التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أكتوبر 4, 2024

وصول مقاتلات الجو الإماراتية إلى مصر لإنقاذ الجنرال “حفتر”؛ ماذا يحدث في غرب ليبيا؟ 

في الشهرين الماضيين، تغير وضع القتال في شمال وغرب ليبيا، ووافقت حكومة الوفاق الوطنية الليبية على الانسحاب من الخطوط الدفاعية لإنهاء القتال حول العاصمة طرابلس إلى الأبد. وتذكر بعض التقارير الاخبارية أنه لدى قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية المدعومة من تركيا هدفان رئيسيان، هما بناء قاعدة “الوطية” الجوية في غرب البلاد وإعادة إعمار مدينة “ترهونة” الواقعة في جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس.

معركة قاعدة “الوطية” وتقدم قوى حكومة الوفاق الوطنية

بدأت حكومة الوفاق الوطنية خلال الأسبوع الماضي، المرحلة النهائية من هجومها على هذه القاعدة الاستراتيجية بعد فشل المفاوضات مع قوات الجنرال “خليفة حفتر”، والتي كانت تركز على إخلاء قاعدة “الوطية” وإنهاء القتال بشكل سلمي في غرب ليبيا. وبالنظر إلى أن قاعدة “الوطية” محاصرة وبعيدة عن شرق ليبيا، فإنه لا يمكن للقواعد الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي، تقديم الكثير من المساعدة لهذه القاعدة الاستراتيجية، ومن الصعب للغاية على القوات الموالية للجنرال “حفتر” الدفاع عنها. ومع ذلك، ففي المرحلة الأولى من الهجوم، سيكون لدى قوات حكومة الوفاق الوطنية، سيطرة نسبية على بعض المناطق القريبة من هذه القاعدة عقب فشلها في الاستيلاء على مركز هذه القاعدة الاستراتيجية وتراجعها من محيطها، ولكن الفرصة لاتزال أمامها للنجاح في بسط سيطرتها على هذه القاعدة بعد عدة أيام وهذه القضية ما هي إلا مسألة وقت فقط.

رعب إماراتي من هزيمة جيش “حفتر” وزيادة المساعدات العسكرية

بالنظر إلى العداء المتأصل بين مصر والإمارات العربية المتحدة من جهة والإخوان المسلمين من جهة أخرى، فلقد أدت مخاوف هذين البلدين من أن تتمكن حكومة موالية لجماعة الإخوان المسلمين من السيطرة على مفاصل الحكومة الليبية، إلى زيادة المساعدات العسكرية التي يقدمانها للجنرال “حفتر” وذلك من أجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، على الرغم من اعتراف الأمم المتحدة بحكومة “فايز السراج” رئيس . ومع ذلك، وبسبب الدعم العسكري الذي تقدمه تركيا وقطر لحكومة الوفاق الوطنية الليبية، فإن هذه المعارك ستستمر دون أن يحقق جيش الجنرال “حفتر” أي أهداف على الساحة الليبية وذلك لأن الوضع في هذا البلد المنكوب يقترب الآن من مرحلته النهائية وكما ذكرنا، فإن سقوط قاعدة “الوطية” ومدينة “ترهونة” في أيدي قوات حكومة الوفاق الوطنية يمثل نهاية حلم الجنرال “حفتر” للاستيلاء على العاصمة طرابلس وكذلك نهاية احلام مصر والإمارات في ليبيا. لذلك، من الطبيعي أن يتخذ هذان البلدان أي إجراء لمنع حدوث ذلك.

وعلي صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن قوات الجنرال “حفتر” شنت في وقت سابق هجمات صاروخية على أحياء سكنية بالعاصمة، كما قصفت مطار “معيتيقة” الدولي بأكثر من 80 صاروخا، مما أسفر عن مقتل 6 مدنيين، بينهم امرأة، وإصابة آخرين. ولفتت تلك التقارير إلي أن قصفا تعرض له مطار “معيتيقة” في العاصمة طرابلس أدى إلى تضرر طائرتي إيرباص 320 و330 بعدد من الشظايا، وخروجهما من العمل كليا. كما أفادت مصادر ليبية رسمية بأن طائرة مدنية كانت تقل مدنيين أوروبيين تضررت بسبب قصف قوات حفتر مطار “معيتيقة”، وقالت إن القصف أحدث رعبا وحالات إغماء بين المدنيين الذين كانوا على متنها. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن خزانات وقود الطيران بمطار “معيتيقة” الدولي في ليبيا أصيبت في هجوم وقع يوم السبت، مما تسبب في اندلاع حرائق. ونقلت المصادر في ليبيا أن 17 ليبيا قتلوا وأصيب 59 آخرون جميعهم من المدنيين، جراء قصف عشوائي بصواريخ “غراد” وقذائف هاون أطلقها مسلحون تابعون لقوات الجنرال “حفتر” على مناطق وأحياء سكنية في العاصمة طرابلس خلال الأيام الأربعة الأخيرة. وأكد المصدر الرسمي في وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني أن من بين القتلى نساء وأطفالا، وأن أغلب الجرحى الذين تفاوتت إصاباتهم أصيبوا بقذائف وصواريخ عشوائية سقطت على مناطق وأحياء سكنية في جنوب العاصمة وشرقها وشمالها، أبرزها “بوسليم” و”تاجوراء”.

عودة المقاتلات الإماراتية بعد انقطاع دام عدة شهور

على مدار العامين الماضيين، نفذت طائرات “ميراج 2000″ الإماراتية و”إف 16” التابعة للقوات الجوية المصرية العديد من الغارات الجوية لدعم قوات الجنرال “حفتر”، لكن هذه الهجمات توقفت تقريبًا منذ منتصف عام 2019 ولا يوجد سبب محدد لذلك، ولكن بعض الخبراء العسكريين يعزون ذلك لدخول أنظمة الدفاع وسلاح الجو التركي للاراضي الليبية لمساندة قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية. ولكن قبل بضعة أيام، أعلنت بعض التقارير الاخبارية بأن عدد من المقاتلات الإماراتية نفذت عدداً من الهجمات الجوية علي قاعدة عسكرية في مدينة “مصراتة” وعلى الفور، تم نشر صور الأقمار الصناعية لتموضع ما لا يقل عن ست طائرات مقاتلة إماراتية من نوع “ميراج 2000” في قاعدة “سيدي براني” الجوية في غرب مصر. وبشكل عام، كانت القواعد الرئيسية لعمليات الجيش الإماراتي في شمال إفريقيا في السنوات الأخيرة كما يلي:

1) تم استخدام القاعدة الجوية المبنية حديثًا في إريتريا للقيام في وقت واحد بعمليات عسكرية في اليمن وليبيا.

2) قاعدة “الخادم” الجوية الواقعة في شمال شرق ليبيا وبالقرب من الحدود المصرية، حيث تمركزت في هذه القاعدة طائرات بدون طيار وطائرات دعم من نوع “ونج لونج” إماراتية ومصرية.

3) قاعدة “الجفرة” الجوية الواقعة في وسط ليبيا، والتي لم يعد الجيش يستخدمها بسبب الحادثة التي وقعت الصيف الماضي عندما قامت مقاتلات تركية بقصف وتدمير طائرتي مواصلات إماراتيتين.


هل ستصبح ليبيا ساحة قتال للقوى الأجنبية؟

على الرغم من أن فكرة بدء صراع واسع النطاق بين القوات الجوية المصرية والإماراتية مع القوات الجوية التركية على الأراضي الليبية بعيدة كل البعد عن المتوقع، إلا أن الجانبين يحاولان تجنب الدخول في صراع مباشر، كما كان الحال في السنوات السابقة. وعلي صعيد متصل أكدت الحكومة الوفاق الوطنية الليبية أنه من غير المحتمل أن تظل صامتة ولفتت إلي أنها سوف تقوم بالانتقام إذا عرقل المقاتلون المصريون والإماراتيون خططها علي الاراضي الليبية وذلك لأنها تعتبر ذلك تدخل في الشؤون الداخلية الليبية. ومع ذلك، فإن الوجود المشترك للمقاتلين من كلا الجانبين حول مناطق الصراع ، يمكن أن يلغي تمامًا كل ضبط النفس والضمانات الثنائية في لحظة واحدة. ولهذا فإنه يمكن القول أن الوضع الحالي على الأرض هو في مصلحة حكومة الوفاق الوطنية الليبية، وقد يكون الدعم الجوي وقصف سلاح الجو الوطني التابع للقوات الجوية الإماراتية هو الملاذ الأخير لمنع انتصار الحكومة الشرعية الليبية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق