التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 29, 2024

مستشرق اسرائيلي: الدولة الكردية باتت من الماضي والاقليم خسر جميع الاوراق لصالح بغداد 

سياسة ـ الرأي ـ
اكد مستشرق إسرائيلي، أن إسرائيل تشعر بانكسار حلمها الكردي، ما يتطلب المناداة “يا للعار”، لأنها استثمرت على فترات متقطعة ولعقود طويلة في المشروع الكردي لتحقيق الاستقلال، مشيرا إلى أن الدولة الكردية باتت من الماضي والاقليم خسر جميع الاوراق لصالح بغداد.
وقال إيهود يعاري، محرر الشؤون الفلسطينية والعربية، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ووثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، إن “إسرائيل اعتقدت أنه كان يمكن أن يبدو الشرق الأوسط مختلفا تماما لو تم إنشاء دولة كردية، حتى لو كانت تحيط بشمال العراق فقط، باستثناء أربعين مليون كردي يعيشون أيضا في تركيا وإيران وسوريا، لكن هذا الحلم الإسرائيلي نراه يختفي”.
وأضاف: “لسنوات عديدة كان لدي علاقات قوية وصداقات وثيقة مع عدد غير قليل في القيادة الكردية، وطالما رأيت نفسي مؤيدا مخلصا لنضالهم، لكن النظر للواقع يظهر أنهم يحبطون بأيديهم الفرصة التي أتيحت لهم، والآن حتى لو تم انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، فلن يجدد اقتراحه القديم لفصل المنطقة الكردية عن العراق في ظل نظام فيدرالي”.
وأشار إلى أن “الرؤية الإسرائيلية لهذا الإخفاق تعود إلى أن الأكراد أنفسهم يفشلون في التخلص من تقاليدهم غير اللائقة بالغرق في الحروب الأهلية والصراعات الداخلية، ويبحثون عن حلفاء خارج صفوفهم، وللأسف ينغمسون في الفساد، وربما هذا درس صغير لنا أيضًا نحن الإسرائيليين”.
وأكد أن “التقديرات الإسرائيلية المتوفرة ربما ترى أن الولايات المتحدة سينتهي بها الأمر في نهاية المطاف برؤية الحكومة الكردية كشريك جدير بالثقة، لكن الأكراد أنفسهم مشغولون منذ فترة طويلة بالحسابات الداخلية، ويفضل قادتهم مقاطعة بعضهم البعض، وتوجيه الإهانات والشتائم على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أفضل أصدقائهم لا يمكنهم تقديم المساعدة لهم”.
وأوضح أن “كل هذا يحصل بعد أن خسر الأكراد أمام الجيش العراقي معظم الأراضي التي احتلوها خلال المعارك ضد داعش، بما في ذلك مدينة كركوك النفطية، المسماة “القدس الكردستانية” وفق وصفهم، وجاءت هذه الهزيمة وفق التقدير الإسرائيلي؛ لأن الأكراد رفضوا بعناد الاستماع للنصيحة التي تلقوها من جميع أصدقائهم، بما في ذلك إسرائيل، بعدم إجراء استفتاء في خريف عام 2017 بشأن إعلان الاستقلال”.
وأضاف أن “المعطيات الإسرائيلية المتوفرة في حينه أكدت أن الأكراد ذهبوا لصناديق الاقتراع، وفقدوا مساحات كبيرة، ومنذ ذلك الحين “نسوا” إنشاء دولتهم الخاصة، أما تركيا فقد بدأت مؤخرا في تنفيذ انقسامات إقليمية من شمال المنطقة الكردية لإنشاء منطقة أمنية هناك أيضا، كما هو الحال في سوريا، أمام قواعد المتمردين الأكراد في تركيا على الجانب العراقي من الحدود”.
وأشار إلى أن “المراقبة الأمنية الإسرائيلية لدول الجوار تظهر أن الأتراك يقومون بقصف منهجي باتجاه القواعد الكردية، ويطلق الإيرانيون قذائف مدفعية ضد قواعد الحركة الكردية الإيرانية التي تهاجم أيضا من المنطقة الكردية، ومن توقع من الإسرائيليين أن يمسك الأكراد بجميع خطوط اللعبة فهو مخطئ، لأن التوتر آخذ في التصاعد بين كل المنظمات الكردية المسلحة”.
وشرح قائلا إن “البرزاني، على سبيل المثال، يحافظ على علاقات جيدة مع أردوغان، ويرفض تقديم كتف المساعدة للمقاتلين الأكراد على الجانب السوري من خط الحدود، أما طالباني فهو في مغازلة مستمرة مع إيران، في حين أن حكومة الإقليم الكردي في العراق ستضطر إلى التماس التفاهمات مع الحكومة في بغداد مقابل وعود بحصولها على نسبة 17٪ أو أقل من عائدات النفط في البلاد، هذا يعني أن الساسة العرب سيحتفظون بالصنبور النفطي بصورة حصرية”. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق