حكومة نتنياهو تعيش الموت السريري..هل يقطع المتظاهرون عنها أوكسجين الحياة
ذكرت وكالة أنباء “كيكار” الإسرائيلية في تقرير لها من ميدان رابين في وسط تل أبيب، أن الآلاف خرجوا إلى الشوارع مساء السبت احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كوفيد – 19 المستجد، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالتنفيذ الفوري للبرامج الاقتصادية لمساعدة العمال والعاملين في الأعمال الحرة الذين تضرروا بشدة من تفشي فيروس كورونا.
هذه الاحتجاجات بدأت عن طريق دعوات في وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهر السبت، وكانت في بدايتها من خلال تجمع عدد من المتظاهرين على 170 جسراً وتقاطعات في فلسطين المحتلة للاحتجاج على الظروف الاقتصادية السيئة وتهور حكومة نتنياهو – غانتس.
كما أفادت صحيفة هاآرتس في عددها ليوم أمس أن المتظاهرين ألقوا باللوم على بنيامين نتنياهو وحكومته في مشكلاتهم واتهموه بتجاهل مصيرهم، وبحسب هذه الصحيفة العبرية، وصف المتظاهرون مجلس الوزراء بأنها حكومة خنازير، وقالت امرأة مهاجرة تعيش في بلدة صهيونية لهذه الصحيفة: “أصبحت عاطلة عن العمل بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، لكن حكومة نتنياهو لا ترانا على الإطلاق، السياسيون بعيدون عن واقعنا”.
وردد المتظاهرون أيضاً شعارات مفادها “يجب على نتنياهو العودة إلى منزله” وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما وردت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي دعا فيها عدد من السياسيين إلى رغبتهم في المشاركة بالاحتجاجات، لكن المنظمين شددوا على أنهم لن يسمحوا لأي سياسي بالانضمام إلى الاحتجاجات.
لكن هذه ليست القصة كلها، فالصحافة الصهيونية مليئة أيضاً بالنقد لأداء حكومة الكيان الصهيوني، حيث انتقدت صحيفة هاآرتس، في افتتاحية عددها التي نُشرت قبل يوم من الاحتجاجات، بشدة الوضع الحاكم على الكيان الصهيوني، مؤكدة أن ما تقوم به حكومة تل أبيب هو مجرد مسرحية، في حين أن التضييقات المعيشية أصبحت أكثر سوءاً بالنسبة للسكان.
وجاء في جزء من هذه الافتتاحية، أن التسويف جعل السكان يشعرون بالمشكلات الواحدة تلو الأخرى، وأن نطاق الضرر جراء سياسات حكومة بنيامين نتنياهو يتزايد يومًا بعد يوم على السكان.
وكتب عاموس هاريل، كبير المحللين في هذه الصحيفة الناطقة بالعبرية، في نفس العدد، في إشارة إلى الوضع في الكيان الصهيوني: “إن انعدام التخطيط والفوضى الإدارية والأكاذيب وتشويه الحقائق، كلها معلومات يتلقاها العالم من إسرائيل، في حين أن ثقتنا الوحيدة هي بالجيش، الذي نفذ هو الآخر مشروع ضم الضفة الغربية وغور الأردن في إجرائه الأخير.
كما شددت صحيفة كالكاسايت، وهي صحيفة اقتصادية تُنشر في فلسطين المحتلة، في تحليل لها، على أن نتنياهو لا يفهم سوى لغة القوة وأنه من دون مثل هذه الاحتجاجات، لا يمكن إنجاز أي شيء. وفي تقريرها حول الاحتجاجات في تل أبيب، تحدثت الصحيفة الناطقة بالعبرية إلى عدد من المتظاهرين، وقال أحد الكسبة لماذا يجب أن نكون على حافة الموت؟ نحن نواجه فيروس كورونا منذ أربعة أشهر ولا أحد يعلم متى ينتهي هذا الوباء، ولم تمر حتى ليلة واحدة دون الشعور بالقلق تجاه مصيرنا ومستقبلنا (الاقتصادي). وقال أحد الناشطين: “لقد انهار كل شيء في ظل حكومة نتنياهو، وقد سقط الفن، ولم يعد بإمكاننا وصف حالنا سوى أنه موت كامل”.
من ناحية أخرى، شهدت القدس المحتلة اشتباكات عنيفة بين الصهاينة المتطرفين المعروفين باسم الحريدي مع جنود الجيش الإسرائيلي. ووفقًا لوسائل إعلام الكيان الصهيوني الناطقة بالعبرية، فقد اشتدت الاشتباكات، خاصة حول أطراف كريات بلازا والأحياء التي يقطنها الحريديون، ووفقًا للشرطة، تم اعتقال ما لا يقل عن 10 من الصهاينة الحريديين.
واحتج سكان هذه الأحياء على التمييز الذي يُمارس ضدهم كما أنهم حاولوا انتهاك الحجر الصحي حول مكان إقامتهم. كما غطت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية الاشتباك الحاصل، حيث قام المتظاهرون برمي الحجارة والبيض على الشرطة. ووفقا للخبراء، فإن العواقب الاقتصادية والاجتماعية لانتشار فيروس كورونا جعلت الأسس المهتزة للكيان الصهيوني هشة للغاية ودفعت الكيان إلى حافة الحرب الأهلية والانهيار من الداخل.
المصدر / الوقت