رسالة اللواء “باقري” بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الخميني؛ القوات المسلحة سترد بشكل حاسم على أي خطأ يرتكبه العدو
أعرب اللواء “محمد باقري” رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، أن ابناء الجيش الايراني في القوات المسلحة لن يغفلوا لحظةَ عن الفتن والمؤامرات الموجهة من قبل الاعداء ضد ايران وأي خطأ في المحاسبات سوف يلاقي الرد المماثل. واكد اللواء “باقري” بان هذه القوات لن تغفل لحظة واحدة عن الفتن الجديدة المثارة ضد البلاد في ظل الالتزام بتوجيهات واوامر قائد الثورة الاسلامية في اطار استراتيجية الارتقاء بقدرات الردع وتعزيز القدرات الدفاعية الى الحد الاقصى. واصدر اللواء “باقري” اليوم الاثنين بيانا على اعتاب الذكرى الـ 31 لرحيل مفجر الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني (ره) وجاء نص البيان كالتالي:
بسم اللّه الرّحمن الرّحیم
“إن أبناء الشعب الايراني في الجيش والحرس الثوري والأمن الداخلي والتعبئة قد حافظوا على علم الثورة الاسلامية الذي رفعه الإمام الخميني (ره) وآية الله السيد علي الخامنئي وشهداء الثورة الاسلامية من أجل الحفاظ استقلال البلاد وحدة التراب والأمن القومي، مرفوعا في الاعلى، كما أنهم قاموا بتطبيق توجيهات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة في رفع مستوى قدرات الدفاعية وتوسيعها بأقصى درجة ممكنة وتحديث التكتيكات القتالية بما يتناسب مع التهديدات التي يوجهها الاعداء، لن يغفلوا للحظة عن الفتن والتآمر الموجهة ضد البلاد بالطرق الحديثة، وكما اعلنا من قبل أن اي خطأ في حسابات الاعداء في اي زمن وأي مكان سوف يواجه بالرد المماثل.
رغم كل المؤامرات والفتن المثارة من قبل معسكر قوى الهيمنة والصهيونية والرجعية الاقليمية الخبيثة، بدءا من الحرب الاعلامية والهجمة الثقافية والحرب الناعمة حتى الحظر والحرب الاقتصادية والتهديدات العسكرية والحرب النفسية المتواصلة، فان الثورة والجمهورية الاسلامية الايرانية قد تمكنتا في ظل التوكل على الباري تعالى والقيادة الحكيمة للولي الفقيه والاعتماد على الطاقات والقدرات الوطنية والاستراتيجيات الذكية والقوية من تعزيز عمق النفوذ الاستراتيجي والاقتدار الفكري والمعنوي وسعة نطاق العمل المؤثر لتقوية الصحوة والمقاومة الاسلامية والمواجهة المناهضة للاستكبار والهيمنة على الشعوب في جغرافيا العالم الاسلامي وما ابعد من ذلك، وان تحولا في هذا الاطار دور خطاب قدرتهما العملانية الى حقيقة ملموسة ولا تُنكر لاداء دور ثابت وحاسم على الساحة الدولية وفي خنادق العالم الرئيسية.
أن المقاومة الفاعلة والمتقدمة وليست المقاومة الساكنة والانفعالية، والتي تبلورت بتشكيل خلايا المقاومة في العالم الاسلامي والقدرة البارزة في جبهة المقاومة في غرب اسيا ومع فشل مؤامرة داعش العالمية والارهاب التكفيري والحروب النيابية والمشروع المقيت “الشرق الاوسط الكبير” والاجهاض منقطع النظير لمشروع “صفقة القرن”، والتي حولت مسالة خروج اميركا من المنطقة الى مطلب اقليمي بل عالمي، لا شك تعد من الاستراتيجيات الاعجازية والتي لا تصدق التي تحققت في ظل الاستلهام من الافكار والوصايا الخالدة للامام الراحل والاستراتيجيات الحكيمة لقائد الثورة الاسلامية الشجاع (مد ظله العالي) ووحدة ووعي ويقظة الشعب الايراني وملحمة تضحيات القوات المسلحة والمدافعين عن المقدسات (في سوريا والعراق) وفي الطليعة يتلألأ اسم سيد شهداء المقاومة القائد الشامخ الفريق الحاج قاسم سليماني.
في ظل الروح المعنوية والايمان الراسخ للشعب الايراني بالنصرة الالهية وتوجيهات الولي الفقيه، قد فشلت مخططات دوائر الفكر والحرب الاميركية والجبهة المناهضة للثورة في الداخل والخارج، الرامية الى كسر مقاومة وصمود الشعب الايراني واضاف، انه وعلى العكس من مخططات “الطاغوت الاعظم” وقبيلة “الشيطان الاكبر” ، فقد اصبحت منظومة اقتدار وعظمة ورفعة وعزة الوطن الاسلامي اكثر تألقا وعظمة مما مضى بالعبور الشامخ من المنعطفات الصعبة والاحداث الخطيرة، لتشكل رصيدا لصرح “الحضارة الاسلامية الحديثة”.
في ظل الالتزام بتوجيهات واوامر القائد العام للقوات المسلحة الامام الخامنئي اي في اطار استراتيجية “الارتقاء بقدرات الردع” و”تعزيز القدرات الدفاعية الى الحد الاقصى” و”تطوير التكتيكات الهجومية المتناسبة مع التهديدات المتوقعة من جبهة الاعداء”، سوف لن تغل لحظة واحدة عن الفتن المثارة والاحابيل الحديثة ضد الجمهورية الاسلامية، ومثلما اعلنا مرارا فاننا “سنرد بالمثل فورا وبحزم على اي خطأ في الحسابات من قبلهم” .
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من وسائل الاعلام الإيرانية أن قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد “علي خامنئي” سيلقي يوم الاربعاء المقبل خطابا يبث مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الامام الخميني رحمة الله عليه. وسيبث خطاب قائد الثورة في الساعة 11 يوم الاربعاء 3 يونيو/حزيران مباشرة على محطات الاذاعة والتلفزيون الايرانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعية. يذكر ان مراسم الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني (ره) مؤسس الجمهورية الاسلامية تقام سنويا في مرقد الامام الراحل بكلمة قائد الثورة، لكن نظرا الى التعليمات الصحية للجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، بعدم اقامة التجمعات، فلن تقام هذه المراسم العام الجاري في مرقد الامام الخميني (ره).
الجدير بالذكر أن الإمام الخميني (ره) أيقظ الوعي في نفوس الناس أثناء حياته وقيامه بالثورة الاسلامية الإيرانية قبل عدة عقود وأعطاهم حسًا بالاندفاع نحو التحرر. معتمدًا على مبدأ التوكل على الله، رغم قلّة الامكانيات بمواجهة حكم الشاه الطاغي. فقال: “تكليفكم أن تقاوموا، وأن تقاتلوا اسرائيل، و لو كان عددكم قليلاً وإمكاناتكم ضعيفة. اتكلوا على الله و ثقوا بالله سبحانه و تعالى والله ناصركم، والنصر معقود في جبينكم.” وبذلك أثبت أن بالإيمان والارادة تستطيع الشعوب أن تنتصر. وهذا ما ترجمته المقاومة الاسلامية في لبنان التي نجحت في الحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر. كذلك أحيا في الناس ثقافة الحياة الكريمة التي يرفض فيها الإنسان الذل والهوان، وأحيا قيم التضحية والعطاء والجود بالنفس والأهل والمال حتى الشهادة في سبيل قضايا أمتنا وفي سبيل قضايانا المقدسة. وهذا ما أكده الامين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” حين قال في إحدى خطاباته، “لقد أحيا الإمام الخميني (ره) فينا ثقافة نصرة المظلومين والمستضعفين. وأحيا في البشرية كل القيم المعنوية والإيمانية المتصلة بالعلاقة مع الله تعالى..وأحيا فينا ثقافة الثقة بأنفسنا بعد الثقة بالله سبحانه وتعالى”.
والملفت بأن الإمام الخميني (ره) لم يؤثر بالمسلمين وحسب، بل بمختلف الناس. فلم يميز قط بين المظلومين من الديانات كافّة، بل أكد على الوحدة. وكان يخاطب شتي الشعوب المستضعفة، ويحمّل مسؤولية الظلم والجوع والفقر للحكام المستبدين، مشددا على أهمية الثورة. وهذا ما بينته مواقف العديد من الشخصيات المهمة، منهم ممثل المسيحيين الفلسطينيين في ايطاليا الاسقف “كابوتشي” الذي قال، “كان الإمام أبًا لمستضعفي العالم. إنه زعيم روحي، وقائد سياسي، ديني عظيم.. لقد كان انتصار ايران على القوى العظمى في العالم، نتيجةً للإيمان القوي للشعب بالله وقيادة الإمام الخميني (ره)”. كما وقال فيه زعيم الاتحاد السوفييتي السابق “ميخائيل غورباتشوف”، “كان الامام يفكر أوسع من الزمن ولم يكن يتسع له بعد المكان. لقد استطاع أن يترك أثرًا عظيما في تاريخ العالم”.
المصدر/ الوقت