قرار الضم يوحّد الصفوف الفلسطينية.. الأمل يدقّ باب فلسطين
تتضافر الجهود الفلسطينية للحيلولة دون وقوع كارثة ضم أجزاء من الضفة الغربية لفلسطين المحتلة، حيث انطلقت العديد من المظاهرات المنددة بهذا القرار خلال الأسبوع الماضي والحالي، كما عُقد العديد من الاجتماعات داخل فلسطين وخارجها لمواجهة خطة الضم، وكان من أبرزها المؤتمر المشترك الذي عقد بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، يوم الخميس الماضي حيث تم التوصل إلى اتفاقات وخطوات مشتركة بين الحركتين لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية.
وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، إن ما جرى في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة من حراك امتد إلى بعض الدول العربية والدولية، أظهر أن الفلسطينيين انتصروا لقضيتهم، مشيرًا إلى أن الجميع تحدث بلغة واحدة وتحت علم واحد هو علم فلسطين.
وأضاف الرجوب خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، “نحن نريد دولة فلسطينية كاملة السيادة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتكون القدس عاصمتها وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية”.
وتابع، “نحن اليوم سنخرج بصوت واحد، وتحت علم واحد ونعمل على بناء رؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات فيما يتعلق بقيادة الشارع بمشاركة كل الفصائل بعيدًا عن التناقضات والترسبات في العلاقة”، موضحًا أنه سيتم فتح صفحة جديدة تقدم نموذجا لشعبنا وأسرانا والشهداء.
وأشار إلى أن ردة فعل الشعب الفلسطيني، أظهرت وجود إجماع وطني لرفض هذه المؤامرة الأمريكية – الإسرائيلية، مضيفا “سنخرج بصوت واحد، وتحت علم واحد، ونعمل على بناء رؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات فيما يتعلق بقيادة الشارع بمشاركة كل الفصائل بعيدًا عن التناقضات والترسبات في العلاقة”. وعلى المستوى الدولي، أوضح الرجوب أن مخطط نتنياهو وحكومته خلق حالة تناقض مع المجتمع الدولي.
اجتماع قيادات فتح وحماس يعد خطوة ايجابية نحو الوحدة الوطنية، وايجاد سبل للخروج من الأزمة الحالية، والحفاظ على هذه الخطوات الايجابية سيفتح الطريق امام المزيد من تقارب الرؤى والافكار، وسيعزز من الجاهزية الوطنية والشعبية، لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاته ويبقى الانتماء لفلسطين هو الاقوى في المرحلة الحالية.
على الفلسطينيين التوحد بأي طريقة لأن ذلك سيخلصهم من المخططات الصهيونية الخانقة والقاتلة للقضية الفلسطينية، وهذه المرحلة مهمة جدا في تاريخ النضال الفلسطيني وستكون تتوجيا لنضالاته في حال توحدت الاطراف كافة واحبطت مخططات الاسرائيليين، ومن المجدي جدا التحرك حاليا نحو الوحدة، خاصة وان الاسرائيليين يتخبطون بسياستهم الداخلية وليسوا قادرين على المواجهة العسكرية، في ظل وجود حكومة هشة ضعيفة جداً، ويمكن ان تتفكك في اي لحظة، وقد اعترف بذلك وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس، الذي قال إن تفكيك الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يرأسها بنيامين نتنياهو، “واردة” في أي لحظة.
وأضاف غانتس، في تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الثلاثاء، “في كل يوم، قد يجري حدث سياسي كبير، يمكن أن يفكك الحكومة، أعتقد أن (إسرائيل) بحاجة إلى حكومة مستقرة”.
الا أنه استدرك “لم آتي إلى الحكومة من أجل نتنياهو ولكن من أجل الدولة، وهذا ما أنوي الاستمرار فيه، في الأشهر الأخيرة، قضيت ساعات عديدة مع نتنياهو، اختلفنا في بعضها، وفي البعض الآخر بحثنا عن حلول مشتركة، لدينا مسؤولية مشتركة بشأن ما ينبغي عمله من أجل دولة إسرائيل”.
اذن الوحدة هي الحل في هذه المرحلة وهذا ما اكدت عليه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في اجتماع السكرتارية المنعقد في الناصرة، حيث دعت جماهيرنا العربية في الداخل، إلى رفع الجاهزية الوطنية والشعبية، لمواجهة التحديات الخطيرة، على صعيد مخططات الاحتلال، وقضايا الأرض والمسكن، ومحاولات القمع السياسي، إضافة إلى القضايا الأخرى، وعلى رأسها قضايا العنف والجريمة، وتجدد المتابعة دعوتها لجماهيرنا للتقيد بتعليمات الوقاية في ما يتعلق بانتشار فيروس الكورونا، وفرض قيود ذاتية على المناسبات الاجتماعية، لمنع انتشار الفيروس، الذي ليسجل ذروة يومية، بما فيها مجتمعنا العربي.
وطرح رئيس المتابعة محمد بركة، بيانًا غنيًا، عج بالنشاط وحراك المتابعة في جميع القضايا التي تواجه جماهيرنا في كل أنحاء البلاد، من قضايا الأرض والمسكن، في النقب والشمال، والاعتداء على الأوقاف والمقدسات، والقضية القائمة حاليا، مقبرة الإسعاف في مدينة يافا.
وتوقف بركة عند مخطط الاحتلال لفرض ما تسمى “السيادة الإسرائيلية”، على المستوطنات ومناطق شاسعة في الضفة المحتلة، وقال إننا شهدنا في رام الله خطوة هامة بعقد مؤتمر صحفي مشترك لقياديين في حركتي فتح وحماس، في إطار النضال الفلسطيني المشترك ضد مخططات الاحتلال، وقال إننا نريد لهذه الخطوة أن تكون مؤشرًا لما هو أكبر، وأن لا يكون مصيرها كسابقاتها، التي انتهت بخيبات أمل، مشددًا أنّ شعبنا الفلسطيني وصل منذ فترة طويلة إلى أشد الأوضاع خطورة.
كما قدم النائب منصور عباس بيانًا حول عمل اللجنة البرلمانية لمكافحة العنف في المجتمع العربي التي يقف على رأسها، وقدم مركز اللجنة الدستورية منصور دهامشة بيانًا حول عمل اللجنة المعنية بالتعديلات على النظام الداخلي للجنة المتابعة.
واتخذ الاجتماع القرارات التالية: تحيي لجنة المتابعة الخطوة الهامة التي جرت أمس الخميس في رام الله، بعقد مؤتمر صحفي مشترك لحركتي فتح وحماس، من أجل تصعيد المعركة الوطنية ضدّ مخططات الاحتلال وفي مواجهة صفقة القرن التي تهدف إلى فرض، ما تسمى “السيادة الإسرائيلية” على المستوطنات، ومناطق شاسعة في الضفة المحتلة. آملة أنْ يكون هذا على طريق إنهاء حالة الانقسام، وستعقد المتابعة في الأيام المقبلة، جلسة مشاورات بين ممثلي مركبات المتابعة حول دور جماهيرنا في الداخل في هذه القضية.
من جهتها، دعت لجنة شعبية فلسطينية، الجمعة، إلى تشكيل حكومة طوارئ تجمع الكل الفلسطيني؛ لمواجهة مخططات الضم الإسرائيلية.
وقال جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة (غير حكومية)، في بيان: “يجب تشكيل حكومة طوارئ بمشاركة كل القوى والفصائل، وتنسيق الفعاليات الشعبية على الأرض في إطار مواجهة خطوات الاحتلال الخطيرة”.
وشدد على “ضرورة وجود خطة مشتركة سريعة تترجم المصالحة الفلسطينية لواقع عملي، باعتبارها الخيار الأول في هذه المرحلة، القادر على جمع الشمل وتشكيل قوة قادرة على مواجهة حقيقية للمشروع الاستيطاني التهويدي ومشروع الضم وصفقة القرن وحصار غزة”.
ولفت إلى أن المصالحة الفلسطينية “خطوة قوة إضافية أكثر تأثيرًا على الأصعدة العربية والاسلامية والدولية”.
المصدر / الوقت