التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

نشر قوات لواء “القدس” في شمال غرب سوريا؛ هل سينتقم “بوتين” من “أردوغان” في محافظة إدلب 

تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية “حكومة مقرها طرابلس ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة” وبدعم واسع من الحكومة التركية يوم الجمعة الماضي، من التقدم واستعادة العديد من المناطق القريبة من العاصمة الليبية طرابلس. كما تمكنت تلك القوات الحكومية من شن عدد من العمليات العسكرية الناجحة ضد قوات الجنرال “خليفة حفتر” (المدعوم من قبل السعودية والإمارات ومصر وفرنسا وروسيا). وحول هذا السياق، أشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في ليبيا إلى تفاصيل هذه العمليات العسكرية، حيث قال: “شنت قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية عدد من الهجمات العسكرية الناجحة من المناطق الشرقية من محافظة مصراتة وتمكنت من التقدم والوصول إلى المناطق الشمالية والساحلية من محافظة سرت وذلك من أجل السيطرة على هذه المحافظة الليبية الاستراتيجية والهامة”.

ولفت هذا المصدر الميداني إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطنية نفذت تلك العمليات بمساعدة الإرهابيين المرسلين من سوريا والمستشارين والقوات الجوية التابعة للجيش الليبي، مضيفًا أن تلك العمليات بدأت في المرحلة الأولى من منطقة “أبو قرين” وتقدمت نحو مدينة “سرت” التي لا تزال قابعة تحت سيطر قوات الجنرال “حفتر”. وتزامنًا مع تقدم القوات المدعومة من أنقرة ونقل آلاف الإرهابيين إلى ليبيا من شمال غرب سوريا، تم إرسال معدات عسكرية ثقيلة وجديدة إلى محاور “كفر نبل، وسراقب، ومعرة النعمان” الواقعة في جنوب وجنوب شرق محافظة إدلب.

وعلى صعيد متصل كشفت العديد من التقارير الميدانية أنه بالتزامن مع نشر قوات جديدة ونقل معدات عسكرية ثقيلة بالقرب من خطوط التماس مع المناطق الجنوبية الغربية المحتلة من محافظة إدلب، شنت الجماعات الإرهابية هجمات واسعة النطاق خلال الايام الماضية ضد قوات الجيش السوري. وأشارت تلك المصادر الميدانية التي تتابع عن كثب التطورات في شمال غرب سوريا إلى تفاصيل عملية العناصر الإرهابية، حيث قالت: “لقد بدأ الإرهابيون المتمركزون في المحور الجنوبي الغربي لمدينة إدلب وشمال غرب حماة هجماتهم الإرهابية حوالي الساعة 3 مساءً من يوم الإثنين الماضي”.

ولفتت تلك التقارير الميدانية، إلى أن مجموعات إرهابية، من بينها جماعة “حراّس الدين”، نفذت هجمات إرهابية من ضواحي بلدتي “العنكاوي والقاهرة” على محور سهل “الغاب”، وقامت أيضا بإرسال بعضاً من عناصرها وعدد من العربات الانتحارية إلى مواقع قوات الجيش السوري في بلدتي “طنجرة والفطاطرة” شمال غرب حماة وجنوب غرب إدلب. وتشير أحدث المعلومات إلى أن وحدات الطائرات بدون طيار حلقت خلال الايام القليلة الماضية باستمرار في سماء المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من محافظة إدلب، وذلك من أجل مراقبة تحركات الجماعات الإرهابية في الأراضي التي لا تزال قابعة تحت سيطرتهم. ولفتت تلك المعلومات إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه القوات البرية لشن عملية عسكرية محتملة في الجزء الجنوبي من محافظة إدلب، استهدف مقاتلو سلاح الجو في الجيش السوري قافلة عسكرية إرهابية لعناصر من “جبهة النصرة” في الجزء الغربي لمحافظة حلب، ما أدى إلى وقوع إصابات فادحة في صفوف الإرهابيين.

وأضافت تلك التقارير الميدانية: “في نفس الوقت الذي وقعت فيه الهجمات والمواجهات بين العناصر الإرهابية وقوات الجيش السوري، حلقت المقاتلات الروسية واستهدفت مواقع الجماعات الإرهابية في جنوب غرب محافظة إدلب وشمال غرب حماة وألحقت بها أضرار كبيرة”. وعلى صعيد متصل، ذكر مصدر ميداني أن مقاتلت الجو الروسية، إلى جانب المدفعية والوحدات الصاروخية، استهدفت مواقع للعناصر الإرهابية في بلدات وقرى “قوقفين، والعنكاوي، وكفر عويد، والموزرة، وقلدين، والقاهرة، والزقوم، والحلوبة، والطنجرة، والفطاطرة، والفطيرة، وسفوهن، ..” وألحقوا خسائر مادية وبشرية فادحة بالعناصر التكفيرية المدعومة من تركيا.

وفي سياق متصل، ذكر مصدر ميداني أن الطائرات المقاتلة السورية هاجمت قافلة تابعة للعناصر الإرهابية في بلدة “تقاد” بعد تلقي معلومات دقيقة وقتل وجرح عدد من العناصر الإرهابية في هذه العملية، ودُمرت عدة مركبات عسكرية. الجدير بالذكر أنه عشية بدء العملية، أبدى سلاح الجو السوري استعداده للقيام بهذه العملية العسكرية وكشف أن تسّلم عدد من مقاتلات “ميغ 29” من روسيا قبل بضعة أيام.

يبدو أن العملية العسكرية المحتملة لقوات الجيش السوري في جنوب محافظة إدلب ستتم على عدة مراحل مع إعطاء الأولوية لتأمين طريق “حلب – اللاذقية” وتطهير المناطق المحتلة حتى مدينة “جسر الشغور” المهمة والاستراتيجية. وإذا نجحت هذه العملية، سيتم تأمين جميع المناطق جنوب طريق “حلب – اللاذقية” السريع، بما في ذلك المناطق الواقعة جنوب إدلب، وشمال غرب حماة وشمال شرق اللاذقية، ومدينة إدلب التي تعتبر قلب وعاصمة العناصر التكفيرية والإرهابية.

ووفقًا لأحدث المعلومات، فلقد تمكنت القوات السورية الجديدة، بعد إرسالها إلى مناطق النزاع، من وقف تقدم الإرهابيين تمامًا في المرحلة الأولى، ثم بدأت عملية هجوم مضادة لاستعادة هاتين البلدتين والسيطرة عليهما. وبحسب مصادر ميدانية، تمكنت قوات الجيش السوري من تحرير بلدتي “الطنجرة والفطاطرة” وتطهيرهما بالكامل من العناصر الإرهابية بعد اشتباكات عنيفة وشديدة، وتمكنت من دفع الإرهابيين إلى الإنسحاب إلى بلدة “العنكاوي”. وخلال الاشتباكات التي وقعت لاستعادة هاتين المدينتين، قتل أكثر من 45 إرهابياً وجرح العشرات، ووقعت أضرار جسيمة لمعداتهم العسكرية واستشهد خلال تلك الاشتباكات جندي سوري.

ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أنه في الوقت التي تمكنت فيه القوات السورية من القيام بعمليات عسكرية مضادة لتطهير واستعادة بلدتي “الطنجرة والفطاطرة”، انتشرت العديد من التقارير التي تفيد أن قوات لواء “القدس” قامت بتعزيز مواقعها في المحور الجنوبي لمحافظة إدلب. وإذا تمكن الجيش السوري ومقاتلو جبهة المقاومة في المحور الجنوبي الغربي لمحافظة إدلب وشمال غرب محافظة حماة من الاستيلاء والسيطرة على بلدة “العنكاوي” والمناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من مدينة “الزاوية”، بما في ذلك بلدات “صفوهن وكفر عويد وفليفل وحلوبي وجبل البراغيثي”، بالإضافة إلى توفير الأمن والأمان للمناطق الواقعة في جنوب غرب محافظة إدلب، ومحاصرة الإرهابيون في شمال غرب محافظة حماة والقضاء عليهم بالكامل.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية أنه رداً على استعدادات الجيش السوري المكثفة لهذه العملية العسكرية، كثفت الحكومة التركية عملياتها وأرسلت معدات عسكرية ثقيلة وجديدة إلى الجماعات الإرهابية في المناطق الوسطى والجنوبية من محافظة إدلب. وبحسب تلك المصادر، فإن الجيش التركي موجود في الأراضي المحتلة بمحافظة إدلب بكل قوته، بالإضافة إلى قيامه خلال الفترة الماضية بزيادة عدد قواته وإرسال معدات عسكرية ثقيلة، وتسليم العناصر الإرهابية الموالية لها العديد من الصواريخ المضادة للطائرات.

ووفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها، تقوم عناصر إرهابية، بما في ذلك “الجبهة الوطنية للتحرير”، بتدعيم وتعزيز مواقعها على محور جبل “الزاوية” جنوب محافظة إدلب وعلى طريق “حلب – اللاذقية” الدولي، حتى يتمكنوا من الدفاع عن مواقعهم التي لا تزال تحت سيطرتهم. كما قامت الجماعات الإرهابية بنقل المعدات العسكرية الثقيلة، بما في ذلك المدفعية، إلى منطقتي “البارة ودير سنبل” التابعة لجبل “الزاوية”. ولفتت تلك المعلومات أنه تم إرسال مئات العناصر الإرهابية من “تركستان وأوزبكستان وغيرهما” إلى هذه المناطق؛ وقد دعا قادة الجماعات الإرهابية العناصر الواقعة تحت قيادتهم إلى أن تكون في حالة تأهب قصوى، حيث قد تبدأ عملية قوات الجيش السوري في أي لحظة.

تُظهر التطورات الميدانية أن عملية تطهير الأراضي المحتلة في شمال غرب سوريا، تهدف إلى الضغط على تركيا في ليبيا، وعلينا الآن أن ننتظر مقاومة “أردوغان” في محافظة إدلب في الأيام المقبلة وهل سوف يمضي قدما كما يشاء، أو أنه على عكس ما يحدث في ليبيا، سيفشل وسيضطر في نهاية المطاف إلى خسارة العديد من النقاط. يبدو أن تطورات الميدانية في ليبيا وسوريا متشابكة، حيث تحاول روسيا أن تأخذ الهزائم الأخيرة لقواتها الداعمة للجنرال “حفتر” في ليبيا في ساحات معارك سوريا من تركيا وتوازن القوى.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق