التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

آخر المستجدات الميدانية للحشد الشعبي على الساحة العراقية 

ألقى غياب الاستقرار السياسي بظلاله على عودة تنظيم داعش الإرهابي الى العراق، لكن داعش هذه المرة عاد إلى منافسة الحشد الشعبي الذي هيمن على المشهد العراقي خلال السنوات الماضية.
استغل تنظيم داعش الإرهابي الفراغ السياسي الذي خلفته استقالة عادل عبد المهدي من رئاسة الوزراء وبقاء البلاد في فراغ دستوري لعدة أشهر، بالإضافة الى أزمة كورونا، لإعادة ترتيب صفوفه في العراق الذي يشهد فوضى سياسية. واستمر هذا الوضع الى أن تمكنت بعض عناصر داعش بدخول العراق من الأراضي السورية ونشطّت بذلك خلايا الارهاب النائمة في شمال بغداد.
ففي يوم السبت المصادف 2 أيار / مايو، قُتل 13 عنصراً من قوات الحشد الشعبي، في 5 هجمات منسقة شنها التنظيم، في تصعيد لافت استهدف مواقع أمنية في محافظة صلاح الدين، بحسب المصار الأمنية العراقية. وقالت المصادر إن عناصر التنظيم شنوا فجرًا 5 هجمات في أوقات متقاربة، استهدفت مواقع وحواجز أمنية للحشد الشعبي، ما أوقع 13 قتيلاً و20 جريحا. وأوضحت المصادر أن مسلحي “داعش” هاجموا حاجزا أمنيا للحشد في منطقة “مكيفيشة” جنوبي تكريت (عاصمة صلاح الدين)، ما أوقع 9 قتلى، أعقبه هجمات على مواقع أخرى في مناطق “تل الذهب” وناحية “يثرب” و”مطيبيجة والدور”، أوقعت 4 قتلى على الأقل.
وفي اليوم التالي، ردت قوات الحشد الشعبي سريعا على الهجوم الإرهابي الذي سبقه، حيث شهد الأحد المصادف ٣ ايار / مايو، مقتل 4 أفراد من عناصر تنظيم داعش، بعد إحباطها هجوما للتنظيم على أحد مواقعها، شمالي البلاد.
وقال ضابط في وزارة الداخلية العراقية، إن “مسلحين من داعش حاولوا مهاجمة موقعا لقوات الحشد بمنطقة العيث، شرقي محافظة صلاح الدين، وأضاف المصدر، أن “قوات الحشد الشعبي علمت مسبقا باعتزام تنظيم داعش شن الهجوم، وتمكنت من استهداف عناصر التنظيم الأربعة بالقذائف المدفعية وقتلهم قبل أن يصلوا إلى الموقع”، دون مزيد من التفاصيل، ولم يسفر الحادث عن سقوط أي قتلى أو جرحى في صفوف قوات “الحشد”، بحسب المصدر ذاته.
وتزايدت هجمات “داعش” بصورة لافتة في الأشهر القليلة؛ حيث تركزت في محافظات صلاح الدين وكركوك (شمال) وديالى (شرق) وخاصة في المناطق الوعرة بين حدود تلك المحافظات المعروفة باسم “مثلث الموت”. إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في بعض مناطق البلاد، ويشن هجمات بين الحين والآخر.
وبعد أيام عديدة من هجوم صلاح الدين، شن تنظيم “داعش” هجمات جديدة على مواقع عدة تابعة لـ”الحشد الشعبي” في محافظة ديالى شمال العاصمة بغداد في ٧ مايو، وأعلنت مصادر عسكرية عراقية “سقوط ثمانية من مقاتلي الحشد في ناحية العظيم بمحافظة ديالى. في حين أعلن “الحشد الشعبي” أن “التنظيم الإرهابي هاجم وحدات في محافظة صلاح الدين شرق العراق، وكذلك جرف الصخر جنوب غربي بغداد، بشكل منفصل مساء الأحد 3 مايو (أيار)”، مؤكداً تمكنه من صد الهجومين.
وقالت مصادر عراقية، إن قوة من قيادة عمليات الجزيرة للحشد الشعبي تمكنت من احباط محاولة تسلل لعناصر فلول تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة الرويعية التابعة لناحية جرف النصر خلال عمليات بحث وتفتيش. وأضاف، أن العملية اسفرت عن استشهاد المقاتل البطل “عبد الله محسن محمد” من اهالي محافظة البصرة والمنسوب الى لواء 47 بالحشد الشعبي اثناء أداء الواجب
وأعلنت هيئة الحشد الشعبي، الاربعاء ٦ ايار، أن عمليات سامراء للحشد قصفت سبع مضافات تابعة لتنظيم “داعش” بقذائف الهاون في منطقتي حويجة ام جريش ومنطقة هلال السالم التابعة لقضاء تكريت شمال مدينة سامراء. وقال الحشد في بيان، إن معلومات استخباراتية وردت إلى قيادة القاطع من قبل استخبارات العمليات أفادت بوجود سبع مضافات يتواجد فيها عناصر من تنظيم داعش الاٍرهابي في منطقتي حويجة ام جريش ومنطقة هلال السالم شمال مدينة سامراء.
وأضاف، أن أبطال الإسناد المدفعي والصاروخي والاختصاصات الساندة وبالتعاون مع الشرطة الاتحادية امطروا أماكن تواجد العدو بقنابر الهاون وقد أسفر ذلك عن وقوع إصابات دقيقة وكبيرة في صفوف العدو وتدمير المضافات. واعلن الفوج النهري التابع للحشد الشعبي في وقت سابق عن صد تسلل لتنظيم “داعش” قرب سجن الامام الهادي “ع” في سامراء بمحافظة صلاح الدين، فيما اشار الى دخول جميع القطعات حالة الانذار القصوى على خلفية الاشتباكات.
كما أفاد مصدر عسكري عراقي بأن الحشد الشعبي أحبط في ٩ مايو، هجوما آخرً لـ”داعش” شرق صلاح الدين. وبالتزامن، استهدفت مدفعية الحشد تجمّعاً لفلول داعش في مناطق الحميضة والعواشرة وابو ركب. وأسفر هذا القصف عن وقوع خسائر في صفوف عناصر “التنظيم. هذا وأعلن الحشد الشعبي عن نصبه كميناً ناجحاً لإرهابيّين ينتميان إلى داعش في الموصل.
وذكرت خلية الإعلام الأمني العراقي، يوم الجمعة الماضي، في بيان أن “قوة مشتركة من اللواء 92 في الفرقة 15، وخلية استخبارات ومكافحة نينوى، تمكنت من قتل الإرهابيين”، موضحة أن أحدهما “مسؤول المفارز الأمنية في داعش، والتي كانت تعمل في سلسلة جبال شيخ إبراهيم. بدورها، أعلنت الاستخبارات العسكريّة العراقيّة تنفيذها عملية أمنية قتلت خلالها انتحارياً وداهمت وكراً للإرهابيين في محافظة الأنبار.
وقالت صحيفة “لوموند الفرنسية” الأربعاء إن قرابة 3000 مسلح من تنظيم داعش ما زالوا ينشطون شمال شرق العراق. وكشفت أن التنظيم أعاد تكوين خلايا تابعة له في المناطق المحررة، موضحةً أنهم من المسلحين العائدين من سوريا وقد تسللوا عبر الحدود التي تمتد أكثر من 600 كيلومتر في الصحراء.
وفي ذات السياق، أعلنت قوات الحشد الشعبي، يوم الاثنين المصادف ١١ ايار / مايو إلقاء القبض على 15 عنصرا من تنظيم “داعش” الإرهابي في محافظة نينوى شمالي البلاد. وذكر الحشد الشعبي في بيان على موقعه الإلكتروني أن “قوة من قيادة عمليات نينوى للحشد الشعبي نفذت عملية أمنية محكمة تمكنت خلالها من إلقاء القبض على 15 عنصرا من عناصر تنظيم داعش الإرهابي”، موضحا أن “العملية نفذت خلال وقت الإفطار”.
وشّن مسلحو تنظيم “داعش” خلال نيسان/أبريل الماضي، هجمات استهدفت مواقع عسكرية، وحواجز أمنية، ومنشآت للطاقة، بواسطة قناصين وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة أو انتحارية. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية الشهر الماضي، مقتل 170 مدنيا وعسكريا، إلى جانب 135 إرهابيا من “داعش”، خلال مواجهات وأعمال عنف منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي آخر التطورات حول المشهد العسكري، نفذت قوات عراقية مشتركة يوم أمس الاثنين المصادف 18 مايو، عملية أمنية لتعقب خلايا التنظيم في ثلاث مناطق داخل محافظة ديالى، وقال الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة ديالى العميد نهاد المهداوي، ان العملية التي نفذت من ثلاثة محاور تستهدف ملاحقة خلايا التنظيم في كل من حوض الندى وحمرين وبزايز بهرز، كشف مضافات التنظيم وتدميرها وتأمين البساتين والأراضي العسكرية. وأضاف ان العملية نفذت بمشاركة مختلف التشكيلات الأمنية وبإشراف قيادة العمليات في شرطة ديالى بالتنسيق مع الجهد الاستخباري.
وعلى الرغم من القيود المفروضة للحد من تفشي وباء كورونا، وانسحاب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من قواعد عسكرية عدة في البلاد، كثفت قوى الأمن العراقية عملياتها ضد فلول داعش في مناطق نائية في البلاد. وحذر مسؤولون حكوميون وباحثون من “تزايد خطر الجماعات الإرهابية والإجرامية حول العالم، مع انشغال الدول بالتصدي للفيروس”.
وكان الجيش العراقي أطلق الأسبوع الماضي، عملية عسكرية غرب محافظة الأنبار بهدف القضاء على خلايا تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك على سبعة محاور يقود أغلبها قوات الحشد الشعبي.
وأصدرت مديرية إعلام الحشد الشعبي العراقي بيانا أعلنت فيه انطلاق العملية التي تحمل اسم “رمضان الثانية”، وأشارت إلى أنها “انطلقت من سبعة محاور مهمة وفق الأهداف المرسومة وتبدأ بالمحور الأول يشترك فيها قيادة عمليات الجزيرة المتمثل بالفرقة السابعة مع الحشد من أهالي محافظة الأنبار، والمحور الثاني سيكون لقيادة عمليات الجزيرة والبادية الفرقة الثامنة أما المحور الثالث سيكون لقوات من قيادة عمليات الأنبار للحشد المتمثل بلواء 13 و18”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق