نتنياهو يفضح خلافاته مع واشنطن حول خطة الضم
انتشرت أخبار الخلافات بين واشنطن والكيان الصهيوني حول خطة الاحتلال في ضم أجزاء من الضفة الغربية، كالنار في الهشيم، حيث أوضح رئيس الوزراء الصهيوني، “بنيامين نتنياهو”، أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تعطهم بعد الضوء الأخضر لفرض سيادة احتلالهم على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
خلافات متصاعدة
ذكرت ما تسمى هيئة البث الإسرائيلي، الاثنين 8 يونيو/حزيران، نقلاً عن رئيس الوزراء الصهيوني، “بنيامين نتنياهو”، خلال اجتماع مع عدد من رؤساء المستوطنات، أنَّ هناك خلافات في الرأي مع الإدارة الأمريكية حول مساحة الأراضي التي سيتم ضمها والتي تحيط بالمستوطنات المعزولة.
وأشار نتنياهو إلى أنَّ المطلب الأمريكي الوحيد من الكيان الصهيوني وفق خطة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، هو اتفاق مبدئي على خوض مفاوضات مع الفلسطينيين، مبيناً أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تحدد ما يراد التحاور عليه مع السلطة الفلسطينية، بخلاف موقف كيان الاحتلال الصهيوني.
وبهذا الصدد؛ كشف رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن نيته في إشراك رؤساء المستوطنات فيما سماها “عملية رسم الخرائط”، وقال أنَّ كيان الاحتلال سيحتفظ بالسيطرة الأمنية وحرية التنقل كما هو في الفترة الحالية، على حد تعبيره.
من ناحية أخرى، أقر رئيس الوزراء بالإنابة، رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الاحتلال الصهيوني “بيني غانتس”، خلال اجتماع مغلق مع أقطاب حزب “كاحول لافان”، بوجود حوار مع الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى جهات أخرى لم يذكرها، حول خطة الضم، مشدداً على ضرورة أن يكون هذا الحوار متوازناً، ما يعكس حجم تأزم الخلافات مع الجانب الأمريكي.
وفي غضون ذلك، أشار وزير خارجية الكيان الصهيوني، “غابي اشكينازي”، إلى أنَّ الحزب غير ملتزم بالخطة بشكل مطلق، مضيفاً أنَّه يجب التمهل إلى أن تطرح الخطة على طاولة المفاوضات قبل البت في الأمر.
فرنسا تهدد
عبرت فرنسا عن نواياها في تغيير موقفها السياسي تجاه كيان الاحتلال الصهيوني في حال تطبيق خطة ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، حيث ألمحت باريس إلى نيتها في تغيير موقفها التقليدي إزاء مسألتي مكانة القدس وسيادة السلطة الفلسطينية في حال تعنث الكيان الصهيوني و رفضه الانصياع للمطالبات الدولية، في التوقف عن خططه الاحتلالية.
وفي السياق ذاته، توقع السفير الفرنسي لدى كيان الاحتلال الصهيوني، “أريك دانون”، أن تشهد العلاقات بين فرنسا والكيان فترة معقدة في حال قرر الصهاينة تطبيق خطة الضم، مشيراً إلى أنَّ قصر الإليزيه سيعمل من أجل خلق حوار مع كيان الاحتلال من أجل الدفع بعجلة “الحلول الجديدة” إلى الامام، مضيفاً أنَّ الضغوط تتزايد على باريس لتغيير مواقفها حيال القضايا الجوهرية المتعلقة بفلسطين، مشدداً على أنَّ أيّ تغيير سيلحق بالسياسة الفرنسية، سيتخذ من قبل رئيس البلاد “إيمانويل ماكرون”، على أساس المصالح الفرنسية الحيوية، وفقاً لما نقلته مواقع إخبارية.
رفض داخلي وخارجي
قوبلت خطط الكيان الصهيوني برفض واسع على المستويين الإقليمي والدولي، ناهيك عن التهديدات الفلسطينية التي وُصفت بالجدية حيال خطة الضم، بالإضافة إلى أنَّ ممثلي المستوطنين و ما يسمى “الحركة الدينية الوطنية الإسرائيلية” يعارضون خطة الولايات المتحدة الأمريكية، كما يرفضون إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية المحتلة، لأن هذا من شأنه أن يبقي 19 مستوطنة منعزلة ومحاطة ببلدات فلسطينية، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
ومما ينبغي ذكره، أنَّ حكومة الاحتلال الصهيوني تسعى لتطبيق خطة الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، لضم مستوطنات الاحتلال ومنطقة غور الأردن ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، ومن المحتمل تقديم مقترحات خطة الضم إلى برلمان الكيان الصهيوني للموافقة عليها في تموز/يوليو القادم.
بناء على ما تقدم؛ لا يبدو أنَّ خطة الضم ستسير كما يشتهي نتنياهو وكيان احتلاله، مع ارتفاع حدة الخلافات مع الأمريكيين، وتغير النبرة الغربية في التعاطي مع الكيان الصهيوني، ما يسجل نقاط قوة إضافية تعزز الموقف الفلسطيني، وربما تدق هذه الخلافات قريباً مسمارها الأخير في نعش خطة الضم الإسرائيلية التي لن تمر بأي حال من الأحوال، وفقاً للمعطيات الحالية.
المصدر/ الوقت