التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

“الجهل المقدّس” يقسم الشارع المصري بين مؤيّدٍ ومعارض الأربعاء 25 شوال 1441 

أثارت مجلة “روز اليوسف” المصرية جدلاً واسعاً في البلاد، بعد نشرها غلافاً في أحد أعدادها الأخيرة، يتضمّن صورة لأسقف عام كنائس وسط القاهرة، السكرتير السابق للمجمّع المقدس والمرشح البابوي، “الأنبا رافائيل”، بالإضافة إلى صورة المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين “محمد بديع”، القابع في السجن، تحت عنوان “الجهل المقدس”، ما أثار موجة غضب واستنكار عارمة في الأوساط المصرية.

ردّ الكنيسة

عبّرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن استنكارها ورفضها للعمل الذي قامت به صحيفة “روز اليوسف”، مطالبة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، “تواضروس الثاني”، بمحاسبتها.

واعتبرت الكنيسة في بيان لها، السبت المنصرم، أنَّ ما قامت به المجلة يعدّ تطاولاً على الكنيسة الوطنية في شخص أحد أساقفتها، بالإضافة إلى وضع صورته على غلافها أسوة بصورة أحد خائني الوطن، وفق ما ذكر البيان، وقالت الكنيسة أنَّها تنتظر ردّ الاعتبار الكامل، مع احتفاظها بالحقّ القانوني في مقاضاة المسؤول عن تلك القضية.

وبهذا الصدد؛ قرّرت الهيئة الوطنية للصحافة إجراء تحقيق فوري، وإحالة رئيس تحرير مجلة “روز اليوسف” للتحقيق، بسبب الإساءة للكنيسة، كما تعرّض المحرّر المسؤول عن الملف القبطي في المجلة، للتوقيف حتى انتهاء التحقيق، وقرّرت الهيئة الوطنية للصحافة تقديم اعتذار للكنيسة، مطالبة المجلة بتقديم اعتذار عن الإساءة التي تضمنها الغلاف.

أكثر من ذلك؛ قال عضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية، “عمرو بدر”، في مقال له حول أزمة مجلة “روز اليوسف”، أنَّ حقّ الرد غائب في الصحافة المصرية، مبيناً أنَّ أصعب ما تعرضت له الصحافة المصرية خلال السنوات الأخيرة هو “المنع من المنبع”، على حدّ تعبيره، معتبراً أنَّ القمع والصراخ والتهديد والإرهاب المعنوي والنفسي، هو الرد على كل من يحاول أن يكتب أو يفكر أو يجتهد، مستهجناً طريقة التعامل مع الصحيفة، وقال” كان من الممكن أن يطلب ردّاً أو تصحيحاً أو توضيحاً من قبل المجلة دون اللجوء للمنع والقمع والتحقيق والتفتيش في الضمائر”، على حدّ وصفه.

وفي هذا السياق، أورد الكاتب والصحفي المصري، “حازم حسني”، نصوصاً قانونية حول حرية الرأي والتعبير، منها “إنَّ كل من يتصدّى لعمل عام يتحمّل حتماً مسؤولية تصدّيه الأدبية والقانونية وما يلازم ذلك من التعرّض لوطأة حرية الفكر والرأي على صورة أشدّ مما يتعرّض لها الفرد العادي الذي لم يطمع في الامتياز على غيره بالتعرّض لقيادة الناس أو إرشادهم أو الإشراف على مصالحهم أو تدبير أمورهم، وفقاً لما ذكرته مواقع إخبارية.

الإخوان لا بواكي لهم

قال الصحفي المصري “أحمد عطوان”، في تعليق على الحادثة، أنَّ الإسلاميين لا بواكي لهم، بسبب سجن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين “محمد بديع”، واصفاً مجلة “روز اليوسف”، بالمؤسسة الصحفية الأكثر عداء للإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أنَّ منهج المجلة هو الطعن في الإسلام وتشويه الأحكام والشريعة الإسلامية، مبيناً أنَّ صفحات المجلة تنزف حقداً ضد الشيخ الشعراوي والأزهر والرموز الإسلامية، بزعم أن المجلة تدعم الفكر اليساري ومن وصفهم بحماة الأيديلوجية الشيوعية، مذكّراً أنَّه لم تتم محاسبتهم في السابق بحجة “حرية الرأي والتعبير” لكن الحادثة الأخيرة غيرت كل المعادلات من أجل عيون الكنيسة، على حد تعبيره.

ومن الجدير بالذكر، أنَّ البابا تواضروس ورجال الكنيسة أصدروا بياناً كنسياً غاضباً يرفض وضع الأنبا القبطي بجوار ما أسموه الخائن، في إشارة إلى مرشد الإخوان، معتبرين أنَّ نشر صورة رجل الكنيسة تمثل إساءة بالغة تستوجب المحاكمة.

إذن.. قسمت حادثة مجلة “روز اليوسف”، ردود أفعال الأوساط المصرية بشدّة، بين مدافع عن الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير، ومهاجم للأدوار المشبوهة التي تنطوي تحت هذه العناوين البراقة، التي يمكن وبكل سهولة أن تستخدم شمّاعة لتشويه الحقائق وتمرير الأهداف.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق