ماذا يجري في ضواحي سامراء
لا تزال المناطق الوسطى والشمالية والغربية من العراق مسرحاً لاشتباكات القوات الأمنية مع العناصر السرية لتنظيم داعش الإرهابي، وتحاول قوات الأمن ومقاتلو الحشد الشعبي التعرف على الإرهابيين وتشخيص ملاجئهم السرية.
وأفادت المعلومات الواردة بأن الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي، نفذت يوم الجمعة الماضي، هجمات واسعة النطاق على مواقع مقاتلي اللواء 41 في الحشد الشعبي في منطقة “تل الذهب” بمدينة بلد في المحور الجنوبي الشرقي لمحافظة صلاح الدين.
وبحسب مصادر ميدانية، تمكّن مقاتلو الحشد الشعبي المنتشرين في المنطقة، بعد عدة ساعات من القتال العنيف، من صد هجمات إرهابيي داعش في منطقة “تل الذهب” وأجبروهم على الانسحاب من المنطقة.
تقع منطقة تل الذهب غرب قاعدة التاجي الجوية (محل تواجد العديد من القوات الأمريكية) وترتبط من المحور الجنوبي ببغداد، ومن المحور الشمالي بمدينة سامراء، ومن المحور الغربي بالطريق الاستراتيجي من الوسط إلى شمال العراق، وقد زاد هذا الأمر من أهمية المنطقة.
يبدو أن هجمات تنظيم داعش الإرهابي على القوات العراقية على تل الذهب، وقعت من محور منطقة سيد غريب وضواحيها، لكنها فشلت بسبب الرد السريع في الوقت المناسب لمقاتلي الحشد الشعبي. وبالتزامن مع هجمات العناصر الإرهابية لتنظيم داعش، نفذت قوات الحشد الشعبي، بعد تلقي معلومات دقيقة، عملية في المحور الجنوبي الغربي لمدينة سامراء وتمكنت من تطهير وتأمين مناطق “أم الرحال ، جميلة ، السبعة ، الخ”.
وأفادت الأنباء أن قوات عمليات قيادة سامراء (مقاتلو لواء 314 التابع للحشد الشعبي) تمكنت بعد رصد دقيق، من كشف تحركات العناصر السرية لتنظيم داعش في مناطق “وديان عين الحلوة والمدارات والبو حمود” في محافظة صلاح الدين وبالقرب من الحدود مع الأنبار، وأطلقوا عملية في غاية الدقة للتعرف على الإرهابيين، ولم يتم الإعلان عن نتائج هذه العملية حتى الآن.
تشكل الصحاري معظم مساحة المناطق الحدودية المشتركة بين محافظتي صلاح الدين والأنبار، وهي بذلك أصبحت مكاناً مناسباً لتعزيز وتقوية الخلايا النائمة لتنظيم داعش، وغالباً ما يدخل إرهابيو تنظيم داعش في الجزء الغربي من محافظة صلاح الدين، من المناطق الصحراوية جنوب محافظتي الأنبار ونينوى، ما يخلق حالة من انعدام الأمن في سامراء وتكريت، وما إلى ذلك.
وفي الوقت نفسه، استهدفت مجموعة من قيادة عمليات سامراء، بعد تلقّي معلومات دقيقة، مواقع عناصر سرية تابعة لتنظيم داعش في منطقة الزورة على المشارف الغربية لمدينة سامراء، وأطلقت عدة قذائف هاون وألحقت أضراراً كبيرة بالإرهابيين.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد استهدفت قيادة عمليات سامراء أيضًا، بعد عمليات رصد ميدانية دقيقة، تجمعات الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الكوش في المحور الشمالي لمدينة سامراء بعدة قذائف هاون.
من ناحية أخرى تمكن عدد من عناصر قيادة عمليات سامراء من تطهير وتأمين منطقة “شعيفة” في المحور الجنوبي لمدينة سامراء بعد عمليات مسح ميدانية دقيقة. وتتمتع هذه المنطقة بأهمية خاصة نظرًا لقربها من مدينة سامراء والطريق الاستراتيجي “بغداد – دهوك – تركيا”.
تُظهر العمليات التي جرت في الأيام الأخيرة ضد عناصر داعش السرية في ضواحي سامراء أن القوات العراقية شعرت بتهديد الإرهابيين للمدينة وتحاول إرساء الأمن الكامل في ضواحي سامراء من خلال تأمين المناطق الشمالية والغربية والجنوبية.
ويبدو أن المقاتلين العراقيين في جميع مناطق ضواحي سامراء على استعداد تام حالياً للرد بشكل حاسم على جميع تحركات إرهابيي داعش، كما أن التطورات على الأرض تظهر أن الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي تحاول استغلال كل فرصة ممكنة، بما في ذلك زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، والاختلافات الحاصلة بين الأجهزة الأمنية العراقية، لجعل مدينة سامراء غير آمنة، لكن القوات العراقية أحبطت حتى الآن جميع تحركاتها.
المصدر / الوقت