التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

بعد مقتل رجل أسود على يد الشرطة، المدن الأمريكية تغرق في نيران الاحتجاجات 

تعيش العديد من المدن والولايات الأمريكية أيامنا هذه في حالة اضطراب وذلك عقب مقتل رجل من أصحاب البشرة السوداء على يد شرطي أمريكي في مدينة مينيسوتا قبل عدة أيام، وهذه الحادثة فاقمت الاوضاع في عدد كبير من المدن الأمريكية وخلقت أزمة واسعة لحكومة “ترامب” العنصرية.

من الشرق للغرب؛ نيران الاحتجاجات تتسع وتنتشر

بالإضافة إلى مدينة مينيابوليس، شهدت مدن أوكلاند، وكاليفورنيا، وأوريغون، وميشيغان، ولوس أنجلوس، وأتلانتا، وبروكلين، ونيويورك، وواشنطن العاصمة، وديترويت، وأريزونا، وكنتاكي، ولاس فيغاس، وعدد أخر من المدن الأمريكية، احتجاجات حاشدة يوم السبت الماضي. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن المظاهرات في الولايات المتحدة احتجاجا على مقتل الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد” على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، توسعت إلى مناطق أخرى من البلاد، بينها نيويورك ولويزفيل بولاية كنتاكي. وفرضت السلطات في مينيابوليس الجمعة حظر التجول، لإعادة الهدوء إلى المدينة. كما وُجهت تهمة “القتل غير العمد” إلى الشرطي الملاحق في القضية. وتظاهر مئات الأشخاص مساء الجمعة خارج البيت الأبيض تعبيرا عن غضبهم. وخلال تجمعهم أمام البيت الأبيض، طالب المتظاهرون بـ”العدالة لجورج فلويد”، ملوحين بشعارات بينها “توقفوا عن قتلِنا” و”حياة السود مهمة”.


وفي نيويورك، تجمع نحو ألف متظاهر للتنديد بما حصل لفلويد على أيدي الشرطة، بينما تمّ إغلاق طريق سريع في دنفر. وفي لويزفيل بولاية كنتاكي، دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكان يُطالبون بالعدالة لـ”بريونا تايلور”، وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقتها في آذار/مارس. وأثار مقتل “فلويد” أثناء توقيفه، اضطرابات واسعة دفعت الحرس الوطني الأمريكي إلى نشر 500 من عناصره في المدينة لإعادة الهدوء إليها. وكانت معظم المظاهرات سلمية في البداية. وأقامت قوات الشرطة سلاسل لاحتواء الحشود. لكن جرت صدامات وعمليات نهب لحوالى ثلاثين متجرا وأضرمت حرائق، بينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع أمام المركز الذي كان يعمل فيه العناصر المتّهمون بالتسبب بموت الرجل الأسود. وأحرق عدد من المتظاهرين مركزا للشرطة في مينيابوليس. وقالت قوات الأمن إن رجال الشرطة كانوا قد أخلوا المكان، “من أجل سلامة طاقمنا”.

ترامب يهدد المتظاهرين ويكثف الإجراءات القمعية التي تتخذها الدولة

وقع حاكم ولاية مينيسوتا الأمريكية “تيم والتز”، أمراً تنفيذياً بتفعيل الحرس الوطني في مينيسوتا، فيما أُعلنت حالة الطوارىء في مدينة مينابوليس، بعد اندلاع احتجاجات ومظاهرات ضد مقتل “جورج فلويد”، الأمريكي من أصول أفريقي، على يد شرطي. ووجه الرئيس الأمريكي انتقادات لعمدة المدينة متهماً إياه بالافتقار إلى مؤهلات القيادة. وأبدى الرئيس “ترامب” في تغريدة استغرابه لما يحدث في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، قائلاً: “لا يمكن الوقوف والتفرج على ما يجري في مدينة أميركية رائعة، مينيابوليس”. وتابع منتقداً “الافتقار التام للقيادة، إما أن يقوم عمدة اليسار الضعيف جدًا، بعمله والسيطرة على المدينة، أو أرسل الحرس الوطني وأقوم بالمهمة بشكل صحيح”. ووصف المتظاهرين بالبلطجية وهدد بإطلاق النار على من يقوم بعمليات النهب.

كما هدد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة ضد المتظاهرين، الذين يحتجون في عدد من مدن البلاد بعد مقتل المواطن من أصول أفريقية، “جورج فلويد”. وقال “ترامب”، في تغريدتين عبر حسابه في موقع “تويتر” يوم السبت الماضي: “عبور حدود الولاية من أجل التحريض على العنف جريمة فدرالية! على الحكام ورؤساء البلديات الليبراليين أن يكونوا أكثر صرامة وبشكل كبير، وإلا فستتدخل الحكومة الفدرالية وستفعل ما يجب فعله، وهذا يشمل استخدام القوة غير المحدودة لعسكريينا وتنفيذ اعتقالات كثيرة. شكرا لكم!”. واعتبر ترامب أن “80% من المشاغبين في مينيابوليس الليلة الماضية قدموا من خارج الولاية. وقال إنهم “يضرون الأعمال (خاصة التابعة للأمريكيين من أصول إفريقية) والمنازل ومجتمع أهالي مينيابوليس الطيبين والمحبين للعمل، الذين يريدون السلام والمساواة”. وأعلن “ترامب”، يوم السبت الماضي، أن القوات المسلحة تستطيع الانتشار في مينيابوليس بشكل سريع جدا حال طلبت السلطات المحلية ذلك.


الديمقراطيون ينتقدون سياسات “ترامب”

لقد كان لتصريحات الرئيس الامريكي العنصرية التي وجهها للمتظاهرين الذين خرجوا خلال الايام القليلة الماضية في العديد من المدن الأمريكية للتعبير عن غضبهم من السياسة العنصرية التي تتخذها الشرطة الأمريكية في حق أصحاب البشرة السوداء، أثر كبير داخل الاوساط الحكومية والبرلمانية الامريكية، حيث أعرب المرشح الرئاسي “جو بايدن” عن غضبه من رد الرئيس “دونالد ترامب” على الاحتجاجات العنيفة في ولاية “مينيابوليس” بعد وفاة مواطن من أصل أفريقي أثناء احتجازه من قبل الشرطة. وقال “بايدن” في تغريدة على تويتر يوم الجمعة: “لن أعيد مشاركة تغريدة الرئيس، لن أعطيه هذا التضخيم، لكنه يدعو إلى العنف ضد المواطنين الأمريكيين خلال لحظة من الألم بالنسبة للكثيرين، أنا غاضب، ويجب أن تكون أنت أيضًا”.

ولم يفوت “بايدن” الفرصة للحديث في تغريدة ثانية عن حادثة إعتقال صحفي أمريكي أسود خلال تغطيته أحداث العنف في مينيابوليس وكتب “هذا يظهر للجميع، تم اعتقال مراسل أسود أثناء قيامه بعمله هذا الصباح، بينما بقي ضابط الشرطة الأبيض الذي قتل جورج فلويد حرا. أنا سعيد لأنه تم اتخاذ إجراء سريعة، ولكن هذا، بالنسبة لي، يعبر عن كل شيء”. كما دان المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية “جو بايدن” يوم أمس الأحد العنف في الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة بعد وفاة رجل أسود خلال اعتقاله من قبل الشرطة، مشددا في الوقت نفسه على حق الأميركيين في التظاهر. وقال “بايدن” في بيان إن “الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة. إنه رد فعل أميركي خالص”. لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على “إحراق مدن وتدمير مجاني”. وأكد أن “العنف الذي يعرض حياة الناس للخطر ليس كذلك. العنف الذي يطال الأعمال التي تخدم المجتمع ويغلقها ليس كذلك”.

الاحتجاجات المناهضة للعنصرية وضعت مزاعم حقوق الإنسان الأمريكية على المحك

انعكست حملة الحكومة الأمريكية الوحشية على الاحتجاجات المناهضة للعنصرية على المسرح الدولي، حيث تعارض الحكومات سياسات البيت الأبيض التدخلية بحجة قضايا حقوق الإنسان في دول أخرى وذلك لأن هناك تناقض كبير بين هذه المزاعم الأمريكية وتعامل قادة البيت الأبيض مع المتظاهرين والاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي اتسعت رقعتها في عدد كبير من المدن والولايات الأمريكية خلال الايام القليلة الماضية.

وحول هذا السياق، وجهت إيران توبيخا شديد اللهجة للولايات المتحدة بسبب مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية “جورج فلويد” بمدينة منيابوليس بعدما ضغط شرطي بركبته على عنقه الأمر الذي أثار احتجاجات عنيفة. ونشر وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” تغريدة على “تويتر” قال فيها: “لا يعتقد البعض أن حياة السود مهمة”، مستخدما وسم “بلاك لايفز ماتر” أو “حياة السود مهمة”. وأضاف: “ولمن يعتقد أنها مهمة.. لقد تأخر كثيرا أن يشن العالم بأسره حربا على العنصرية.. حان الوقت لعالم ضد العنصرية”. وتابع قائلا: “الحكومة الأمريكية تبدد موارد مواطنيها سواء بمغامراتها في آسيا أو إفريقيا أو أمريكا اللاتينية”، مستخدما الصياغة نفسها التي اتبعها وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” في رسالة بعث بها إلى المحتجين في شوارع إيران عام 2018.

ومن جهتها ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية “هوا تشونينغ” على انتقادات نظيرتها الأمريكية “مورغان أورتاغوس” بشأن حقوق الإنسان في هونغ كونغ وقمع المتظاهرين بهذه الكلمات الثلاث” لا أستطيع التنفس”، التي كانت آخر كلمات المواطن الأمريكي الأسود “جورج فلويد”، الذي أثار موته احتجاجات كبرى في أنحاء الولايات المتحدة، بعدما ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يضغط ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه.

ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو قلقة من تزايد عنف الشرطة ضد الاعتقالات غير المبررة للصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية على وفاة الأمريكي الأفريقي “جورج فلويد” وقالت، “نحن نعتبرها غير مقبولة وذلك لأن مسؤولي إنفاذ القانون يستخدمون الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضد الصحفيين بعد أن قدموا بطاقاتهم الصحفية”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق