التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 5, 2024

كتاب الفضائح المنتظر.. ترامب يستجدي الصين لمساعدته في الانتخابات 

خلال الأيام الأخيرة الماضية، كشف “جون بولتون” مستشار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” السابق للأمن القومي عن مقتطفات من كتابه الذي حمل عنوان “الغرفة التي حدث فيها لكل شيء”. وحول هذا السياق، كشفت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، بما في ذلك صحيفة “نيويورك تايمز”، وصحيفة “واشنطن بوست” وصحيفة “وول ستريت جورنال”، أن “بولتون” ذكر في كتابه العديد من فضائح رئيس الولايات المتحدة الحالي. يذكر أن هذا الكتاب الذي يُتوقع إصداره يوم الثلاثاء 23 يوليو 2020، سيكون بالفعل الكتاب الأكثر مبيعًا في متجر أمازون، وذلك بسبب إثارته للكثير من الجدل لدرجة أن الرئيس “دونالد ترامب”، استعان بكل قوته لمنع نشره، إلا أنه فشل في نهاية المطاف. حيث كشف العديد من المصادر الاخبارية أن القاضي الفيدرالي رفض طلب إدارة “ترامب” المتمثل في منع بيع هذا الكتاب داخل الولايات المتحدة.

الجدير بالذكر أن مئات الآلاف من نسخ كتاب “الغرفة التي حدث فيها كل شي” قد طبعت، وتم توزيعها، ومن المقرر طرحها للبيع اعتبارا من الثلاثاء المقبل. وفي هذا الكتاب، يرسم “بولتون” صورة غير لائقة لـ”ترامب” كرئيس جاهل بأبسط الحقائق الجغرافية، وتهيمن على قراراته رغبته في النجاح في الانتخابات المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني وضمان فوزه بولاية رئاسية ثانية. ويحاول البيت الأبيض حظر نشر الكتاب، ولكن وسائل الإعلام الأمريكية حصلت على نسخ منه، وشرعت في نشر مقاطع من محتوياته. وفيما يلي سوف نتطرق إلى ثمانية ادعاءات اختارها موقع “الجارديان” البريطاني كأكثر مطالبات كتاب “بولتون” الصادمة.

1) “ترامب” طلب مساعدة الصين لإعادة انتخابه

يصف “بولتون” في كتابه لقاء جمع بين “ترامب” ونظيره الصيني “شي جينبينغ” على هامش قمة العشرين التي عقدت في اليابان في العام الماضي. ويقول “بولتون” إن الرئيس الأمريكي، “حوّل الحديث بشكل مذهل إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 2020″، مشيرا إلى قدرة الصين الاقتصادية، وطالبا من الرئيس “شي” أن يضمن فوزه في تلك الانتخابات. ويقول “أكد ترامب على أهمية المزارعين الأمريكيين وتأثير زيادة حجم المشتريات الصينية من فول الصويا والقمح على نتيجة الانتخابات”. يذكر أن القطاع الزراعي كان أحد القطاعات المهمة في الغرب الأوسط الأمريكي التي ساعدت في انتخاب ترامب في عام 2016.

2) ألمح “ترامب” إلى رغبته في الاحتفاظ بالمنصب لأكثر من فترتين

يقول “بولتون” في كتابه، إن “ترامب أخبر الرئيس الصيني شي أن الشعب الأمريكي يريد منه أن يجري التعديلات الدستورية اللازمة للسماح له بالاحتفاظ بالحكم لأكثر من فترتين رئاسيتين”. ويقول، في مقطع من الكتاب نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، “جاء ذلك عندما قال شي إنه يرغب بالعمل مع ترامب لست سنوات أخرى، مما حدا بالرئيس الأمريكي إلى الرد بأن الشعب الأمريكي يقول إن تقييد الرئاسة بفترتين فقط يجب أن يرفع في حالته”. مضيفاً، لقد قال الرئيس الصيني “شي”، إن “الولايات المتحدة تشهد كما كبيرا من الانتخابات، وإنه لا يريد التحول عن ترامب. وهز الرئيس الأمريكي رأسه معربا عن تأييده لما يقوله نظيره الصيني”.

3) “ترامب” يحابي الديكتاتوريين

قال “بولتون” في كتابه، إنّ “الرئيس الصيني لم يكن الزعيم المتسلط الوحيد الذي توسل اليه ترامب. فقد كان ترامب راغبا في التدخل في التحقيقات القضائية لمحاباة الديكتاتوريين الذين يحبهم”. وحسب ما كتب “بولتون” في كتابه، عرض “ترامب” على الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مساعدته في عام 2018 في التحقيق الذي كان يجري في الولايات المتحدة حول شركة تركية متهمة بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران. وأوضح مستشار الأمن القومي السابق أن “ترامب” وافق على “معالجة الأمور”، قائلا إن “المسؤولين الذين كانوا يديرون التحقيق هم من أتباع أوباما”.

4) قال “ترامب” للرئيس الصيني، إن بناء معسكرات الاعتقال شيء صحيح

أثارت معاملة الصين لأقلية الإيغور المسلمة لها انتقادات دولية، إذ يعتقد أن نحو مليوناً من أفراد هذه الأقلية معتقلون حاليا إقليم شينجيانغ. وصدّق “ترامب” يوم الأربعاء على قرار بفرض عقوبات على مسؤولين صينيين متورطين في احتجاز الإيغور، وهو ما أثار غضب الصين. ولكن بولتون يقول في كتابه إن “ترامب”رحّب بالإجراءات الصينية، عندما دافع الرئيس الصيني “شي” عن بناء معسكرات الاحتجاز تلك. ويقول: “حسب مترجمنا، قال ترامب إن على شي المضي قدما في بناء معسكرات الاحتجاز، وهو أمر وصفه الرئيس الأمريكي بأنه الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله”.

5) كان “ترامب” يدافع عن السعودية في قضية “خاشقجي” لصرف أنظار الرأي العام عن قضية “إيفانكا”

كشفت مقتطفات من كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون “بولتون” أن الرئيس “دونالد ترامب” استغل قضية مقتل الإعلامي السعودي “جمال خاشقجي” لمساعدة ابنته “إيفانكا”. وكانت “إيفانكا” تواجه أزمة في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018 بعد الكشف عن أنها كانت تستخدم بريدها الإلكتروني الشخصي في مراسلات خاصة بعملها الرسمي، وكان “ترامب” قد استغل قضية مماثلة في الهجوم منافسته السابقة في انتخابات الرئاسة الأمريكية “هيلاري كلينتون”، التي استخدمت بريدها الشخصي في مراسلات خلال توليها وزارة الخارجية.

وأشار “بولتون” في كتابه، إلى البيان الذي أدلى به ترامب في نوفمبر 2018 بعد أكثر من شهر على مقتل “خاشقجي” في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، والذي دافع فيه “ترامب” عن علاقته بالمملكة العربية السعودية. وأفاد كتاب “بولتون”، أن “ترامب” استغل قضية “خاشقجي” وقرر أن يدلي البيان بنفسه لصرف الأنظار عن أزمة “إيفانكا” واستخدامها لبريدها الشخصي في مراسلات رسمية. وقال “بولتون”: “لقد ناقشنا إذا كان ترامب يجب أن يقرأ البيان بنفسه من على منصة البيت الأبيض، أم فقط نصدر البيان كنص مكتوب”.

6) سخرية اعضاء إدارة البيت الابيض من “ترامب”

يحتوي كتاب “بولتون” على العديد من النماذج عن السخرية التي يوجهها موظفو البيت الأبيض لـ”ترامب”. ويصف البيت الأبيض بأنه “مختل” تماما تحت إدارة ترامب، وأن الاجتماعات التي تجري فيه تشبه “معارك صبيانية”، عوضا عن أن تكون جهودا حقيقية لصياغة السياسات. ويقول إن رئيس موظفي البيت الأبيض آنذاك، جون كيلي، حذره عندما بدأ عمله في مقر الرئاسة الأمريكية بأن “هذا مكان سيء للعمل، كما ستكتشف بنفسك”. ويقال إن حتى وزير الخارجية “مايك بومبيو”، الذي يعد من الموالين لترامب، وصفه في رسالة بأنه “ينضح بالقذارة”.

7) “ترامب” كان يعتقد أن فنلندا جزء من روسيا!

يقول “بولتون” إن هناك الكثير من جوانب الضعف الأخرى في معلومات “ترامب”. فقبل لقائه بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في العاصمة الفنلندية “هلسينكي”، يقال إن “ترامب” تساءل عما إذا كانت فنلندا “شبه تابع لروسيا”. ويقول “بولتون” إن جلسات المعلومات الاستخبارية التي يحضرها ترامب “لم تكن مفيدة” لأنه في معظم المناسبات “يتكلم أكثر من الخبراء في أمور لم تكن لها علاقة إطلاقا بالمواضيع قيد النقاش”.

8) “ترامب” كان يقول أن غزو فنزويلا سيكون “شيئا جميلا”

تعد فنزويلا من مصادر الإزعاج الرئيسية بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية، إذ تعارض واشنطن بقوة رئيسها “نيكولاس مادورو”. وقال “ترامب” أثناء نقاش في الموضوع إنه سيكون من “الجميل” غزو فنزويلا، وإن فنزويلا (الدولة الأمريكية اللاتينية) هي “في الحقيقة جزء من الولايات المتحدة”. ويقول “بولتون” في كتابه إن “نموذجا رائعا للدعاية على النمط السوفيتي” جرى في مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع الرئيس الروسي بوتين في أيار / مايو 2019، شبّه فيها بوتين زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو بمنافسته الديمقراطية التي نافست ترامب في انتخابات 2016، وهي حجة “تقبلها ترامب إلى حد بعيد”.

وكان هدف “بوتين” الدفاع عن حليفه الرئيس “مادورو” حسب ما يقول “بولتون”. وفي عام 2018، صنّف “ترامب” الرئيس اليساري “مادورو” بأنه ديكتاتور وفرض عقوبات على فنزويلا، ولكن مادورو ما زال متمسكا بالحكم. ويقول “بولتون” في مقابلة أجرتها معه شبكة “أي بي سي” تبث الأحد المقبل إنه يعتقد “أن بوتين يعرف بأن بإمكانه العزف على أوتار ترامب كما تعزف الكمان”.

مزاعم “بولتون” الأخرى ضد “ترامب”

وصف “بولتون”، الرئيس “ترامب” بأنه رئيس مهووس بتفاصيل تافهة بدلا من التركيز على استراتيجية طويلة المدى. وفيما كان التقارب مع كوريا الشمالية يتهاوى بعد قمة تاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي عام 2018، انشغل الرئيس الأمريكي “لأشهر عدة بأولوية كبيرة” هي: التأكد من تلقي كيم جونغ أون هدية من جانبه هي عبارة عن قرص مدمج يحتوي على أغنية “روكيت مان” (الرجل الصاروخ) للمغني البريطاني إيلتون جون، في إشارة إلى لقب منحه ترامب لكيم في أوج التوترات مع بيونغ يانغ منذ عام. وجاء في كتاب “بولتون”، أن “ترمب” سأل المسؤول البريطاني باستغراب “أنتم قوة نووية؟” مشيرا إلى أن هذه الجملة “لم تكن مزحة”.

كما ذكر “بولتون” في كتابه أن “ترامب” كان على وشك الانسحاب من حلف الأطلسي. وقال “كان ترامب وما زال من أشد المنتقدين لحلف شمال الأطلسي، ويطالب أعضاء الحلف الآخرين بزيادة نفقاتهم العسكرية.” ولكن بالرغم من ذلك ما زالت الولايات المتحدة من الدول الأعضاء في الحلف، إلا أن “بولتون” يقول إن “ترامب” كان مصمما على الانسحاب منه في قمة للحلف عقدت في عام 2018. وقال “ترامب” في ذلك الوقت، وحسب ما يقول بولتون، “سننسحب ولن ندافع عن أولئك الذين يرفضون دفع ما عليهم”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق