يوم القدس العالمي؛ ما هي أبرز الاحداث التي وقعت داخل الأراضي الفلسطينية خلال العام الماضي
بعد أيام قليلة سوف يحيي العديد من أبناء الدول العربية والاسلامية وعلى رأسهم أبناء الشعب الفلسطيني يوم القدس العالمي وفي هذا العام يتزامن يوم القدس العالمي مع سلسلة من الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها منطقتنا، ومن هنا تأتي أهمية هذا اليوم ليكون بمثابة صرخة في وجه الظالم، خاصة وأن العالم يعاني في أيامنا هذه من تفشي فيروس “كورونا” ويتحضّر للإعلان عن البيان الختامي لـ”صفقة القرن” والتي من شأنها أن تقوم بتصفية القضية الفلسطينية من الناحية النظرية إلا أن صمود الفلسطينيين ودعم الشعوب لهم ووقوف محور المقاومة إلى جانبهم سيبقي هذه الصفقة في خيال الإسرائيليين ومن يقف وراءهم. ويوم القدس العالمي ربما سيكون هذا العام بلسماً لشفاء جراح الفلسطينيين، وتوحيد صفوفهم، والقضاء على الخلافات فيما بينهم كرمة لقضيتهم التي يجتمعون على الدفاع عنها، ومن هنا يكسب هذا اليوم أهمية كبرى، وسيكون “يوم القدس العالمي” بمثابة امتحان للفرقاء الفلسطينيين لمعرفة حسن النوايا وصدقها. وهنا نعتقد أن جميع الظروف الحالية تأتي لمصلحة القضية الفلسطينية وليس العكس، لأن جميع من كان إلى جوار إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ووافقه على تفتيت المنطقة فشل فشلاً ذريعاً على جميع الأصعدة والأمثلة كثيرة في هذا الإطار، ونذكر منها فشل تفتيت سوريا، وتحويلها إلى كيانات صغيرة.
جرائم الكيان الصهيوني خلال العام الماضي في حق الفلسطينيين
شهدت البشرية منذ 70 عاماً وحتي يومنا هذا، إرتكاب الكيان الصهيوني في كل يوم عدداً من الجرائم والمجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني المضطهد، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن قوات الجيش الإسرائيلية قتلت عدد من أنباء الشعب الفلسطيني بدم بارد خلال الاشهر القليلة الماضية وأخرها كان، اختطاف عدد من المتشددون الصهاينة طفلاً فلسطينياً في الثامنة من عمره الاسبوع الماضي وقاموا بعد ذلك بقتله وإلقاء جثته في القمامة ولقد أعادت هذه الجريمة الذاكرة الى حادثة جريمة احراق الطفل “محمد أبو خضير” الذي كان يبلغ من العمر 16 سنة والتي وقعت قبل عدة أشهر، على يد مستوطنين صهاينة في القدس. ومن الجرائم التي قامت بها قوات الجيش الإسرائيلي مؤخراً، هي قيام عدد من الجنود الإسرائيليين بقتل طالب فلسطيني بدم بارد كان يمر من نقطة تفتيش إسرائيلية. كما قامت المقاتلات الإسرائيلية خلال الاشهر الماضية بقصف الأحياء السكنية في مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير من النساء والاطفال وكبار السن.
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من التقارير أن الكيان الصهيوني قام خلال الفترة الماضية ببناء العديد من المستوطنات السكنية على أراضي المواطنين الفلسطينيين بعد طردهم منها ومن الجرائم الأخرى إلى قام بها هذا الكيان الغاصب في حق أبناء الشعب الفلسطيني، إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل عدة أيام بأنه أخذ الضوء الاخضر من الولايات المتحدة لضم مناطق شاسعة من الضفة الغربية وهذا الامر أثار سخط العديد من البلدان العربية والاسلامية التي دعت قادة الكيان الصهيوني للتراجع عن القيام بهذه الخطوة.
ردود فعل الفلسطينيين وأبطال محور المقاومة
خرج أبناء الشعب الفلسطيني خلال الاشهر الماضية في العديد من المظاهرات والاحتجاجات السلمية وذلك للتعبير عن سخطهم من الجرائم التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في حق أبناء شعبهم ورفضاً للأعمال الاستفزازية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية والتي كان أخرها بناء العديد من المستوطنات السكنية والاعلان عن ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية. وخلال الاشهر الماضية خرج الفلسطنيين في كل يوم جمعة في مظاهرة احتجاجية وكانوا يرفعون اعلام محور المقاومة ولافتات تحمل العديد من الجمل التي تدين جرائم الكيان الصهيوني. وقبل عدة أيام تم الاحتفال بالذكرى الثانية والسبعين لـ “يوم النكبة” في الأراضي الفلسطينية بشكل مختلف بسبب تفشي فيروس “كورونا” في عدد من المدن والمناطق الفلسطينية. وعلى الرغم من أن اللوائح الاستثنائية التي فرضت قيود على التجمعات الشعبية لمنع تفشي فيروس “كورونا”، لم تساعد أبناء الشعب الفلسطيني على الخروج في هذه المسيرة السنوية هذا العام، إلا أنهم تظاهروا بـ”يوم النكبة” هذا العام بطريقة مختلفة.
وعلى صعيد متصل، كان لمحور المقاومة العديد من المواقف المشرفة والعظيمة خلال الفترة الماضية، حيث ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، بأن حركتي “حماس” و”الجهاد” لم تظلا خلال الفترة الماضية مكتوفة الايدي، بل أنها قامت بالرد صاروخياً على جرائم الكيان الصهيوني. ولفتت تلك المصادر إلى أن إيران وقوات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق كان لها أيضا العديد من المواقف المشرفة، حيث قدمت تلك الجهات الكثير من الدعم المادي والمعنوي لأبناء الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية، بينما كان العديد من الحكّام والرؤساء العرب صامتين إزاء جميع الجرائم التي أرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب في حق أبناء الشعب الفلسطيني.
مواقف الدول العربية إزاء جرائم الكيان الصهيوني
صحيح أن الكثير من الأنظمة العربية تراجعت عن حماية القضية الفلسطينية، هذا إذا كانت تحميها بالأساس، ولكن لا تزال هذه القضية تمس وجدان الشارع العربي والإسلامي على اختلاف انتماءاته لأن الظلم مهما طال لن ينتصر وستبقى الكلمة الأولى والأخيرة لأبناء هذه الأرض وشعبها الذي سقاها بدمائه، ويوم القدس العالمي الذي أعلن عنه الإمام الخميني عام 1979 لا يخرج عن هذا الإطار بل على العكس تماماً، إذ يخرج مئات الألوف من المسلمين حاملين لواء هذه القضية وصارخين في وجه الظلم دفاعاًّ عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم.
لقد كان للعديد من الانظمة العربية مواقف مخزية خلال الاشهر الماضية، حيث فضلت الكثير منها التزام الصمت إزاء كافة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، بينما فضلت بعض الدول المضي قدما في تطبيع علاقتها مع هذا الكيان الغاصب. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير أن الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وكذلك السعودية قامت خلال الفترة الماضية ببناء علاقات اقتصادية وسياسية مع هذا الكيان الغاصب وكان أخرها إقامة بعض الدورات العليمة والثقافية المشتركة والمشاركة في بعض الالعاب الاولمبية المشتركة. وعلى الرغم من السعي المحموم لتلك الأنظمة لإلغاء مركزية القضية الفلسطينية في الأمة، إلا أن التصعيد الأخير كشف الهوة الواسعة بين الحكام والشعوب حيال هذه القضية، حيث ظهر التفاعل العربي الإسلامي قويًا مع المقاومة. لن نحلم ونقول إنه ينبغي على الحكومات العربية دعم المقاومة الفلسطينية، ولكن على الأقل لا تقف ضدها، ولا تضع العراقيل أمامها.
وفي الختام، يمكننا القول أن المقاومة الفلسطينية أثبتت خلال الفترة الماضية بأنها قادة على ردع قوات الكيان الصهيوني وأثبتت أن النصر سوف يكون حليفها مهما طال الزمان وذلك لأن الاحتلال لم يعهد أن طأطأ رأسه للعرب، إلا بعصا المقاومة الفلسطينية، وما عجزت القيادات السياسية عنه طيلة سنوات، تُحققه صواريخ أبطال المقاومة في ساعات وهنا ترسل المقاومة الفلسطينية أقوى الرسائل للمُنبطحين العرب الذين رفعوا لواء التطبيع العلني، وتقول لهم بأن عدوى التطبيع لم ولن تمتد إلى الفلسطينيين، وأن هذا الشعب سوف يناضل وإن تخلّى عنه أهل الأرض جميعًا، وأن المقاومة خيار استراتيجي وسوف تنتصر في نهاية المطاف.
المصدر / الوقت