التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

النهج السليم والعطاء بلا حدود؛ الإمام “الخميني” (ره) لا يزال على قيد الحياة في نفوس الملايين 

لقد مرت إحدى وثلاثون سنة على وفاة الإمام “الخميني” (ره)، قائد الثورة ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية وخلال هذه الفترة، شهد العالم العديد من الأحداث، ويرتبط جزء مهم منها بالتأكيد بشخص الإمام الخميني (ره) وتراثه الدائم، أي جمهورية إيران الإسلامية. كانت الحلقة الأولى من هذه الأحداث هي رد فعل أعداء الثورة الإسلامية التي أعلنت عند وفاة هذا الزعيم الإيراني، أن الصراع على السلطة بدأ داخل إيران وزعموا أن هذا الامر سيؤدي إلى حدوث حرب أهلية في إيران ولكن بعد ساعات قليلة فقط من هذا التحليل الانتقامي العدائي، قامت الدائرة الثانية في مجلس الخبراء بدور ذكي؛ وأعلنت من دخل البرلمان الإيراني عن قرار حاسم للغاية وتاريخي، تمثل في انتخاب المرشد الأعلى آية الله خامنئي (حفظه الله) بقيادة الثورة الإسلامية والمرشد الأعلى في أقل من ثلاث ساعات، وهذا القرار الحكيم قد عزز الثورة والنظام الإسلامي جمهورية إيران التي تمكنت خلال السنوات الماضية من لعب دوراً حاسماً وجاداً في تطورات المنطقة ضد إرادة الغطرسة الغربية. الجدير بالذكر أن الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة الطويلة التي وقعت خلال السنوات الـ31 الماضية، هي الاضطرابات المستمرة التي تعيش فيها الولايات المتحدة حالياً، وهذه الاحتجاجات تظهر بأن علامات الصحوة التي أعلن عنها الإمام الخميني (ره) أصبحت واضحة للعيان وعند إلقاء نظرة سريع على الاحداث العالمية الكبرى التي وقعت خلال السنوات الـ31 الماضية، يمكن الادعاء، أنه لو لم يكن هناك الإمام الخميني (ره) ولا الثورة الإسلامية، لكان العالم اليوم يعيش في شكل مختلف.

إن كل هذه الاوصاف التي جاءت في وعاء عمره 31 عامًا، تدفقت من شلال عذب المذاق لرجل يعتبر النسخة الأكثر أيمانًا بالإسلام بعد مئات السنين منذ وفاق النبي محمد (عليه السلام). إن معرفة الإمام الخميني (ره) الدقيقة للإسلام، وتعبيره المدروس والذكي عن دين الإسلام النقي وضميره المتفكر، قد جعل دين الإسلام في أواخر القرن العشرين، أحد أهم الجهات الفاعلة والمؤثرة في تلك الفترة التي كان يعم فيها الفوضى وكانت خطيرة على المجتمع البشري.

لقد كشف الإمام الخميني (ره) عن خطة الإسلام المحمدية النقية وشرح ذلك أثناء الكشف عن ادعاء بعض قادة الدول الإسلامية الذين زعموا أنهم متدينون وأنهم يطبقون الحكم الإسلامي في بلدانهم، حيث كشف الإمام الخميني (ره) عن العديد من الحقائق المهمة عن الإسلام التي نسفت جميع تلك الإدعاءات. الجدير بالذكر أن القيم والتعاليم الإسلامية التي استخلصها الإمام الخميني (ره) من سلوك الإسلام المحمدي، لم تؤثر على هؤلاء القادة وإنما أثرت أيضا على النظام العالمي بشكل عام والأنظمة الاستبدادية في أشكالها المختلفة، حيث فتحت تعاليم الإمام الخميني (ره) جميع الابواب المغلقة للعديد من الناس في جميع أنحاء العالم، وخاصة المسلمين، وفتحت عيونهم وعقولهم على قضايا جديدة تتعلق بالحكومة والحكم، والتي كانت حتى ذلك الحين قد تم تحديدها وتنفيذها بإرادة الأقوياء في هذا العالم.

الجدير بالذكر أن الإمام الخميني (ره) أيقظ الوعي في نفوس الناس أثناء حياته وقيامه بالثورة الاسلامية الإيرانية قبل عدة عقود وأعطاهم حسًا بالاندفاع نحو التحرر. معتمدًا على مبدأ التوكل على الله، رغم قلّة الامكانيات بمواجهة حكم الشاه الطاغي. فقال: “تكليفكم أن تقاوموا، وأن تقاتلوا اسرائيل، و لو كان عددكم قليلاً وإمكاناتكم ضعيفة. اتكلوا على الله و ثقوا بالله سبحانه و تعالى والله ناصركم، والنصر معقود في جبينكم.” وبذلك أثبت أن بالإيمان والارادة تستطيع الشعوب أن تنتصر. وهذا ما ترجمته المقاومة الاسلامية في لبنان التي نجحت في الحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر. كذلك أحيا في الناس ثقافة الحياة الكريمة التي يرفض فيها الإنسان الذل والهوان، وأحيا قيم التضحية والعطاء والجود بالنفس والأهل والمال حتى الشهادة في سبيل قضايا أمتنا وفي سبيل قضايانا المقدسة. وهذا ما أكده الامين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” حين قال في إحدى خطاباته، “لقد أحيا الإمام الخميني (ره) فينا ثقافة نصرة المظلومين والمستضعفين. وأحيا في البشرية كل القيم المعنوية والإيمانية المتصلة بالعلاقة مع الله تعالى..وأحيا فينا ثقافة الثقة بأنفسنا بعد الثقة بالله سبحانه وتعالى”.

والملفت بأن الإمام الخميني (ره) لم يؤثر بالمسلمين وحسب، بل بمختلف الناس. فلم يميز قط بين المظلومين من الديانات كافّة، بل أكد على الوحدة. وكان يخاطب شتي الشعوب المستضعفة، ويحمّل مسؤولية الظلم والجوع والفقر للحكام المستبدين، مشددا على أهمية الثورة. وهذا ما بينته مواقف العديد من الشخصيات المهمة، منهم ممثل المسيحيين الفلسطينيين في ايطاليا الاسقف “كابوتشي” الذي قال، “كان الإمام أبًا لمستضعفي العالم. إنه زعيم روحي، وقائد سياسي، ديني عظيم.. لقد كان انتصار ايران على القوى العظمى في العالم، نتيجةً للإيمان القوي للشعب بالله وقيادة الإمام الخميني (ره)”. كما وقال فيه زعيم الاتحاد السوفييتي السابق “ميخائيل غورباتشوف”، “كان الامام يفكر أوسع من الزمن ولم يكن يتسع له بعد المكان. لقد استطاع أن يترك أثرًا عظيما في تاريخ العالم”

إن شخصية الإمام الخميني (ره) النقية والمتحضرة من جهة وروحه المليئة بالروحانية وزهده بالحياة الدنيا، فضلاً عن نظرته الدقيقة والحادة للحكومة والسلطة، قد ساعدت على إقامة العدل والقضاء على الاضطهاد وإعادة الحقوق للمظلوم من الظالم وهذا الامور كانت بالضبط ما عمله وحارب من أجله أنبياء الله سبحانه وتعالى؛ وهنا تجدر الاشارة أنه كان لهذه الحركة النبوية التي قام بها الامام الخميني (ره)، نتائج ملحوظة، بما في ذلك:

1. استمرار تدفق فكر الإمام الخميني (ره) إلى نهاية الزمان. لقد قدم الإمام الخميني (ره) موضوع الإسلام المحمدي النقي وقدم المسلمين وحتى غير المسلمين لهذا الإسلام، وقدمهم إلى الفكرة والمدرسة التي مهدت الطريق للخلاص لهذا الرجل الذي سئم من الظلم والاستبداد ولهذا عند وفاة الامام الخميني (ره)، بقيت ذاكرته وفكره ومدرسته وستبقى، وسوف تلعب دورًا بارزاً في السنوات والعقود القادمة.

2. اختيار بديل مناسب للإمام الخميني (ره). إن ما جعل تفكير الإمام الخميني (ره) ومدرسته أقوى وأكثر وضوحًا هو قيادة المرشد الأعلى سماحة السيد علي خامنئي (حفظه الله) بعد وفاة الإمام الخميني (ره). ففي الأيام الأولى من قيادته، ذكر صراحتاً أن طريقنا هو طريق الإمام الخميني (ره)، وأعلن خلال تلك الفترة عن إخلاصه وولائه لمسار الإمام الخميني (ره).

وفي الوقت نفسه، فإن النقطة المهمة هي الدور الحاسم للغاية للزعيم الأعلى سماحة السيد علي خامنئي (حفظه الله) في تعزيز ومواصلة طريق الإمام الخميني (ره) وفكره وكأن الإمام الخميني (ره) نفسه لا يزال في موقع القيادة وهذا الشعور شعر به أعداء النظام وأصدقائه وشاهدوه خلال المواقف الذكية التي قام بها سماحة السيد علي خامنئي (حفظه الله) وتعامله مع العديد من الاحداث والتطورات السياسية خلال السنوات الماضية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق