التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, أكتوبر 7, 2024

خلافات حول لقاء “رام الله”؛ لماذا ترفض حماس والجهاد الإسلامي المشاركة في لقاء “رام الله” 

بعد دعوة السلطة الفلسطينية للمشاركة في لقاء “رام الله”، أعلنت حركتا الجهاد الإسلامي و”حماس” عدم مشاركتهما في هذا الاجتماع. ومن المقرر أن يعقد اجتماع “رام الله” اليوم السبت بمشاركة “محمود عباس” والأمناء العامين للجماعات الفلسطينية والتي سوف تستضيفها السلطة الفلسطينية وسوف تتخذ القرار حول استراتيجية الرد على خطط الكيان الصهيوني الذي يسعى لضم أجزاء من الضفة الغربية. يذكر أن رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية، “بنيامين نتنياهو” كان قد عبر عن ثقته في أن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بالمضي قدما في خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، حيث حدد موعد الأول من تموز/يوليو لمناقشة بسط سيادة إسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية وضم غور الأردن.

مواقف حركتا “حماس” و”الجهاد” من لقاء “رام الله”

يوم الأربعاء الماضي، أعلنت حركتا المقاومة الإسلامية “حماس” والجهاد الإسلامي عدم مشاركتهما في الاجتماع القيادي المزمع عقده في “رام الله” اليوم السبت؛ لبحث الرد على قرار إسرائيلي محتمل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. ودعت الحركتان في بيانين منفصلين، الرئيس “محمود عباس” إلى دعوة الإطار القيادي للفصائل للاجتماع لبحث استراتيجية التصدي لخطة الضم الإسرائيلية. وقالت “حماس” إنها: “لن تشارك في هذا اللقاء، وتؤكد جهوزيتها للمشاركة في كل لقاء جدي وقادر على إحداث التغيير المطلوب”. وأكدت “حماس” أنه “لم توجه لقيادة الحركة دعوة رسمية للمشاركة في اللقاء”. وطالبت “حماس”، الرئيس محمود عباس بدعوة الإطار القيادي على مستوى الأمناء العامين للفصائل والقوى الفلسطينية إلى لقاء عاجل بالآلية المناسبة للظروف المستجدة، يتم فيه الاتفاق على استراتيجية وطنية فاعلة للتصدي لخطة الضم، وللمشروع الصهيوني الأمريكي في ظل حالة من الضعف، والتراجع الإقليمي والدولي”. وشددت الحركة على أن “المخططات الصهيونية لضم مناطق واسعة في الضفة الغربية حدث بالغ الخطورة، ويأتي في سياق متصل من السياسات الصهيونية والأمريكية، كالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، وصفقة القرن، وسياسات الاستيطان الإجرامية وغيرها”. وأشارت “حماس” إلى أن “ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية الرسمية لم تكن على مستوى الحدث في مواجهة ضم القدس، وصفقة القرن”.

وعلى صعيد متصل، رأت حركة “حماس” أن “مواجهة هذا المشروع الصهيوني عبر لقاء في رام الله، لا تستطيع حركة حماس ولا فصائل المقاومة المشاركة الحقيقية فيه، هو ذر للرماد في العيون، وتضييع لوقت ثمين تتم فيه حياكة المؤامرة على شعبنا، وتكرار لتجارب ثبت فشلها”. وذكرت “حماس”، أن شعبنا ومقاومتنا قادرون على إفشال هذه المشاريع، لكنها استدركت بالقول: “إذا نجحنا أولًا في توحيد مواقفنا، والاتفاق على رؤية واستراتيجية لمجابهة الاحتلال، بما يؤدي إلى تحرك كل القوى المخلصة، والصادقة على مستوى العالم العربي والإسلامي والدولي لمساندة شعبنا لنيل حقوقه”.

وأما حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين فقالت إنها تلقت دعوة رسمية للحضور إلى الاجتماع، لكنها تعتذر عن ذلك. وأضافت الحركة في بيان لها، “نؤكد دعمنا لكل جهد بناء ومخلص لاستعادة الوحدة لمجابهة الاحتلال في كل مكان، ونرى أن المدخل لتجسيد ذلك هو عقد اجتماع الإطار القيادي للمنظمة بحضور كل من الرئيس محمود عباس والأمناء العامين للفصائل، لبحث المخاطر المحدقة بالقضية الوطنية والتصدي لصفقة ترامب”. وشددت على ضرورة البدء بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة تحقق الشراكة وتنهي الانقسام. وتابعت أن “الحركة لن تحضر اجتماع يوم السبت القادم برام الله، آملين لهذا الاجتماع والمشاركين فيه الخروج بقرارات جدية تسهم في استعادة الوحدة والتصدي لقرارات الضم والاستيطان بالضفة والأغوار وكافة مناطق أرضنا المحتلة”.


مواقف السلطة الفلسطينية ووجود الاختلافات

قال “محمود عباس” رئيس السلطة الفلسطينية، “إن صُّناع نكبتنا أرداوا أن تكون فلسطين أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض، ومارسوا أبشع المؤامرات والضغوط والمجازر والمشاريع التصفوية، وآخرها صفقة القرن”. وأضاف “عباس”، في كلمة مساء يوم الأربعاء الماضي بمناسبة الذكرى الـ 72 لنكبة فلسطين: “لقد مددنا أيدينا لسلام عادل وشامل، على أساس قرارات الشرعية الدولية، ولا يزال يحدونا الأمل بتحقيق ذلك، لكننا لن ننتظر إلى الأبد، فلا شيء أغلى عندنا من فلسطين، ولا شيءَ أكرم عندنا من شعبنا وحقوقِه الوطنية”. وهدد “عباس”، بإعادة النظر في الموقف الفلسطيني، من كلِ الاتفاقات والتفاهمات، سواء مع إسرائيل، أو مع الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وسنكون في حل من كل تلك الاتفاقات والتفاهمات، إذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن ضم أي جزء من أراضينا المحتلة، وسنحمل الحكومتين الأميركية والإسرائيلية كل ما يترتب على ذلك من آثار أو تداعيات خطيرة. وأضاف أن “الإنسان الفلسطيني هو أغلى ما نملك، ولذلك نعمل بكل طاقاتنا وإمكاناتنا، حتى ولو كانت قليلة ومتواضعة، من أجلِ حمايته، ولعل ما قمنا به خلال هذه الأزمة الكونية التي يواجهها العالم أجمع جراء تفشي فيروس كورونا، هو مثال واضح على أن دولة فلسطين تضع الإنسان وحياته فوق كل اعتبار، حيث كنا السباقين في ذلك”. وعلى الرغم من أن تصريحات “محمود عباس” التي تدين خطط الكيان الصهيوني التوسعية، تبدو أقوى من أي وقت مضى، إلا أنها لا تبدو فعّالة للغاية من وجهة نظر الجماعات الفلسطينية، وخاصة حماس والجهاد الإسلامي، ولهذا فقد اتخذوا إجراءات وطالبوا بمزيد من التحركات للعمل سوية لحل الخلافات بين الجماعات الفلسطينية.

الجدير بالذكر أن حركة “حماس” أعلنت بأنها وجماعات المقاومة الأخرى لم تستطع المشاركة في هذا الاجتماع، وذلك لأن هذا الاجتماع يعتبر انحرافا عن الواقع ومضيعة للوقت ووصف هذا الاجتماع بأنه وكر تندس فيه مؤامرات ضد الامة الفلسطينية. لذلك، يبدو أن فصائل المقاومة الفلسطينية، بالنظر إلى التجارب المريرة التي عانت منها في الماضي والنظر في المواقف السابقة للسلطة الفلسطينية تجاه الكيان الصهيوني، والتي لم تكن أعلى بكثير من المواقف اللفظية، هذه المرة وفي هذا الوقت الحرج، أعلنت دعمها لجميع أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم وعدم المشاركة في هذا الاجتماع الذي دعت لها السلطة الفلسطينية. وأعلنت تلك الفصائل أيضا إنهم يسعون إلى إصلاح بعض الاتجاهات في علاقاتهم مع السلطة الفلسطينية، مؤكدين إلى مشاركتهم في أي عملية صنع قرار ضد تصرفات الكيان الصهيوني، وداعين إلى اتخاذ مواقف أكثر براغماتية وصعوبة ضد هذا الكيان الغاصب.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق