التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 21, 2024

آثار الوحدة الكردية على معادلات سوريا المستقبلية 

شهدنا خلال الاسابيع الاخيرة حدوث العديد من التطورات السياسية والميدانية في الأزمة السورية التي جاءت إلى حد ما في أعقاب تفشي فيروس “كورونا”، وخلال الفترة السابقة زادت حركة الجهات الفاعلة المعنية بالشأن السوري وفي واحدة من أهم الإجراءات السياسية للفصائل المشاركة في الأزمة السورية، تمت في الآونة الأخيرة مناقشة قضية الوحدة بين الفصائل الكردية المتنافسة بجدية في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد.

وتقول القصة أن الفصيلين الكرديين المتنافسين في سوريا، اللذان كانا على خلاف مع بعضهما البعض لسنوات بعد عام 2011 بشأن إدارة شمال سوريا، يبدو أنهما على طريق الوحدة التاريخية. في الواقع، هناك أدلة على أن 25 حزباً سياسياً كردياً وتيارات في شمال وشرق سوريا قد شكلوا منظمة مشتركة، جاءت تحت أسم “الاتحاد الوطني الكردستاني”، تماشياً مع مشروع الاتحاد الكردي السوري. ومع ذلك، تم نشر بعض الأخبار المتناقضة التي تُظهر أن المجلس الوطني الكُردي السوري (ENKS) لم يوافق بعد على هذه الاتفاقية. وفي هذا الصدد، أكد “سليمان عرب”، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم كردستان العراق، أن المجلس الوطني الكُردي السوري (ENKS) لم يوافق بعد على اتفاق نهائي.

ومع ذلك، وبافتراض أنه تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق بين الأكراد السوريين، فإن السؤال الآن هو ما هو تأثير هذا التحالف على موقفهم في التطورات السورية، وكذلك العلاقات الكردية مع دمشق والجهات الفاعلة الأخرى؟ ومن أجل الإجابة على هذا السؤال، من الضروري أولاً التعريف بالأحزاب والتيارات السياسية المشاركة في كلا الفصيلين، ثم مناقشة عواقب توحدها.

ما هي الفصائل الكردية المتنافسة في شمال سوريا؟

في السنوات التي تلت عام 2011، عندما نشأ فراغ في شمال سوريا، تمكن الأكراد من السيطرة على الجزء الشمالي من البلاد، ولكن منذ البداية تشكلت تيارات رئيسية بينهما هما: المجلس الوطني للأكراد السوريين والمجلس الوطني لغرب كردستان.

أهم التيارات التي تشكل المجلس الوطني الكردي السوري

أسامي الاحزاب السياسية

عام التأسيس

زعيم الحزب

التوجه الرئيسي

الحزب الديمقراطي الكردي السوري

1957

عبد الحكيم بشار

القومية

الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي السوري

1965

عبد الحميد حاجي درويش

الاشتراكية (اليسار)

الحزب الوطني الكردي السوري

1988

طاهر سعدون

القومية

حزب المساواة الديمقراطي

1992

عزيز داوة

الاشتراكية (اليسار)

الحزب الديمقراطي الكردي السوري لا يزال فصيل جمال

1997

جمال باقي

القومية

حزب اليسار الكردي في سوريا

1997

شلال غدو محمد موسى

الاشتراكية (اليسار)

حزب تيار المستقبل الكردي السوري

1999

مجلس القيادة المشترك

القومية التقدمية

حزب الوحدة السوري الكردي

1999

اسماعيل حامي

القومية

الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا (KDP) بقيادة عبد الرحمن اليوجائي

2004

عبد الرحمن اليوجمي

القومية

وافق الحزب على سوريا

2004

فؤاد عمر

الماركسية اللينينية

حزب الحرية الكردي السوري

2005

مصطفى جمعة

الاشتراكية (اليسار)

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا

2010

محيي الدين شيخ علي

القومية

الحزب الديمقراطي الكردي السوري هو فصيل نصر الدين إبراهيم

نصر الدين إبراهيم

القومية

أهم تيارات المجلس الشعبي لغرب كردستان

أسامي الاحزاب السياسية

عام التأسيس

زعيم الحزب

التوجه الرئيسي

حزب الاتحاد الديمقراطي

2003

صالح محمد مسلم

الماركسية اللينينية

حركة المجتمع الديمقراطي (Tev – Dem)

بعد عام 2010

على الرغم من حدوث تغييرات في تشكيل المجلس الوطني الكُردي السوري بعد وقوع العديد من التطورات على أرض الواقع، وانفصال أحزاب مهمة مثل الحزب الديمقراطي الكردي السوري التقدمي عن هذا المجلس، إلا أنه لا يزال هناك استقطاب بين الفصيلين، ويشرف على المجلس الوطني الكُردي السوري “مسعود بارزاني”، الرئيس السابق لإقليم كردستان، ويدير المجلس الشعبي الكردستاني الغربي حزب العمال الكردستاني.
وبالنظر إلى قائمة الأحزاب والتيارات في كلا المجموعتين، يبدو أن الجانبين توصلا الآن إلى اتفاق شامل لتشكيل منظمة مشتركة تسمى الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK). وفي هذا الصدد، نرى أن الجانبين صرحا في بيان مشترك بأن هذين الطرفين أعلنا عن وحدتهما، حيث قالا: “نحن، بصفتنا أحزاب الاتحاد الوطني الكردستاني، نعمل معا لإحراز تقدم في قضية الوحدة الكردية وستعمل لجنة مشتركة نيابة عن جميع الأطراف والتيارات”.

وحدة الأكراد السوريين ومستقبلهم السياسي

إذا تحقق التحالف بين الفصيلين الرئيسيين للأكراد السوريين على أرض الواقع، سيكون من المهم بالتأكيد الانتباه إلى آثاره على مستقبلهم السياسي. والحقيقة أن الجولة الأولى من المحادثات بين الأكراد جرت عام 2013 تحت إشراف ووساطة “مسعود برزاني”، وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات في أكتوبر 2019 من قبل “مظلوم كوباني”، قائد الجيش السوري الديمقراطي. ومن المرجح أن يتم الإعلان عن الاتفاقية النهائية في المستقبل القريب. ومع ذلك، يمكن إبداء بعض النقاط المهمة حول المستقبل السياسي للأكراد السوريين إذا تم الانتهاء من الاتفاق:

1. قام المجلس الوطني الكُردي السوري، ولا سيما حزب الاتحاد الديمقراطي، بتدريب القوات العسكرية، وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فمن المحتمل أن تعود هذه القوات إلى شمال سوريا وبالتحديد إلى إقليم كردستان وفي هذه الحالة، يبدو أن القدرة اللوجستية للأكراد في المجال العسكري ستزداد، ولكن تجدر الإشارة إلى أن وجود قوتين عسكريتين معًا دون اتفاق قوي يمكن أن يصبح عاملاً للتوتر بين الفصيلين.

2. على الصعيد الداخلي السوري، يبدو أن موقف الأكراد من المفاوضات مع الحكومة المركزية يزداد قوة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن أي سيناريو غير التعاون لعودة سيطرة الحكومة المركزية على المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا لا يمكن أن ينجح. لذلك، يبدو أن أفضل استراتيجية القوى الكردية، إذا تمكنت من التوحد تحت مظلة واحدة، هي الدخول في تعاون مباشر مع حكومة الرئيس الشرعي “بشار الأسد”.

3. على المستوى الإقليمي، ترى تركيا أن تعزيز المكاسب الكردية في شمال سوريا يشكل تهديدًا وجوديًا لها، مما قد يشجع 14 مليون كردي في البلاد على السعي للانفصال، لذلك تعتبر أي اتفاق بين الأكراد السوريين تهديدًا لنفسها.

4. يبدو أن الولايات المتحدة، الحليف الكردي السوري في حقبة ما بعد 2014، تدعم الاتفاق أيضاً؛ هذا لأن تركيا تعرضت لانتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولي بسبب هجومها على المواقع الكردية السورية. ويبدو الآن أن الاتفاق بين الأكراد يمكن أن يقلل بطريقة ما من مسؤولية الولايات المتحدة تجاههم.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق