اعترافات عناصر داعش: نفذنا العديد من العمليات بالتنسيق مع القوات الأميركية بالتنف
امن ـ الرأي ـ
بثت قناة “السورية” يوم الخميس اعترافات لعناصر من تنظيم داعش الإرهابي، بأنهم نفذوا العديد من العمليات بالتنسيق مع القوات الأميركية في قاعدة التنف.
وكانت القوات الامنية السورية وبالتعاون مع الأهالي في البادية، قد نصبت كمينا محكما استهدف مجموعة من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي في البادية مؤلفة من 6 أشخاص تم القضاء على ثلاثة منهم واعتقال الثلاثة الباقين وهم صلاح جبر الظاهر الملقب أبو عبد الرحمن السلفي وعلي سليم يحيى الملقب أبو البراء الحمصي وعامر عبد الغفار نعمة الملقب أبو صوان.
وأقر الإرهابيون الثلاثة في اعترافات بثتها قناة السورية الخميس بإقدامهم على ارتكاب عمليات إرهابية مختلفة تراوحت بين القتل والإعدام والخطف إلى عمليات التخريب والتدمير للممتلكات العامة والخاصة مشيرين إلى أن العديد من تلك العمليات كانت تتم بالتنسيق بين متزعمي تنظيم “داعش” الإرهابي وقوات الاحتلال الأميركية المنتشرة في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية.
ويقول الإرهابي الظاهر من مواليد إدلب 1998 إنه انضم إلى تنظيم “داعش” التكفيري عن طريق أحد أقاربه ويدعى أبو اسلام عمرية وكان من عناصر التنظيم الذي استغل حاجته للمال وأغراه ببعض المبالغ قبل أن يتواصل مع شخص يدعى سامر البوري الذي قام بتهريبه إلى منطقة جبل البشري في البادية السورية حيث تم استقباله من قبل عناصر التنظيم التكفيري ومنهم أبو اسلام وذلك في العام 2018.
من جهته قال الإرهابي أبو البراء الحمصي مواليد حمص 1999 إنه تعرف على شخص يدعى فراس الخالد في مدينة حمص في العام 2017 كان يملك محل ألبسة وعرض عليه إعطاءه مبلغا ماليا يتراوح بين مئة ومئتي دولار وإن يوصله إلى ولاية الرقة لينتسب إلى صفوف التنظيم التكفيري فرد عليه بأنه يريد مالا فقط ليأتيه الجواب من فراس الخالد بأنه سيعطيه المال وسيارة وكل ما يريده وبعد ذلك أعلن انضمامه إلى التنظيم التكفيري.
فيما قال الإرهابي عبد الغفار مواليد الحسكة 2001 إنه في نيسان/أبريل من العام 2019 “تواصل معي ابن عمي وحيد نعمة وكان موجودا في البادية وكلمني على “الواتس آب” وقال لي سنعطيك مالا وسيارة مقابل انضمامك إلى التنظيم”.
وأشار الإرهابيون الثلاثة إلى تلقيهم دروسا ودورات دينية وأمور الجهاد لعدة أسابيع على أيدي من يسمون بـ “قضاة الولاية” مثل “أبو جواد القلموني” قاضي ولاية البادية و”أبو تراب الجزائري” وقالوا لنا إننا الآن مجاهدون وهو ما يفرض علينا تعلم أمور الجهاد وحفظها وقتال الكفار وعلمونا أن كل من يخاصم داعش كافر ويجب مقاتلته، مشيرين إلى أنه بعد انتهاء الدورات كان القاضي يأخذ منا “بيعة” لما يسمى بالخليفة الإرهابي “أبو بكر البغدادي” قبل أن يتم أخذنا إلى المعسكرات التابعة للتنظيم المتطرف في مناطق مختلفة وهناك تم تدريبنا على أسلحة متنوعة منها “كلاشينكوف” و “ام 16” ورشاش “براونغ” وصواريخ “لاو” و”تاو” الأميركية.
ولفت الإرهابيون إلى أنهم تعرفوا خلال وجودهم في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي إلى العديد من الإرهابيين المدعوين بالأمراء من جنسيات مختلفة حيث قال أحد الإرهابيين: “من بين الأمراء الذين كنا نتعامل معهم الأمير حسن علقم الجزراوي سعودي الجنسية وكان والي البادية وأبو رسلان الحلبي سوري الجنسية من حلب وهو الأمير العسكري لولاية البادية إضافة إلى امراء من تركستان والشيشان وأوزبك وداغستان وأذربيجان ومقاتلين فرنسيين وبريطانيين ومن اندونيسيا ومن مناطق مختلفة أخرى”.
وحول أهم الجرائم التي قام بها هؤلاء الارهابيون أو شاركوا بها قال الإرهابي الأول إنه شارك في اعتداء على مدنيين كانوا يبحثون عن ثمار الكمأة في البادية وقتلوا 21 شخصا منهم إضافة لعمليات إرهابية ضد دوريات وأرتال للجيش السوري في البادية وقال: “كنا نقوم بعمل كمائن لاستهداف وخطف عناصر في الجيش والسيارات المدنية في السخنة والبشري وأبو النيتل والعموار في البادية”.
وكشف الإرهابيون أنه كانت تصلهم تعليمات من قبل قوات الاحتلال الأميركي في التنف حيث كانت تلك القوات توجه المتزعم المباشر للتنظيم الإرهابي حسن علقم الجزراوي باستهداف مقاتلي الجيش السوري بالأخص واستهداف منطقة تدمر ومطار “تي 4” وحقول النفط القريبة من مدينة تدمر مثل حقل شاعر والحقول القريبة من منطقة تدمر بشكل كامل.
وقال أحد الإرهابيين: “قدم إلينا شخص مقرب من علقم الجزراوي اسمه حسن الوالي وأخبرني أنه كان في مقابلة مع الأميركيين في قاعدة التنف وأخبروه بضرورة استهداف منطقة تدمر ومطار “تي4″ وان الأميركيين سيقومون بدعمنا بالأسلحة براجمات الصواريخ ورشاشات وسوف يساعدوننا ماليا ويدعموننا بالسيارات ويدعموننا بكل شيء وسيرسلون لنا طائرات استطلاع أميركية ترصد لنا منطقة تدمر والمطارات وحملوا لنا برنامج التاغ بالجوال لكي نستطيع أن نراقب تحركات الجيش السوري وقد وافق الجزراوي على هذا الأمر لكن طلب منهم مدة كي يستجمع عناصر من منطقة الفرات لكي يكتمل العدد لأن عددنا قليل ولا نستطيع القيام بهذه العملية الكبيرة”.
وفي سياق علاقات التنظيم التكفيري أشار الإرهابيون إلى وجود تنسيق بين متزعميهم ومتزعمي ما يسمى بـ “مغاوير الثورة” التابعين لما يسمى بـ “الجيش الحر” الموجودين حول قاعدة التنف ولفتوا إلى وجود تعليمات بالبقاء على تواصل معهم من أجل الدخول والخروج إلى قاعدة التنف مؤكدين ارتكاب التنظيم المتطرف جرائم الخطف حيث كانوا يضعون المخطوفين في مهاجع وحفر تحت الأرض وخنادق أو سيارات مغلقة.
كما لفت الإرهابيون إلى وجود مفاوضات بين متزعمين من تنظيم “داعش” الإرهابي ومجموعات “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأميركية حيث أشار أحد الإرهابيين إلى وجود عمليات تفاوض بين مجموعات “قسد” وتنظيم داعش في الرقة وقال: “هناك علاقة تنسيق في أي عملية ننفذها بعلم الأميركيين وانتقلنا من الرقة باتجاه دير الزور وكان معنا حماية ثلاث عربات كوجار وعربتان همر للأميركان وكان فوقنا حماية طائرات هيلوكوبتر عدد 2 واباتشي عدد2 وكان خلفنا 5 سيارات هيلوكس تتبع لقسد كانت برفقتنا حتى وصلنا إلى منطقة دير الزور”.
وحول مصادر الدعم المالي واللوجستي الذي كانوا يتلقونه أثناء قتالهم في صفوف “داعش” أوضح الإرهابيون أن الإرهابيين “أبو سفيان الجزراوي” و”أبو جنيد الحلبي” و”أبو ابراهيم الدمشقي” كانوا مسؤولين عن الإدارة العامة والمالية لما يسمى ولاية البادية وكانوا ينسقون الأمور شهريا عبر قاعدة التنف والتي تعتبر المصدر الأساسي لنا بالدعم.. حيث كانوا يذهبون كل شهر إلى القاعدة ويحضرون منها ثلاث شحنات تقريبا محملة بالطعام والذخيرة والأسلحة والتي كان أغلبها أميركي الصنع إضافة إلى الأموال لتوزيعها في منطقة البادية كما كان يتم نشر لائحة للسرايا من ناحيتي الطعام والذخيرة المتنوعة ومنها “رشاشات 5ر10 محملة على سيارات ورشاشات براونينغ” كما كانوا يحضرون لنا وجبات أميركية كانت تشعرنا بالشبع لمدة 24 ساعة إضافة إلى أنهم كانوا يؤمنون لنا من قاعدة التنف أيضا الزيت والمازوت والبنزين.
ولفت الإرهابيون إلى أن الإرهابي المدعو “أبو ابراهيم الدمشقي” كان يعطي لكل إرهابي موجود في البادية مبلغ 100 دولار ولمتزعم المجموعة أو لمن يستلم منصبا 500 دولار فيما كان يأخذ ما يسمى بـ “الوالي والعسكري” 1000 دولار تقريبا لأننا لم نكن نعلم بالضبط المبلغ، مؤكدين أن الأميركيين هم الداعم الأساسي لهم وكانت منطقة التنف تعتبر آمنة بالنسبة لهم وقالوا: “كنا نحضر منها كل أغراضنا ومستلزماتنا وحتى إذا أصيب أحد منا أو إذا كان لدينا جريح بإصابة خطيرة كنا نأخذه إلى تلك القاعدة لمداواته لقد كانت قاعدة التنف بمثابة ملجأ لنا وفي الحالات التي يتم حصارنا من قبل الجيش في منطقة ما كنا نذهب إلى تلك القاعدة نجلس فيها عدة أسابيع حيث يقدمون لنا الطعام والاسعافات”.انتهى