التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الحرس الثوري يتوصل إلى تكنولوجيا سلاح ينتجها الجيش الأمريكي بمساعدة أوروبية 

تعد القدرة على إطلاق الصواريخ من الفضاء المغلق واحدة من أهم القدرات في مجال قتال القوات البرية التي تتمتع بها دول محدودة جدًا في العالم بعلمها، وعلى سبيل المثال، تنتج الولايات المتحدة اليوم صواريخ ET4 بموجب ترخيص وتعاون مع السويد.
إن تجهيز القوات البرية بجميع أنواع الصواريخ وقاذفات الصواريخ لمواجهة قوات العدو ومعاقلهم وتحصيناتهم وأهدافهم الأخرى، كانت منذ أمد بعيد في أذهان مصممي الأسلحة. ومع اتساع نطاق التهديدات والحاجة إلى تطوير ذخيرة جديدة وفي الوقت نفسه الحاجة إلى إبقاء الأسلحة بأوزان منخفضة، زادت التحديات التي يواجهها المصممون العسكريون، وأي خطة يمكن أن تحتوي على جميع هذه الميزات ستكون هي واحدة من الأولويات القصوى لجميع البلدان. وفي هذا الصدد، أعلن قسم “جهاد الإكتفاء الذاتي” التابع للحرس الثوري الإيراني مؤخرا، عن الإنتهاء من مشاريع تدل على أن هذه المؤسسة طورت مشاريع مهمة في مجال القتال البري، وخاصة في مجال الصواريخ الخفيفة والفردية، والتي يجب التطرق اليها ومعرفتها.
يعتبر سلاح SPG-9 أحد الأسلحة المألوفة للمقاتلين المشاركين في حرب الخليج الأولى أو حرب الدفاع المقدس كما تُسمى في ايران. تم تصنيع هذا السلاح في الاتحاد السوفيتي السابق وبسبب وزنه العالي، تُستخدم فيه عجلتين صغيرتين وحامل ثلاثي الأرجل. تم إنتاج SPG9 منذ أوائل الستينيات، ولعب دورًا رئيسيًا في معظم الصراعات العسكرية منذ حرب فيتنام والى اليوم، خاصة في منطقة غرب آسيا وأفريقيا وأوروبا الشرقية في السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
ولكن إذا أردنا الإعتماد على SPG9 كسلاح في القرن الحادي والعشرين، فهناك بعض المشاكل المتعلقة به. من الواضح أن أحد أهم القضايا والمخاوف هو الوزن الثقيل لهذا السلاح. اذ يزن سلاح SPG 9 في حالة الستاندر 47.5 كجم دون الحاملات الثلاث ويزن حوالي 59.5 كجم مع هذه الحاملات، وهذا يجعله خيار صعب جدا في ساحات الحرب الحالية التي تستوجب قدرة على الحركة بسرعة قصوى. القضية الأخرى هي الذخيرة المستخدمة في المنظومة هذه، والتي يستفاد منها بشكل رئيسي كمتفجرات شديدة ومضادات للدبابات، وبالطبع، ليس لها قوة اختراق عالية لأغراض اليوم.
وبناءً على ذلك، فإن السلاح الذي طوره الحرس الثوري الإيراني كنسخة جديدة من سلاح SPG-9 يسمى “نافذ 2″، وهو مصنوع بشكل أساسي من مواد مركبة، حيث تم تخفيض وزنه بشكل كبير إلى حوالي 21 كجم، ومن المقرر أن يصل وزن هذا السلاج إلى حوالي 19 كجم بعد انتاج كميات من السلاح كنموذج. هذا الوزن يجعل السلاح خيارًا أكثر رغبة من النموذج الأصلي، مما يسمح للشخص المستخدم بحمله واستخدامه بسهولة في أجزاء مختلفة من ساحة المعركة.
ومن حيث تصميم الذخيرة الحديثة لسلاح “نافذ 2″، يبدو أنه تم استخدام الذخيرة المضادة للدروع المستخدمة في سلسلة RPG 29 أو الذخيرة الخاصة بـ RPG 7. على عكس الذخيرة القياسية من سلسلة SPG 9 ، والتي تكون في الغالب من مرحلة واحدة، نرى وجود ذخيرة في سلاح “نافذ 2” تعمل على مرحلتين. يعمل الجزء الأمامي من الصاروخ، على غرار النموذج المستخدم في RPG 29 ، كمخترق، ويمكن أن يعمل الجزء الثاني بمهام متعددة حسب الظروف، أي أن يعمل كمضاد للدروع أو كإنفجار أو مضاد للمشاة، اعتمادًا على المهمة. وتشير مقاطع الفيديو المتعلقة باختبار هذه المنظومة من قبل الحرس الثوري الإسلامي، أن نطاقه يبلغ حوالي 1300 متر.
على الرغم من عدم وجود رقم محدد حول مدى نفوذ أو إختراق الصاروخ، تظهر مقاطع الفيديو ثلاث كتل فولاذية يبلغ قطرها حوالي 600 ملم ، استطاع الصاروخ إختراقها بسهولة. هذه القدرة على الإختراق هي خيار رادع جيد ضد مجموعة واسعة من التهديدات، خاصة في حالات الحرب في مناطق مثل سوريا والعراق، ويمكن تدمير العديد من الدبابات والمركبات الانتحارية والخنادق الخرسانية السابقة بسهولة باستخدام هذا السلاح.

إنتاج الصواريخ السويدية من قبل الحرس الثوري
السلاح الآخر الذي كشف عنه جهاد الاكتفاء الذاتي التابع للحرس الثوري الإيراني هو قاذفة صواريخ خفيفة تسمى “قارعة”. وتشبه قاذفة الصواريخ هذه الى حد كبير، النموذج السويدي من AT4، وقد تم استخدامها بأعداد كبيرة في منطقة غرب آسيا في السنوات الأخيرة بسبب ميزاتها الخاصة واستخداماتها المختلفة.
إن قاذفة صواريخ “قارعة” هي سلاح ذو استعمال لمرة واحدة فقط، بعيار 80 ملم ومداه الأقصى يبلغ 300 متر، وهو مصنوع من مركبات ويبلغ الوزن الإجمالي للمنظومة 8 كجم. تم تقديم هذه الفئة من الأسلحة (أي قاذفات الصواريخ ذات الاستعمال لمرة واحدة) لأول مرة من قبل الولايات المتحدة مع إدخال سلسلة LAW ، واليوم تشتري العديد من الدول أو تنتج نماذج مختلفة من هذه الفئة من الأسلحة. فكرة هذه الأسلحة هي إعطاء المزيد من القوة النارية إلى المشاة دون الحاجة الى سلاح خاص مضاد للدروع أو مضاد للأبنية، مما يمنحهم فرصة لإطلاق ضربة ثقيلة واحدة على الأقل ضد العدو.
لكن هناك نقطتان استراتيجيتان مهمتان للغاية حول منظومة “قارعة” تجعلها أحد الإنجازات العظيمة للحرس الثوري الإيراني في السنوات الأخيرة، في مجال القتال البري.
الأول هو قدرة هذا السلاح على إطلاق النار من مكان مغلق ولديه القدرة على الإطلاق البطيء أو الناعم. تظهر مقاطع الفيديو للاختبار الأرضي للحرس الثوري الإيراني وجود هذه القدرة في هذا الصاروخ. تعد القدرة على إطلاق الصواريخ من الفضاء المغلق واحدة من أهم القدرات في مجال قتال القوات البرية التي تتمتع بها دول محدودة جدًا في العالم بعلمها، وعلى سبيل المثال، تنتج الولايات المتحدة اليوم صواريخ ET4 بموجب ترخيص وتعاون مع السويد.
الميزة الأخرى المهمة للغاية لهذا القاذف الصاروخي هي رأسه الحربي الثنائي. ففي هذه الحالة، ينفجر الرأس الحربي بعد الإختراق الأولي للهدف – مثل مساحة مغلقة – مما يتسبب في أقصى ضرر للمساحة المستهدفة. وهذه ميزة كبيرة للقوات البرية المشاة اليوم.
في الرؤوس الحربية ذات المرحلة الواحدة، يجب أن يكون الصاروخ قويًا بما يكفي لإنشاء موجة انفجار كبيرة وتدمير الهدف بالكامل وعادة ما يكون هذا الخيار مُكلف، لكن الصواريخ ذو الرأسين المُستخدم في منظومة “قارعة” تُمكّن المستخدم من إستهداف العدو من زوايا مختلفة دون ان يكون هنالك مواجهة مباشرة بين الطرفين حيث يتولى الرأس الثاني تدمير الهدف.
ومع ذلك، فإن المواصفات التي تتمتع بها منظومتي “قارعة” و “نافذ2” والتي يمكن وصفها على أنها إنجازات دفاعية مهمة وجديدة، هو استخدام المواد المركبة في تصنيع قاذفات الصواريخ هذه، مما ساعد بشكل كبير في تقليل وزنها وتسهيل استخدام السلاح للمستخدمين
تم تطوير هذه التقنية المركبة في ايران في الأساس لقطاعات مثل الصواريخ حيث توسعت هذه التقنية ودخلت ايضا في صناعة التكنلوجيا اللازمة للقوات البرية وصناعة الصواريخ الخاصة بالمشاة، والأمر الثاني هو دخول المنظومات الصاروخية ذات الرأسين والقادرة على الإنطلاق من المساحات المغلقة، حيز التنفيذ، وهو ما يظهر وجود مشاريع جيدة وهامة يتم كشف النقاب عنها في مجال تجهيز المشاة في القوات البرية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق