التحديث الاخير بتاريخ|السبت, سبتمبر 21, 2024

تركيا تتنفس الصعداء في ليبيا؛ ماذا عن سوريا؟ 

تمكنت تركيا بعد اشهر من التدخل العسكري في ليبيا من أن تتنفس الصعداء وتجد لنفسها مساحة أكبر في الداخل الليبي الذي كانت تتوق لكي تفرد أجنحتها على اراضيه، وهذا ما منحتها اياه “حكومة الوفاق” بقيادة فائز السراج الحليف الأكثر وفاءا لتركيا هذه الأيام، حيث تمكنت قوات السراج المدعومة تركيا من السيطرة على مدن الساحل الغربي ومؤخرا قاعدة الوطية الاستراتيجية وحاليا يتم التحضير للهجوم على “ترهونة”، وبهذا تكون تركيا سجلت لنفسها نقطة على حساب حلفاء روسيا والامارات ومصر وهنا نقصد اللواء خليفة حفتر، وهذا ما دفع تركيا للتفاخر بما انجزته عبر مسؤوليها في الحكومة.

ربما جرعة القوة التي اكتسبتها تركيا في ليبيا هي من دفعها لتحريك اجواء الحرب من جديد في شمال غرب سوريا، حيث كشفت مصادر مطلعة في شمال سوريا عن أن تركيا دفعت،الجمعة، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى شمال غرب سوريا، وذلك فى إطار دعم نقاطها ومواقعها فى المنطقة.
ووفقا لما أورده موقع “باسينوز”، قالت مصادر محلية: “دخل رتل عسكري تركي جديد إلى مدينة رأس العين فى شمال غرب سوريا من بوابة العدوانية الواقعة غربي المدينة”.

وأضافت المصادر، أن “الرتل يضم 30 آلية عسكرية وشاحنات تحمل مواد لوجستية إلى سرى كانيه، وذلك فى إطار تعزيز نقاطها ومواقعها فى المنطقة”.

التعزيزات الجديدة قد توقع تركيا في المصيدة، خاصة وان روسيا ليست راضية عما تقوم به انقرة في ليبيا، حيث هناك خلاف واضح بين البلدين حول الايديولوجية والاقتصاد والحلفاء، وبالتالي لا نستبعد أن تنتقم روسيا من تركيا في سوريا في حال فكرت تركيا ارتكاب اي هجوم جديد ضد مواقع الجيش السوري او حتى دفعت مليشياتها لاستهداف الجيش السوري وحلفائه، فالمعادلة في سوريا تختلف كثيرا عما هي في ليبيا.

في سوريا اصبحت الامور على بينة الى حد كبير، فالجيش السوري تمكن من بسط سيطرته على غالبية مساحة البلاد وخاصة المدن الرئيسية والكبرى على عكس “الجيش الوطني الليبي”، وبالتالي ما تفعله تركيا في ليبيا وما تحققه من انتصار سيكون محال عليها في سوريا.

النقطة الثانية؛ ان ذهاب تركيا الى ليبيا يكشف عن أطماعها العثمانية الجديدة، فعندما اقتحمت الحدود السورية واعتدت على سيادتها كانت تبرر ذلك بوجود منظمات ارهابية وميليشيات تهدد حدودها وامنها القومي، وهكذا كانت تخبأ نفسها خلف هذه الذريعة، ولكن في ليبيا هل لديها حدود مشتركة هل هناك عناصر للقوات الكردية المسلحة هناك، عن ماذا يبحث اردوغان اذا في ليبيا؟.

الواضح جدا ان اردوغان لديه أطماع ايديولوجية_سياسية_اقتصادية تتعلق بزعامة الشرق الاوسط من جهة والسيطرة على النفط وحركة الملاحة في المتوسط.

في سوريا يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاحتلال مناطق شمال سوريا منذ 2011، بعدما دفع بالعناصر الإرهابية والمتطرفين الموالين له لإثارة الفوضى فى تلك المناطق، طمعًا فى السيطرة على ثروات النفط السورية الغنية فى هذه المنطقة.

اما في ليبيا، تضغط تركيا لتسريع سيطرة قوات “الوفاق” المتهمة بأنها آيديولوجيا قريبة من تنظيم “الإخوان” الذي يهلل للدور التركي في ليبيا، حتى تطلق الشق الآخر من أهدافها من التدخل العسكري لدعم السراج، وهو المتعلق بالنفط والغاز. وكشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، عن تقدم شركة النفط الوطنية التركية بطلب إلى حكومة السراج لبدء التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل ليبيا، بموجب مذكرة التفاهم بين الجانبين الموقعة في إسطنبول في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولقد حدد دونماز تاريخ بدء عمليات التنقيب التي ستقوم بها السفينة التركية “فاتح” بيوليو (تموز) المقبل.

وحقاً، أكد مراقبون أن التفاهمات بين إردوغان والسراج فحواها حصول “حكومة الوفاق” على الدعم السياسي والعسكري التركي، وفي المقابل مساعدة تركيا على تحقيق أهدافها في ملف الطاقة في شرق البحر المتوسط. كذلك تسعى أنقرة للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في ليبيا، وبخاصة في قطاع البناء، إذ ستكون مهددة في حال انتصار حفتر.
وما عادت ليبيا موضوعاً متداولاً فقط في الاجتماعات الاعتيادية لإردوغان مع حكومته واللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، التي ظلت تعقد لأكثر من شهرين عبر الفيديو كونفرنس، بل انتقل الأمر إلى مرحلة أعلى. إذ عقد إردوغان قمة أمنية، مساء الأربعاء الماضي، هي أول اجتماع مباشر مع وزيري الدفاع والخارجية وقادة القوات المسلحة ورئيس جهاز الاستخبارات، وجاءت التطورات الليبية في المقدمة، ومعها التطورات في العراق وسوريا، وخاصة في إدلب.
وانعكس حجم الاهتمام الذي توليه تركيا للتطورات في ليبيا، في تصريح للمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، يوم 5 مايو (أيار) الحالي. وفيه أكد تشيليك أن إردوغان يتابع “شخصياً” التطورات العسكرية في ليبيا، وأن هناك تقدماً كبيراً يتحقق خلال التطورات في ليبيا، بما يتوافق مع الأمن القومي التركي. ولفت المتحدث إلى أن إردوغان شدد على الدعم التركي القوي للتطورات في ليبيا، بما يخدم المصالح القومية، وأن القوات المسلحة التركية تواصل موقفها الحازم بهدف حماية تلك المصالح.
في الختام؛ تركيا آخر ما تبحث عنه حاليا هو اغضاب روسيا، ومع ذلك فإن تحركاتها في كل من سوريا وليبيا لن تكون بمنأى عن غضب الروس، وبطبيعة الحال ستكون كل من الامارات ومصر والسعودية الاكثر غضبا، وهذا سيؤثر على الاقتصاد التركي لا محالة وسيضرب الليرة التركية من جديد، كما حدث مؤخرا، ورغم ان قطر دائما ما تنقذ الليرة التركية من الانهيار وترسل مليارات الدولارات لمنع الانهيار ولكن الى متى ستتمكن قطر من القيام بذلك.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق