في ذكرى عدوان تموز.. ملاحم بطولية سطرتها المقاومة اللبنانية بمواجهة العدوان الصهيوني
سياسة ـ الرأي ـ
أربعة عشر عاماً مرت على بدء العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان وما زالت الملاحم البطولية التي سطرتها المقاومة اللبنانية وشعبها خالدة عبر التاريخ كأمثولة للتحدي والصمود في وجه عدوان قاس وطويل استمر أكثر من شهر وأدى إلى استشهاد أكثر من 1500 مواطن لبناني وتهجير ما يزيد على مليون بشكل تعسفي.
وفيما تصادف اليوم الذكرى الرابعة عشرة للعدوان الذي شنه كيان الاحتلال الصهيوني على لبنان في تموز/يوليو من عام 2006 يستحضر اللبنانيون وأحرار العالم معهم الانتصار الذي سجلته المقاومة الوطنية وكسرت من خلاله كل المقولات والمزاعم حول قدرات هذا العدو وتفوقه حيث تلقت قوات العدوان دروساً قاسية من رجال المقاومة في ردع الاحتلال الغاشم الذي ما زال مستمراً حتى الآن وفي الصمود والثبات.
العدوان استمر 33 يوماً استخدم فيها الاحتلال الصهيوني آلته الحربية المدمرة دون هوادة ليدمر المنازل والمؤسسات والمنشآت العامة والخاصة والبنى التحتية على امتداد الأراضي اللبنانية لكن إرادة الصمود والتحدي البطولية لدى المقاومة اللبنانية وشعبها انتصرت في نهاية المطاف وكانت لها الكلمة الأخيرة في ردع العدوان ودحره وتستحضر الذاكرة أصوات آلة الحرب الهمجية التي سلطها العدوان الصهيوني وصبت حممها على الأحياء الشعبية والمنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور وكل ما طالته من بنى تحتية في عملية ادعى أنها انتقام من عملية “الوعد الصادق” التي نفذتها المقاومة اللبنانية في الثاني عشر من تموز/يوليو والتي أدت إلى مقتل 8 جنود صهاينة وأسر اثنين آخرين.
المقاومة اللبنانية ورداً على القصف الهمجي الصهيوني أطلقت المئات بل الآلاف من الصواريخ التي طالت عمق الأراضي المحتلة وأدت إلى إحداث حالة من الرعب والذعر بين المستوطنين كما أحدثت صدمة كبرى في المستوى السياسي والعسكري لكيان الاحتلال من خلال المفاجأة التي أذهلت قادة العدو حول القدرات الكبيرة التي تمتلكها المقاومة وعجز أجهزتهم الاستخباراتية والتجسسية عن كشفها.
رجال المقاومة تصدوا لقوات الاحتلال الصهيوني وخاضوا معه معارك طاحنة خسر خلالها العدو العشرات من دباباته وآلياته وجنوده وفشل في تحقيق أي من أهدافه ومحاولات توغله فيما كشفت وثائق أن قوات العدو الصهيوني حاولت منذ الأيام الأولى التوصل إلى وقف لإطلاق النار لشعورها بالعجز والهزيمة أمام العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية إلا أن الولايات المتحدة وبتواطؤ وتحريض من بعض الممالك والمشيخات الخليجية ودول أخرى ضغطت على حكومة العدو للاستمرار في العدوان لأيام إضافية إلى أن اضطرت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كونداليزا رايس إلى القبول بذلك بعد فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه.
وقائع عدوان تموز/يوليو عام 2006 تتكرر بين الفينة والأخرى ولو اختلف شكلها أو مناسبتها مع استمرار المخطط الصهيوأميركي سواء في لبنان أو في المنطقة برمتها وبتكرر الاعتداءات الصهيونية وتوسع أجنداتها الاستعمارية فإن خيار التصدي والمقاومة التي هزمت العدو الصهيوني آنذاك أثبت أنه كان وسيبقى الخيار الوحيد لردع الاحتلال وهزيمته.انتهى