التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 30, 2024

لماذا زار رئيس وكالة الاستخبارات الإسرائيلية العراق سرا 

زار رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية “الموساد” مؤخراً قاعدة “عين الأسد” الأمريكية غرب العراق.

هذا النبأ أورده موقع “ديفنس وان” الأمريكي، وقال إن رئيس المخابرات الإسرائيلية “يوسي كوهين” وخلال جولته الخارجية إلى الشرق الأوسط، قام بزيارة غير معلنة للعراق والتقى ببعض المستشارين الأمريكيين في قاعدة “عين الأسد” في غرب البلاد.

ويقال إن هدف يوسي كوهين كرئيس الموساد ومستشار رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، هو إقامة علاقات استراتيجية مع بعض المسؤولين العرب، وزيارته لعين الأسد هي محاولته الأولى لتحقيق هذا الهدف.

وفي وقت سابق، أفادت قناة “کان” الإسرائيلية أن يوسي كوهين سيتحدّث مع القادة والزعماء العرب في الأيام المقبلة، بما في ذلك قادة مصر والأردن، لمناقشة خطط ضمّ أجزاء من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة، وتهدف المحادثات إلى الاستماع إلى مواقف قادة الدول العربية تجاه خطة ضم الضفة الغربية، وردودهم على تنفيذ هذه الخطة.

أمريكا تواصل انتهاك استقلال العراق وسيادته

بغضّ النظر عن أهداف زيارة سرية يقوم بها مسؤول صهيوني لقاعدة عسكرية في العراق، إلا أنّ ما يسلّط الضوء على هذه الزيارة أكثر من أي شيء آخر، هو إصدار تصريح لمسؤول صهيوني لزيارة العراق.

لا توجد بين العراق والكيان الصهيوني علاقات سياسية واقتصادية رسميّة وغير رسميّة، وزيارة مسؤول صهيوني لقاعدة أمريكية في العراق قد تمّت في الواقع بإذن من المسؤولين الأمريكيين في العراق.

وفي هذه الحالة، فإن أمريكا بتجاهلها لحقّ السيادة الوطنية واستقلال العراق، وفّرت في الواقع إمكانية حضور مسؤول صهيوني في هذا البلد، هذا في حين أن الكيان الصهيوني يعدّ كياناً معادٍ للحكومة العراقية.

وبعبارة أخرى، بينما يعتبر الوجود الأمريكي في العراق احتلالاً، ويعارضه العراقيون على نطاق واسع، إلا أن المسؤولين الأمريكيين انتهكوا في الواقع سيادة العراق واستقلاله أکثر فأکثر، مع إمكانية وجود مسؤول صهيوني في هذا البلد.

إن هذا التحرك من قبل أمريكا هو انتهاك للقانون الدولي، کما هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة بشأن الحق في السيادة الإقليمية للدول، وفي هذه الحالة تستطيع الحكومة العراقية أن تتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد قادة البيت الأبيض، بسبب سماح المسؤولين في واشنطن بحضور مسؤول صهيوني في العراق، علی الرغم من أنه بالنظر إلى العضوية الدائمة لأمريكا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فليس هناك أمل في متابعة هذا الإجراء الأمريكي المناهض للقانون.

تاريخ عدوان الكيان الصهيوني على العراق بضوء أخضر من أمريكا

إن زيارة مسؤول صهيوني للعراق دون إذن من حكومة بغداد المركزية، ليست العدوان الأول للکيان الصهيوني على العراق.

حيث إنه في وقت سابق، وتحديداً في سبتمبر 2019، واصل الکيان الصهيوني شنّ غارات جوية على العراق، وبعد ذلك دعا أعضاء البرلمان العراقي إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وقد أُعلن في ذلك الوقت أنّ الهجوم نفّذته طائرات من دون طيار إسرائيلية بغطاء جوي أمريكي.

حتى في فبراير من العام الماضي، اعترف نتنياهو بأنّ تل أبيب استهدفت مناطق على الحدود العراقية السورية.

وعليه، وبالنظر إلى الاعتداءات الصهيونية على العراق بضوء أخضر من أمريكا، فمن الواضح أنّ استقلال العراق وسيادته الوطنية لا معنى لهما للمسؤولين والقادة الأمريكيين، وهو ما يضاعف الحاجة إلى طرد القوات الأجنبية والأمريكية من العراق.

وبعبارة أخرى، طالما استمر الوجود العسكري الأمريكي في العراق، فإنّ تحقيق العراق للاستقلال الكامل بعيد كل البعد عن المتوقّع.

وفي الوقت نفسه، على الرغم من أنّ تقرير موقع “ديفنس وان” الأمريكي ذكر أنّ الهدف من زيارة مسؤول صهيوني للعراق، هو المشاورات الإقليمية بشأن ضمّ الضفة الغربية، ولكن بما أنّ هذه الزيارة قد تمّت سراً وبشکل غير رسمي ومع معارضة المسؤولين الحكوميين والشعب العراقي، فسيكون لها تأثير معاكس للصهاينة، وستؤدّي إلی تعزيز موقف تيار المقاومة والجماعات الأخرى في العراق ضد اعتداءات الکيان الصهيوني، وخاصةً فيما يتعلق بخطة ضم الضفة الغربية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق