التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

بولتون يكشف خدعة الانسحاب الأمريكي من سوريا وتمهيد الطريق لأردوغان للانقضاض على الأكراد 

سياسة ـ الرأي ـ
كشفت “ذا ناشيونال إنترست”، كواليس انسحاب الجيش الأمريكي المفاجئ في يناير 2018 من شمال شرق سوريا وإفساحه المجال أمام تركيا للتوغّل وضرب المقاتلين الأكراد.

وجاء في تقرير الصحيفة تحت عنوان: “حصريا: جون بولتون يسرد كيف أسس صقور إيران كارثة ترامب للسوريين الأكراد”.

وكتب بولتون في كتابه المزمع إصداره غدا، عن رؤية العديد من المسؤولين الأمريكيين لمقاتلي “قوّات سوريا الديموقراطية” (قسد) الذين دعمتهم واشنطن في الحرب على الإرهاب.

واللافت أن نظرة معظمهم لم تكن إيجابية إلى تلك القوات، أقله عند المقارنة بنظرتهم إلى تركيا.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أقرب إلى “قسد” من وزارة الخارجية، على الأرجح بسبب علاقتها المباشرة مع المقاتلين الذين ترعاهم.

لذلك شكل قرار ترامب المفاجئ السبب المباشر الذي دفع وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس إلى تقديم استقالته من منصبه في الشهر نفسه.

وكان هدف بولتون الأساسي وسائر الصقور إزاء إيران، من خلال الإبقاء على القوات الأمريكية في سوريا، مواجهة طهران وموسكو ورأوا أن التحالف بين واشنطن و”قسد” ليس سوى إلهاء عن هذا الهدف.

ويضيف التقرير أن الصقور “تركوا النزاع التركي-الكردي يتصاعد حتى خرج عن السيطرة”.

لم يكن بولتون يحب “قسد” لأنّها امتداد لمنظمة يسارية (حزب العمال الكردستاني) لكنه في الوقت نفسه، تخوف من أن يؤدي التخلي عنها إلى دفعها باتجاه إيران وإلى تآكل ثقة حلفاء واشنطن بالأمريكيين.

ووصف بولتون سياسة الدبلوماسي الأمريكي جيمس جيفري المحابية للأتراك بأنها “بلاء مزمن لوزارة الخارجية حيث يصبح المنظور الخارجي أهم من منظور الولايات المتحدة”.

ويضيف التقرير نقلا عن الكتاب، أن بولتون دخل في صراع مع ماتيس لأنّه كان يركّز على داعش عوضا عن إيران، لكنّهما اتّفقا على ضرورة إبقاء الولايات المتّحدة جنودها في المنطقة.

وساهم الضغط الإعلامي الكبير على قرار ترامب بتغيير الصورة، فأجرى الرئيس الأمريكيّ اتصالا كان الثاني مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان قائلا له إنه يؤيد وجود الجيش التركي في المنطقة “طالما أنه يهاجم داعش لا الأكراد”.

وسط هذا التذبذب، تدخل رئيس هيئة الأركان حينها الجنرال جوزف دانفورد لتدوير الزوايا، قائلا إنه لا يزال بحاجة لبضعة أسابيع كي ينهي الحرب على “داعش”.

وجد دانفورد أن القادة الأتراك “كانوا يبحثون عن أسباب يمكن أن يستخدموها لتفادي قيادة عمليات عسكرية جنوبي حدودهم، والقول بشكل متزامن إنّهم كانوا يحمون تركيا من هجمات إرهابيّة”.

وكان يرى أن قائد “قسد” الجنرال مظلوم عبدي تمتع بخيارات “محدودة جدا” وأنّه رغب بالنظر في “بعض الضمانات”.

ويكتب بولتون أن ترامب تجاهل تحذيرات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول مصير الحرب على داعش.

وأعلن أن تركيا ستتكفّل ببقايا التنظيم فرد ماكرون بالقول إنّ “تركيا كانت مركّزة على مهاجمة الأكراد، وستقيم تسوية مع داعش”.

وتابع الموقع نقلا عن كتاب بولتون أن بومبيو قال أيضا إن “أردوغان لا يهتمّ بداعش”.

وذكر بولتون أنّ أردوغان سعى إلى تطمين ترامب حول النظرة الإيجابية المتبادلة بين الأكراد وتركيا قائلا إنّ مشكلة أنقرة هي مع “حزب العمال الكردستاني” و”حزب الاتحاد الديموقراطي” و”وحدات حماية الشعب الكردية” التي لا تمثل الشعب الكردي.

وقال بولتون: “لقد سمعنا كل ذلك من قبل، وكان ذلك البروباغندا المعيارية لنظام إردوغان”.

وسبق للرئيس التركي أن رفض استقبال بولتون في 8 يناير 2019 بسبب تصريحات أدلى بها خلال زيارته الأراضي المحتلة حين قال إن “على أنقرة الموافقة على حماية حلفاء واشنطن الأكراد في سوريا”.

وما انتهت إليه الأمور لاحقا لم يكن انسحابا للجيش الأمريكي بل أقرب إلى إعادة تموضع إذ لا يزال هناك حوالي ألف جندي أميركي في سوريا يحرس معظمهم الحقول النفطية أقصى شرق البلاد والتي يشرف عليها الأكراد.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق