة “سوخوى 22″، هي مقاتلة متخصصة بالهجوم الارضي التعبوي ذات اجنحة متغيرة الزاوية من صنع شركة سوخوي الروسية، طار النموذج الاول عام 1967م و دخلت الخدمة مع سلاح الجو الروسي (السوفيتي) عام 1972موصدرت للعديد من دول حلف وارسو والكتلة الشرقية ودول الشرق الأوسط. ومن مواصفاتها الفنية، فإن طول هذه المقاتلة يبلغ 18 م والعرض 9.9 م بزاوية جناح 62 درجة ومساحة الاجنحة 40 م م ووزن الطائرة فارغة : 10000 كغم وكمية الوقود داخل الطائرة : 4000 لتر وسرعة الطائرة تصل إلى 1.06 ماخ على مستوى سطح البحر وتم تسليح هذه الطائرة برشاشين 30 مم من نوع “نودلمان – ريختر إن أر-30” بماسورة واحدة، يحمل كل منهما 80 طلقة ويمكن لهذا المقاتلة حمل حوالي 4000 كجم من الأسلحة التي يمكن تركيبهم على 10 نقاط تحت الأجنحة وعى جانبي جسم الطائرة، تتضمن الأسحة القنابل غير الموجهة، القنابل العنقودية، قنابل إعاقة إلكترونية، خزانات “نابالم”، رؤوس نووية. ولقد طورت الطائرات الحالية لتحمل القنابل والصواريخ “أرض – أرض” الموجهة مثل “كيه إتش 23″، وأيضا عدلت لتحمل القنابل الموجهة بالليزر والموجهة بصريا.
الجدير بالذكر أن صاروخ “فجر 4” فهو من الصواريخ ذو مرحلة واحدة ومن عيار 240 ملم ويبلغ طول الصاروخ 5.2م ويزن 407 كغم ويبلغ مداه 43 كلم. اما زنة الرأس الحربي لهذا الصاروخ فتبلغ نحو 85 كغم، وله قدرة تدميرية جيدة ويستخدم لتدمير اهداف مثل مراكز القيادة ومراكز الدعم والثكنات وقواعد القوات المعادية بالاضافة الى اصابة المطارات القريبة من خطوط القتال واهداف اخرى. ويمكن لصاروخ “فجر 4” العمل في درجات حرارة من 40-50 درجة مئوية وتصل السرعة القصوى للصاروخ 930م في الثانية الواحدة، كما ويمكن خزن الصاروخ لـ15 سنة.
وفي الختام، دعونا لا ننسى أنه لم يكن هناك صاروخ كروز أسرع من الصوت مضاد للسفن لدى القوات البحرية الايرانية ولكن الآن ومع إضافة هذا السلاح إلى سلاح الجو التابع لفيلق الحرس الثوري الإيراني في شكل نماذج محمولة جواً، يمكن القول علناً أن هذا السلاح المحمول جواً والاسرع من الصوت، قد تمت إضافته إلى ترسانة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني. ووفقًا لبعض الخبراء العسكريين الإيرانيين، تبلغ السرعة النهائية لصواريخ سلسلة “فجر” عند اطلاقها من الارض حوالي 1100 متر في الثانية، والتي تقدر بنحو 3.2 ماخ ومن الواضح أنه عند إطلاقه من طائرة حربية مثل “سوخوي 22″، فإن سرعة هذه الصاروخ تتسارع، ويمكن بسهولة أن تصل إلى سرعة حوالي 4 ماخ عند إطلاقه من الجو.
صاروخ فجر بعد إنطلاقه من مقاتلة سوخوي 22
وبناءً على ذلك، يمكن الآن لهذا السلاح الجديد، عند تطويره في أدوار مختلفة وخاصة، تلبية العديد من احتياجات القوات المسلحة في إيران للقيام بمهام مختلفة وتوفير المزيد من القوة النارية للأسطول الجوي للحرس الثوري الإيراني. وبالنظر إلى أن مقاتلة “سوخوى 22” يمكنها حمل صاروخين “فجر”، فإن الاسطول الحربي البحري التابع لقوات الحرس الثوري الايراني سوف يتمكن من تدمير أي نوع من أنظمة الدفاعات الجوية والعسكرية في المنطقة، مثل انظمة “الباتريوت” الجديدة، وأي مركز عسكري مهم قد يهدد الاراضي الإيرانية.
المصدر/ الوقت