موقع بریطاني: العلاقة المريبة بين الإمارات و”إسرائيل”.. أكثر من “زواج مصلحة”
سياسة ـ الرأي ـ
يتقدم رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تنفيذ مخطط ومؤامرة ضم الضفة الغربية المحتلة، إلا أن التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب لن يكون مشروطاً على الأرجح بسياسة الاحتلال تجاه فلسطين.
الكاتب أندرياس كريغ سلط الضوء على أسرار “العلاقات الدافئة” الغريبة بين الإمارات وإسرائيل في مقال نشره موقع “ميدل إيست أي”، ليخرج بعدة استنتاجات من أهمها أن العلاقة المريبة تستند على رؤية مشتركة لتحطيم “الإسلام السياسي”،وأن الأمر يصل لروابط أمنية عميقة.
يقول كريغ إن المسؤولون الإسرائيليين كانوا يزورون الإمارات منذ عام 2015 بحجة التمثيل الرسمي للوكالة الدولة للطاقة المتجددة، التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها.
ويوضح الكاتب أنه غالباً ما يُفسر التقارب بين الإمارات و”إسرائيل” على أنه زواج مصلحة في مواجه العدو المشترك المزعوم: إيران، بعد وقت قصير من تنصيب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حيث تضافرت الحكومتان الإسرائيلية والإماراتية للمرة الأولى للضغط على واشنطن لاتخاذ موقف أقوى ضد الجمهورية الإسلامية.
ويضيف أنه بعد سنوات من المحادثات عبر الوسطاء، التقى نتنياهو ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في أحد فنادق نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012، ليناقشا بشكل مباشر” القلق المشترك” بشأن النشاط الإيراني، ولكن الاستثمارات الإماراتية التي تجاوزت الملايين ضد إيران، بما في ذلك تمويل مراكز أبحاث مؤيدة لإسرائيل في واشنطن، أخذت منعطفاً جديداً في عام 2019 .
ويرى كريغ أن الإمارات ادركت أن أي عبء مع إيران تتحمله دول الخليج(الفارسي) في نهاية المطاف، وعلى هذا النحو فإن المصالح الجيوستراتيجية المشتركة وحدها لا يمكن أن تفسر ارتفاع درجة حرارة العلاقات بين الإمارات و”إسرائيل”.
ومن الاستنتاجات التي خرج بها الكاتب بشأن هذا “الزواج المريب” هو العداء الشديد للإمارات العربية للربيع العربي وخوفها من جماعة الاخوان المسلمين، حيث تعتقد أبو ظبي وتل أبيب أن القاعدة المتنامية للإسلاميين بعد الثورات تمثل مصدر قلق أمني كبير، وفي برقية أمريكية مسربة، نُقل عن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تحفظه القوي على الانتخابات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المزيد منها ستمكن على المدى القصير جماعة الأخوان وحزب الله.
ولاحظ الكاتب أن فكرة تحويل الربيع العربي إلى شتاء كانت فكرة واسعة الانتشار في “إسرائيل”، حيث يردد خبراء لاحتلال بشكل دائم أن العرب، يكونون في حال أفضل تحت حكم الاستبداد، وهي فكرة إماراتية مضادة للثورة تروج لشئ مخجل يدعى “الاستقرار الاستبدادي”.
وأشار الكاتب إلى أن كيان الاحتلال قد حاول لعب دور لصعود الإمارات كقوة إلكترونية وإعلامية كما ساعد البلاد في مجال التجسس الإلكتروني ، وقد تم تزويد الشركات السيئة السمعة في الإمارات مثل دارك ماتر” بخبراء إلكترونيين إسرائيليين.
وأشار، ايضاً، إلى التعاون بين الإمارات و”إسرائيل” في تبادل المعلومات الاستخبارية والمناورات المشتركة ، وأكد الكاتب على أن القوات الخاصة الإسرائيلية أصبحت مرتزقة وأسلحة لمطاردة الإسلاميين في اليمن أو لمساعدة الجنرال الإنقلابي خليفة حفتر في ليبيا.
وفي نهاية المطاف، أكد مقال ” ميدل إيست آي” على أنه في سياق الشراكة العميقة بين “إسرائيل” والإمارات لإقامة نظام اقليمي جديد فليس من المستغرب أن تكون “إسرائيل” متحمسة بدخول أبو ظبي بدور قيادي أكبر في “مبادرة السلام” المزعومة التي اخترعها ترامب وحاشيته.