“شاهد 129″ و”مهاجر 6” تطاردان قادة الإرهابيين في إدلب
في الوقت الذي يواصل فيه الإرهابيون العيش في الأراضي المحتلة في محافظة “إدلب” تحت حماية الجيش التركي واتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في هذه المحافظة المنكوبة، سُمع صوت همسات لبدء عملية جديدة من قبل الجيش السوري في شمال البلاد. ففي الأشهر القليلة الماضية، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، انتهك الإرهابيون مرارًا اتفاق وقف إطلاق النار وقاموا بشن هجمات على مواقع الجيش السوري، والتي قوبلت برد متبادل وساحق من قبل أبطال الجيش السوري وفي خضم هذه الاشتباكات، سجلت قوات المقاومة، بصفتها من المؤيدين الرئيسيين للحكومة والجيش السوريين في حربهما ضد الإرهاب التكفيري في هذا البلد، أفعالاً رائعة في سجلها الحافل بالعديد من الانتصارات.
ويوم الاثنين الماضي تم نشر أنباء في مختلف وسائل الإعلام التابعة للجماعات الإرهابية، حول مقتل قائد اللواء الأول لجبهة التحرير الوطنية، وهو تحالف يضم أعضاء سابقين من جماعة الجيش الحر الإرهابية، في غارة لطائرة مسيرة إيرانية في منطقة جبل “الزاوية” بإدلب. وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من المصادر الاخبارية عن مقتل قيادي عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير يوم الاثنين الماضي، إثر استهدافه بطائرة مسيرة بلا طيار إيرانية على محور البارة في جبل “الزاوية” بريف إدلب الجنوبي. ولفتت تلك المصادر إلى أن طائرة مسيرة إيرانية استهدفت القيادي الإرهابي بالفرقة الأولى مشاة التابعة للجبهة الوطنية للتحرير “هشام أبو أحمد” على محور البارة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بمقتله على الفور. وأضافت تلك المصادر، أن القوات الإرهابية لم تتوقف عن خرقها لوقف إطلاق النار منذ إعلانه في الخامس من مارس الماضي، حيث تقصف بشكل يومي بالمدفعية الثقيلة قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي. و”هشام أبو أحمد” كان جندي سابق وقد هرب من الجيش السوري وكان معروفاً كقائدًا إرهابيًا في محافظة إدلب.
“هشام أبو أحمد” قائد اللواء الأول في جبهة التحرير الإرهابية
ولكن أي طائرة بدون طيار قامت بمطاردت هذا القائد الإرهابي؟
بما أن المجموعة الوحيدة التي تدعم الجيش السوري، والمزودة بطائرات مسلحة هجومية، هي المستشارين الإيرانيين الموجودين في هذا البلد، فمن المؤكد أن هذه العملية العسكرية الفذة قد نفذتها طائرة بدون طيار إيرانية الصُنع. وفي الصور التي تم نشرها في السنوات الأخيرة لعمليات الطائرات بدون طيار الهجومية التي شنتها جمهورية إيران الإسلامية على الأراضي السورية، شوهد نموذجان من هذه الطائرات المسّيرة وهما “شاهد 129″ و”مهاجر 6” بشكل متكرر تقومان بعمليات عسكرية في أجزاء مختلفة من سوريا ويقع أحد مراكز التحكم بهذه الطائرات بدون طيار في مطار “حماة”، الذي يعتبر أقرب قاعدة لمنطقة جبل “الزاوية” والتي تعتبر أقرب موقع لتلك العملية العسكرية، ولهذا فمن المحتمل أن تكون طائرة بدون طيار من نوع “مهاجر 6” هي المسؤولة عن مطاردة هذا القائد الإرهابي الكبير. وفي الماضي، نُشرت صور أقمار صناعية لوجود طائرة دون طيار من نوع “مهاجر 6” في مطار حماة.
صورة من القمر الصناعي لوجود طائرة بدون طيار من طراز “مهاجر 6” في مطار حماة
لكن هذا لم يكن الصيد الناجح الوحيد للطائرات بدون طيار الإيرانية في العام الجديد. ففي 18 أبريل من هذا العام، انتشرت العديد من الأخبار بسرعة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لبعض العناصر الإرهابية، مما يدل على أن أحد أشهر قادتهم كان يقود سيارته في منطقة “سهل الغاب” بمحافظة إدلب ولقد تم التعرف عليه من قبل طائرة بدون طيار هجومية إيرانية التي قامت بعد ذلك بمهاجمته وقتله. وذلك القائد الإرهابي، كان “ماهر كوجاك”، من اللواء المدرع الساحلي الأول التابع للجيش الحر الإرهابي، ولقد زعمت بعض المصادر الإرهابية بأن “كوجاك” تمكن خلال السنوات الماضية من تنفيذ 155 عملية ناجحة بصواريخ مضادة للدبابات من طراز “BGM71” على مواقع قوات الجيش السوري.
وعلى صعيد متصل، أكد مصدر ميداني في الجيش السوري، أنه تم مساء يوم الاثنين الماضي على محور “سهل الغاب” في ريف حماة الشمال الغربي، رصد سيارتي دفع رباعي يرافقهما عدد من الدراجات النارية، وهذه الأخيرة تستخدمها المجموعات المسلحة لنقل أسلحة والذخيرة والأفراد لتلافي الرصد. وتابع المصدر، تم التعامل مع هذه الآليات عبر سلسلة من الرمايات النارية بمختلف الأسلحة، ما أسفر عن تدمير هذه الآليات ومقتل وإصابة من كان بداخلها. ومن جهتها أكدت مصادر محلية بريف إدلب نقلا عن عناصر من تنظيم “الخوذ البيضاء” الارهابي، أنه تم نقل 7 قتلى من مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” الارهابي، ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، الى مشفى “جسر الشغور”. وأكد المصدر أنه تم التعرف على بعض القتلى ومن بينهم المدعو “ماهر كوجاك” والملقب بـ “قناص التاو”، والذي يعد من أمهر وأكثر رماة هذه الصواريخ الأمريكية تدريبا ودقة بين أقرانه من مسلحي المجموعات الإرهابية المسلحة.
“ماهر كوجاك”
الجدير بالذكر أن اللواء الساحلي الأول والثاني واللواء الثالث عشر والعديد من المجموعات الأخرى الإرهابية، تم تجهيزهم بصواريخ “تاو” من قبل الجيش الأمريكي منذ عام 2014 وتم تدريبهم من قبل أساتذة عسكريين أمريكيين. وكان “خالد خلوف”، و”سهيل حمود” (المعروف باسم أبو تاو)، وأبو حمزة، والعديد من الإرهابيين المشهورين الآخرين، أعضاء في هذه الجماعات الإرهابية.
خالد خلوف، أحد القادة الإرهابيين الذي قتل في عام 2017
كانت هذه العملية رائعة حقًا ولا مثيل لها من حيث المعلومات الدقيقة، والكشف في الوقت المناسب، والمراقبة العالية التي قامت بها قوات الجيش السورية والقوات المحلية لتحديد مواقع قوات العدو في أعماق محافظة “إدلب”، بالإضافة إلى صيد عدد من المركبات التي كانت تحمل الإرهابيين على الطريق السريع. وربما تم تنفيذ مثل هذه العمليات فقط من قبل القوات الجوية الأمريكية التي تمتلك الكثير من المعدات والتكنولوجيا الحديثة في الحرب السورية، ولكن لسوء الحظ كان ضعف وربما عدم وجود تغطية إعلامية لمثل هذه الإنجازات العظيمة التي قام بها أبطال الجيش السوري على الأرض في حربهم على الجماعات الإرهابية، جعلت الناس أقل انتباهاً واهتماماً بقدرات المقاتلين السوريين وقوات محور المقاومة وعلى رأسها القوات الإيرانية. وعند المقارنة، يكفي فقط أن نلقي نظرة على أداء الجيش التركي في التغطية الإعلامية عند قيام قواته بتدمير العديد من أنظمة الدفاعات الجوية في ليبيا، حيث تم إنشاء عشرات مقاطع الفيديو والصور الترويجية لعملية تدمير الطائرات الحربية التابعة للقوات التركية أنظمة “بانتسير” التابعة للقوات الإماراتية الداعمة للجنرال “خليفة حفتر” في ليبيا.
المصدر/ الوقت