الفوضى تعمّ شوارع الکيان الإسرائيلي
احتجاجات الصهاينة الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، أصبحت أكثر انتشارًا مع السلوك الوحشي للشرطة وقوات الأمن في هذا الکيان. وفي الليلة الماضية تجمع حوالي 5000 شخص بالقرب من مقر إقامة بنيامين نتنياهو، وجرت احتجاجات أخرى في تل أبيب وقيصرية وأماكن أخرى.
ودعا المتظاهرون نتنياهو إلى التنحي، وطُعن رجل في الجنوب، وتم الإبلاغ عن حالات رش رذاذ الفلفل وأدوات قمعية أخرى.
ومع اندلاع اشتباکات ليلية عقب حضور الآلاف من الصهاينة في الاحتجاجات ضد نتنياهو، استخدمت الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في وسط القدس، واعتقلت ما لا يقلّ عن 55 شخصاً.
بدأت الاحتجاجات بالقرب من منزل رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي مساء الخميس. وتقول الشرطة إنه عندما حاول المتظاهرون القيام باحتجاجات داخل المدينة، تم اتخاذ إجراءات لتفريقهم. ثم اشتبكت شرطة مكافحة الشغب مع المتظاهرين، ودخلت أربع شاحنات ورشت المياة علی المحتجين وفرقتهم.
فشل الکيان الصهيوني في السيطرة على كورونا
لقد فرض الکيان الصهيوني الحجر الصحي العام في مارس بعد رؤية الحالات الأولى للإصابة بفيروس کورونا. لكن سرعان ما رفع كل القيود تقريبًا، فبلغت حالات الإصابة ذروتها في الأسابيع التالية.
وأفاد الکيان الصهيوني بوجود أكثر من 57 ألف حالة إصابة و442 حالة وفاة على الأقل. وقد تعافى أكثر من 24 ألف مريض أيضاً.
حكومة الوحدة الوطنية، التي تشكلت في مايو بعد ثلاث انتخابات فاشلة في أقلّ من عام، كان من المفترض أن تعطي الأولوية لمكافحة الوباء. ولکن بدلاً من ذلك، تورّطت الحكومة في صراعات داخلية وهي غير قادرة على الاتفاق على سياسات واضحة لمكافحة انتشار المرض.
كما تم اتهام نتنياهو خلال سلسلة من التحقيقات المطولة، بالرشوة والاحتيال والخيانة. ويقول المنتقدون إنه يركز أكثر على الهروب من المحاسبة بدلاً من كبح الوباء. ويتوقّع الكثيرون أن نتنياهو ينوي الدعوة إلى انتخابات أخرى. وفي هذا الصدد، وصف نتنياهو مثل هذه المزاعم بأنها “سخيفة”، وذلك خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس.
الاحتجاج على البطالة وظروف المعيشة
لقد تجمّع المئات من المحتجين أمام منزل نتنياهو على الشاطئ في مدينة “قيصرية” التي يقطنها الأثرياء يوم السبت. وبلغت حالات الإصابة بفيروس کورونا ذروتها، في أعقاب ما وُصف بأنه “إعادة فتح سريعة للاقتصاد” في مايو، بمتوسط 2000 حالة جديدة في اليوم.
کما أثّرت القيود المفروضة بسبب انتشار فيروس کورونا على الاقتصاد الإسرائيلي، فبلغ معدّل البطالة حوالي 20 في المئة، ويقول المحتجون إنّ المساعدات المالية الحكومية غير كافية بأيّ حال من الأحوال.
اعتقال المئات خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة
وأفادت وسائل الإعلام المحلية أن الشرطة الصهيونية اعتقلت أكثر من 55 متظاهراً خلال مظاهرة في القدس، بتهمة “الإخلال بالنظام العام” و”مهاجمة الضباط”.
احتجاجات واسعة النطاق في مدن مختلفة في الأراضي المحتلة
احتج آلاف الإسرائيليين في القدس ومدن أخرى، بما في ذلك تل أبيب، يوم السبت، مطالبين باستقالة رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب تعامل حكومته مع وباء كورونا. کما تجمع المتظاهرون أيضًا احتجاجاً على قانون تم تمريره هذا الأسبوع، يمنح الحكومة سلطات خاصة لمكافحة انتشار فيروس کورونا حتی نهاية عام 2021.
كذلك، احتج الآلاف في تل أبيب يوم السبت. وانتشرت الاحتجاجات ضد التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس کورونا في جميع أنحاء الکيان الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة.
كما يشعر المتظاهرون بالإحباط من العواقب الاقتصادية للقيود المفروضة بسبب فيروس کورونا. وتقول الأسر التي أصبحت عاطلةً عن العمل أو فقدت دخلها بسبب تفشي المرض، إن الحكومة لم تفعل ما يكفي لمساعدتها.
وقفز معدل البطالة في الکيان الصهيوني من 3.4 في المئة في فبراير إلى 27 في المئة في أبريل، ثم انخفض قليلاً إلى 23.5 في المئة في مايو.
معاملة الشرطة الوحشية للمتظاهرين
أدت الاحتجاجات، بعد بداية سلمية نسبياً، في النهاية إلى اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين. وازدادت الانتقادات للشرطة الإسرائيلية مؤخراً بعد نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر الاستخدام المفرط للقوة من قبل ضباط الشرطة أثناء تفريق المتظاهرين واعتقالهم.
وتظهر إحدی مقاطع الفيديو متظاهراً يبلغ من العمر 28 عاماً يدعى “أوري يروشالمي” من تل أبيب، يتم اعتقاله بعنف من قبل قوات الأمن الإسرائيلية. ويظهر الفيديو ضابط شرطة وهو يضع رکبته علی وجه يروشالمي.
هذا الفيديو الذي يظهر أن سيارات الشرطة ترش المياه قوية التيار علی وجه أحد المحتجين، أثار مرةً أخرى تساؤلات حول تكتيكات الشرطة في مواجهة المتظاهرين، الذين يطالبون باستقالة رئيس وزراء الکيان بنيامين نتنياهو، بسبب الفساد وكيفية تعامله مع وباء فيروس کورونا.
في هذا الفيديو الذي تمّ تصويره على ما يبدو في وقت سابق من هذا الأسبوع وبث يوم الجمعة، يصطدم تيار الماء القوي مباشرةً بالمتظاهر، ويضرب رأسه ويطرحه على الأرض.
کما لوحظ سلوك عنيف خلال الاحتجاجات الأخيرة، واتهم المتظاهرون الشرطة باستخدام القوة المفرطة خلال المظاهرات.
حتى الآن، اکتفت الشرطة على ما يبدو باستخدام المياه والمياه الملونة، ولم تستخدم “رذاذ الظربان”. ماء الظربان هو مركب كيميائي كريه الرائحة مخصص أصلاً للاستخدام ضد المتظاهرين الفلسطينيين، وضد المتظاهرين الأرثوذكس المتطرفين.
استخدمت الشرطة في ثلاث حالات على الأقل منذ الأسبوع الماضي شاحنات رش المياه لتفريق المتظاهرين في شارع “بلفور”. ومع ذلك، قال البعض إن استخدام الشرطة لشاحنات رش المياه بعد منتصف الليل وصباح يوم الجمعة، يشير إلى تكثيف تكتيكات الشرطة. وکانت شاحنات رش المياه التابعة للشرطة تلاحق المتظاهرين أينما ذهبوا.
عناصر شرطة مكافحة الشغب صوبت تيار المياه القوي نحو المتظاهرين لإبعادهم عن الشوارع. وتعرض بعض المتظاهرين، الذين كانوا يغادرون المنطقة بهدوء، لمياه عالية الضغط من الخلف.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. ففي عام 2017، تعرضت امرأة کانت تمر بالقرب من المتظاهرين لمياه عالية الضغط، وألقيت في زاوية الشارع. وقد تم تصوير المشهد من قبل الكاميرات وتصدر عناوين الصحف حول العالم.
تجدر الإشارة إلی أن الکيان الصهيوني يواجه تظاهرات مناهضة للحكومة منذ منتصف يوليو. المتظاهرون يطالبون نتنياهو بالاستقالة، مشيرين إلى محاكمة نتنياهو بتهم الفساد وضعف حكومة الوحدة الوطنية الهشة في إدارة وباء فيروس كورونا.
کما أفادت التقارير أن 75٪ من الناس “غير راضين” عن أداء نتنياهو خلال أزمة فيروس كورونا، وبحسب وسائل الإعلام الصهيونية، فإن هذه المظاهرات تتوسع يومًا بعد يوم.
المصدر/ الوقت