ردّاً على خطط الضم.. الملك الأردنيّ يرفض مكالمة نتنياهو ومقابلة غانتس
وسط الغضب العارم الذي يشهده الشارع الأردنيّ بسبب الخطة الإسرائيليّة التي اقترحها الرئيس الأمريكيّ، “دونالد ترامب”، لقضم أجزاء من الضفة الغربيّة المحتلة، رفض الرئيس الأردنيّ، الملك “عبدالله الثاني”، إجراء اتصال هاتفيّ مع رئيس وزراء الكيان الصهيونيّ، “بنيامين نتنياهو”، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينيّة نقلاً عن مصادر أردنيّة، كما أشارت إلى أنَّ الملك الأردنيّ رفض تحديد موعد مع رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الاحتلال الصهيونيّ، “بيني غانتس”، الذي طلب لقاءه، في ظل التأزم المتزايد في العلاقات الأردنيّة مع الكيان الغاصب، بعد خطة الضم التي يعزم نتنياهو تطبيقها في الأول من يوليو/أيار القادم.
تدهور في العلاقات
تدهور ظاهريّ واضح في العلاقات الأردنيّة مع كيان الاحتلال الصهيونيّ، التي شهدت تحديات متكررة في السنوات الأخيرة، كان أشدّها التهديدات التي أطلقتها عمان بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب إذا مضى قدماً في تطبيق خطة الضم.
وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، في 16 يونيو/حزيران الفائت، نقلاً عن مصادر في الديوان الملكيّ الأردنيّ أنّ الملك “عبد الله الثاني” رفض تلقي مكالمات هاتفية “متكررة” من رئيس وزراء الكيان الصهيونيّ، “بنيامين نتنياهو”.
كذلك، أكّدت وكالة “معا” الفلسطينية في تقرير لها، نقلاً عن مسؤول أردنيّ، أنَّ عمان ترفض تحديد موعد لعقد اجتماع لمناقشة خطط الضم مع “بيني غانتس”، الذي سعى إلى تنسيق هذه الخطوة مع مجموعة أكبر من الحلفاء إضافة إلى أمريكا، لكن الرفض الأردنيّ كان حازماً، وحذّر الملك عبد الله ثاني من احتمالية أن تؤدي هذه الخطوات إلى “نزاع واسع النطاق”.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الإسرائيليّ في الشؤون العربية، “جاكي حوجي”، أنَّ انعدام الثقة بين عمان و “تل أبيب” أصبح عميقاً، ومؤشراته تتبين بشكل واضح في أزمة الضم، مبيناً أنّ المملكة الأردنية تفكر بشكل جديّ في مراجعة اتفاق السلام مع العدو الصهيونيّ، بحسب ما ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية.
ومن الجدير بالذكر أنَّ المملكة الأردنية و مصر هما الدولتين العربيّتين اللتين تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية مع الكيان الصهيونيّ الغاشم.
ماذا عن دول الخليجية؟
هددت خطة ترامب وطفله المدلل، رئيس وزراء الكيان الصهيونيّ، “بنيامين نتنياهو”، في قضم 30% من مساحات الضفة الغربية المحتلة، بإلغاء سنوات من العمل الدبلوماسي لتشكيل علاقات “غير علنية” مع الدول الخليجية، حيث حذر سفير الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، “يوسف العتيبة”، الجمعة المنصرم، من أنَّ أبو ظبي ستجمد عملية التطبيع إذا تم تنفيذ خطة الضم.
وفي غضون ذلك، أكد مسؤول دبلوماسيّ إسرائيليّ في وقت سابق، أنَّ وتيرة تطور العلاقات بين الكيان الصهيونيّ ودول الخليجية ستتباطأ أو ربما تتوقف نتيجة لقرار الضم، ما يجعل نهج التطبيع الخليجيّ العلنيّ مع الكيان على حافة الهاوية.
ومما ينبغي ذكره أنَّ بقية الدول الخليجية لم تعلق على خطط الضم الإسرائيلية، والتزمت صمتاً بدا أنَّه أفضل من تعليقهم، فمن سيثق بتلك الدول بعد كل الأنباء التي تبرهن سعيهم الواضح لتعزيز العلاقات مع العدو الصهيونيّ، والتي ربما تصل في الأيام القادمة إلى فتح سفارات وإقامة علاقات رسميّة معه.
علاوة على ما تقدّم، أمر الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، حكومة الكيان الصهيونيّ، بالتريث في تطبيق خطة قضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة بعد المعارضة الحازمة من قبل المملكة الأردنية لقرار الضم الأحادي.
يذكر أنَّ أول علاقات دبلوماسية بين المملكة الأردنية وكيان الاحتلال الصهيونيّ كانت عام 1994، حيث تم توقيع معاهدة “سلام” في ذلك الحين، فيما كانت تربط بينهما علاقات لم تكن علنية قبل هذه المعاهدة، وفق ما ذكرت مواقع إخبارية.
في خضم كل هذه التطورات يبدو أنَّ الرياح لن تجرى كما يشتهي نتنياهو وداعميه، لكن معركة الفلسطينيين ليست بهذه السهولة خاصة وأنَّ خصومهم المطبعين من أبناء أمّتهم ليسوا أقل خبثاً من أعدائهم الصهاينة ومن خلفهم، فما من يوم يمر إلا ويتناهى إلى مسامعنا خبر جديد يظهر ازدياد حجم التطبيع المذل والخنوع المقرف لعدو مارس أبشع الأساليب المتوحشة والدموية ضد أبناء الأمة العربية بشكل عام وأبناء فلسطين على وجه التحديد.
المصدر/ الوقت