التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

ازاحة الستار عن غواصة إيرانية ذاتية القيادة؛ الوفاء بوعد اللواء “سلامي” في أقل من 8 أشهر 

من أهم البرامج الخاصة في الصناعات العسكرية التي تمتلكها الجيوش القوية في العالم، تصميم وتطوير أنظمة عسكرية ذاتية القيادة، والتي تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وبالطبع، كان قطاع الطيران دائمًا في مقدمة هذه المجالات. ومع ذلك، تم نشر العديد من المركبات ذاتية القيادة أيضًا في البر والبحر، والتي يمكن التحكم بها عبر أجهزة التحكم عن بعد. وفي الوقت نفسه، تعد الأنظمة ذاتية القيادة التي تعمل تحت الماء من أهم الانظمة العسكرية التي ساعدت على اتساع رقعة المنافسة بين العديد من بلدان العالم وذلك لأن هذه الانظمة ليست بحاجة إلى عنصر بشري لقيادتها ونسبة الخطأ فيها ضيلاً جداً وتعتبر من المعدات باهظة الثمن والحساسة. وفي السنوات الأخيرة، ازاحة القوات المسلحة الإيرانية الستار عن العديد من البرامج المختلفة لتصميم وإنتاج معدات عسكرية ذاتية القيادة للعمل في مستوى سطح البحر وتحت سطح البحر، والتي وفرت دائمًا صورًا ومعلومات دقيقة والتي لم تسمع عنها وسائل الإعلام العالمية والاقليمية، ولكن استنادًا إلى الصور التي تم نشرها قبل عدة أيام لسفن عالية السرعة تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، فإنه من الواضح أن القوات العسكرية الإيرانية قامت باتخاذ خطوات مهمة لتصنيع غواصة كبيرة ذاتية القيادة. وفي هذا التقرير، سنلقي نظرة على هذه الأنواع من الأنظمة وأهميتها في منطقة الخليج الفارسي.

العالم يبحث عن غواصات ذاتية القيادة

على مر السنين الماضية، كانت الغواصات ذاتية القيادة تستخدم في أكثر التخصصات العلمية المتعلقة بمجالات البحث والنماذج العلمية في علم الأحياء والبحوث العلمية حول الكائنات الحية، أو الحياة تحت الماء، ولكن خلال الفترة القليلة الماضية تغير هذا المفهوم وأصبحت العديد من دول العالم تسعى لإستخدام هذا النوع من الغواصات في المجالات العسكرية. وحول هذا السياق، كشفت شركة “بوينغ” الأمريكية العملاقة عن أول غواصة كبيرة الحجم يمكنها أن تجوب البحار والمحيطات لمدة 3 أشهر بلا قائد ودون أي تدخل بشري. ويبلغ طول الغواصة، التي أطلقت عليها الشركة اسم “إيكو فوياجر”، حوالي 16 مترا، وستستخدم حسب بوينغ لأغراض المراقبة وتعقب الإشعاعات واكتشاف النفط والغاز بالإضافة إلى الاختبارات المائية. “داريل ديفيس”، أحد التنفيذيين لدى بوينغ قال إن “الغواصة إيكو فوياجر تمثل مفهوما جديدا حول طريقة عمل وشكل المركبات المسيرة تحت الماء ويمكن للغواصة الجديدة الوصول إلى عمق 11 ألف قدم، أي ما يعادل 3352 مترا تحت سطح البحر، ويمكنها البقاء تحت سطح الماء لمدة تصل إلى 3 أشهر”. وحسب الشركة المصنعة فإن هذه الغواصة لا تحتاج لتعمل بكامل وظائفها إلى سفينة دعم بالقرب منها، كما أن بإمكانها العودة إلى السطح بشكل أوتوماتيكي. وكذلك بمقدورها تجنب الصخور وتخزين البيانات وإرسالها بشكل تلقائي إلى المراكز الأرضية أو البحرية.


غواصة “إيكو فوياجر”

والمملكة المتحدة هي واحدة من الدول التي تخطط حاليًا لتطوير غواصات ذاتية القيادة وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن لندن وقعت مؤخرًا اتفاقية مع شركة محلية لتطوير نموذج أولي مقاوم للتكنولوجيا لهذه الأجهزة، ولكن لا توجد حاليًا أي أخبار كافية عن قيام لندن بإدخال مثل هذه الأنظمة المتطورة في سلاح البحر التابع لقوات الجيش البريطاني. ولدى كوريا الجنوبية أيضًا خطة تسمى “ASWUUV” على جدول أعمالها، ولقد تم الكشف عن النموذج الأول لغواصة ذاتية القيادة في عام 2019 ويبدو أن هذه الغواصة الصغيرة هي نظام لكشف غواصات العدو ولتبادل المعلومات مع السفن الأخرى. وتقوم روسيا بتطوير برنامج يسمى “GUIDE” وهو عبارة عن غواصة ذاتية القيادة قادرة على استخدام أنظمة مختلفة للقيام بمهام مختلفة. وفي الصين، وخلال العرض الأخير، تم عرض عدد من الغواصات الصغيرة ذاتية القيادة والتي يبدو أنها تستخدم للاستطلاع، ولكن لا تتوفر الكثير من المعلومات حولها حتى الآن.

الحرس الثوري يدخل مجال الزوارق البحرية ذاتية القيادة

عند مناقشة الانظمة ذاتية القيادة، كان الحرس الثوري الإيراني دائمًا في طليعة دول غرب آسيا، لكن معظم أسماء هذه الانظمة العالقة في أذهاننا تعود إلى الطائرات بدون طيار أو الصواريخ الموجهة ولكن قبل عدة سنوات، أعلن قائد المنطقة البحرية الأولى في الحرس الثوري الإيراني “علي رضا تنكسيري” عن تدشين زورق إيراني جديد في مناورات “الرسول الأعظم – 5” التي تجريها إيران حاليا في منطقة الخليج الفارسي. ووصف “تنكسيري” الزورق الجديد الذي أطلقت عليه تسمية “يا مهدي”، بأنه ذكي وعصي على الرادارات، مؤكدا أنه سيضاعف القدرة الدفاعية للقوة البحرية للحرس الثوري إلى حد كبير. وذكر “تنكسيري”، المتحدث باسم المناورات، أن الخليج الفارسي بأجمعه تحت إشراف الزوارق السريعة للحرس الثوري. وزورق “يا مهدي” السريع هو زورق بدون راكب ومزود بادوات تحسس مختلفة ويملك ثلاثة مقرات لاطلاق الصواريخ. وجسم هذا الزورق من الكوبوزيت وبمستوى سطحي راداري واطئ ويمكن التحكم به عن بعد.


زورق “يا مهدي” يطلق صاروخًا أثناء التمرين

وأما بالنسبة للغواصات ذاتية القيادة، فلقد أعرب اللواء “فدوي” قائد القوات البحرية الإيرانية في عام 2016، بأن إيران بصدد صناعة وإنتاج غواصات ذكية وذاتية القيادة يمكن التحكم بها عن بُعد. واستنادًا إلى الصور التي تم نشرها قبل عدة أيام لسفن عالية السرعة تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، فإنه من الواضح أن القوات العسكرية الإيرانية قامت باتخاذ خطوات مهمة لتصنيع غواصة كبيرة ذاتية القيادة. وحول هذا السياق، كتبت صحيفة “فوربس” الامريكية بعد ازاحة ايران الستار عن غواصتها الجديدة، أن ايران انضمت الى نادي نخب مالكي الغواصات ذاتية القيادة الذاتية التي كانت منحصرة على امريكا وبريطانيا. واضافت “فوربس”، أن ايران خلال الاسبوع الاخير أزاحت الستار عن قطعة بحرية جديدة ومن المتوقع ان تكون غواصة صغيرة جدا او غواصة من دون ركاب (UUV) ورجحت الصحيفة ان تكون القطعة من النوع الثاني وبهذا فإن ايران اضافت قوّة جديدة لدفاعاتها البحرية. وكتبت الصحيفة انه يمكن مقارنة هذه الغواصة الايرانية مع نظيرتها الامريكية التي تصنعها شركة بوينغ (XLUUV) .


وعند النظر عن كثب إلى الصورة أعلاه والنقاط المميزة عليها، فمن الواضح أن الغطاء المعدني على سطح الغواصة الإيرانية التي يقف عليها الشخصان هو جزء من السطح العائم وأن الشخص الجالس في الأمام لديه نظام تحكم مشابه، يتحكم بنظام التوجيه في هذه الغواصة ذاتية القيادة. وفي المقام الأول، إن ما يمكن استخلاصه من هذه الصورة هو أننا نتعامل مع غواصة ذاتية القيادة قريبة من شكل ومظهر سلسلة “غدير”، ولكنها أصغر منها وبدون جسر قيادة ويُظهر هذا الحجم وطريقة توجيهه أنه من غير المحتمل أن يوضع الإنسان داخل هذه الغواصة، ومع إضافة سطح معدني وإمكانية إضافة بعض المستقبلات وأجهزة الاستشعار، فإنه من الممكن إجراء عدد من التجارب على هذا النوع من الغواصات.

ومع كل هذه المعلومات ذلك، يمكن القول أن برنامج صناعة الغواصات ذاتية القيادة التابع للحرس الثوري الإيراني، اجتاز بنجاح مرحلة التصميم والمراجعة والافتراضات العلمية، ووصل إلى مرحلة الاختبارات البحرية، وعند الإنتهاء نهائياً من هذه الغواصة المتطورة ودخولها الحيز العملي فإنه سوف يصبح بمقدور قوات الحرس الثوري الإيرانية امتلاك خيار مهم، يتمثل بقدرته على إغراق وإلحاق أضرار جسيمة بأي سفن سطحية وجوفية في المنطقة، وستدخل إيران ناديًا خاصًا بين أقوى الجيوش المسلحة في العالم.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق