التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

مناورات “النبي الأعظم 14” تذهل العالم.. ما هي الرسائل التي أرادت إيران إيصالها للغرب 

لقد كان للمرحلة النهائية من مناورات “النبي الأعظم 14” التي انطلقت في منطقة الخليج الفارسي وغرب مضيق هرمز، العديد من تداعيات واسعة النطاق لدى المراقبين السياسيين ووسائل الإعلام. ولقد تم تنفيذ هذه المناورات من أجل الحفاظ على الاستعدادات القتالية للقوات العسكرية لجمهورية إيران الإسلامية وتحسينها. والمرحلة النهائية لمناورات الحرس الثوري البرية والجوية والبحرية انطلقت يوم الثلاثاء 28 يوليو في الخليج الفارسي وغرب مضيق هرمز، باسم مناورات “النبي الاعظم” الـ14 الكبرى بمشاركة القوة البحرية والقوة الجوفضائية في الحرس الثوري في المنطقة العامة لمحافظة هرمزكان، غرب مضيق هرمز والخليج الفارسي الى عمق البلاد، في مجالات البر والجو والبحر والفضاء.

وفي هذه المرحلة قامت الوحدات الصاروخية والوحدات العائمة والطائرات المسيرة ومنظومات الرادار التابعة للقوة البحرية والقوة الجوفضائية بتنفيذ عمليات وتمارين المناورات. وتضمنت المرحلة النهائية من مناورات “الرسول الاعظم 14” للحرس الثوري، تنفيذ العمليات الهجومية بالصواريخ والسفن والطائرات المسيرة ضد مواقع العدو المفترض وعمليات إزالة الألغام الهجومية وقطع خطوط النقل لسفن العدو الافتراضي، والقيام بعمليات قتالية صاروخية بطائرة مروحية وإطلاق صواريخ ساحل – بحر، وتم لاول مرة في هذه المناورات، الاستفادة من الصور المرسلة من القمر الصناعي “نور”.

وفي هذه المناورات، اجرى أبطال الثورة الاسلامية في ايران تمرين الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز كما اجرت مختلف وحدات الحرس الثوري المشاركة في مناورات “الرسول الاعظم 14” تمرينا على تدمير حاملة طائرات امريكية مفترضة حيث قامت مختلف الوحدات منها البحرية والخاصة والصاروخية والضفادع البشرية بتمرين عمليات مواجهة وتدمير حاملة طائرات امريكية مفترضة. وفي هذا التمرين قامت الوحدات الصاروخية والزوارق السريعة باطلاق نيران كثيفة بواسطة راجمات القذائف وصواريخ كروز وكذلك مروحيات القوة البحرية للحرس الثوري باطلاق صواريخ كروز، لمواجهة وتدمير حاملة الطائرات الامريكية المفترضة.

لأول مرة في العالم، أطلاق صواريخ باليستية من أعماق الأرض

إن من الإنجازات المهمة لقوات الجو فضائية لحرس الثورة في هذه المرحلة من المناورات، كان إطلاق الصواريخ البالستية من أعماق الأرض مموهة ومتخفية بالكامل، وهو إنجاز مهم يمكن أن يشكل تحديات خطيرة لمنظمات استخبارات العدو في حال المواجهة المحتملة.

وفي هذا الصدد، اكد قائد القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية العميد “امير علي حاجي زادة”، بان هذه القوة قامت باطلاق صواريخ باليستية من أعماق الارض للمرة الاولى في العالم. وقال العميد “حاجي زادة” في تصريح له على هامش مناورات “الرسول الاعظم (ص)” الكبرى الـ 14 للحرس الثوري في الخليج الفارسي ومضيق هرمز: “لقد جرى للمرة الاولى في العالم اطلاق صواريخ باليستية من اعماق الارض.” واضاف: “إن اطلاق هذه الصواريخ جرى من دون منصات اطلاق ومعدات متعارف عليها، حيث تقوم الصواريخ المعبأة بشق الارض دفعة واحدة والانطلاق نحو الاهداف المحددة وتدميرها.”

إن حقيقة الأمر هي أنه وفقا للوثائق ومقاطع الفيديو التي رصدت اللحظات الأولى لإطلاق الصواريخ الباليستية من أعماق الأرض، تم عرض صاروخ باليستي جديد من قبل الحرس الثوري الإسلامي، والذي يبدو أنه ينتمي إلى عائلة “فاتح” من الصواريخ، ينطلق من داخل كبسولة، وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الإيرانية مثل هذه القاذفة ومما لا شك فيه أن هذا الإنجاز لإيران يمكن اعتباره من أهم مظاهر قوة إيران ضد الأعداء.

تدريبات لتدمير أنظمة “ثاد”

إن التمرين المهم الآخر الذي تم تنفيذ في هذه المناورات، هو محاولة تدمير أنظمة “ثاد” للعدو. وحول هذا السياق، اعتبر العميد “حاجي زاده”، ان اجتياز الدرع الصاروخي وتدمير أنظمة الدفاع الجوي للعدو بأنها خطوة جديدة ومبتكرة في مناورات الرسول الاعظم الـ 14 وقال: “في هذه المناورات وللمرة الأولى ، نشرنا منظومة “ثاد” ( نموذج مصغر) واستهدفناها بصواريخ مضادة للرادار. كما استهدفت الطائرات من دون طيار المقاتلة التابعة لقوات الجو فضاء في حرس الثورة أهدافا محددة مسبقا بعناية من مسافة بعيدة، لا سيما جسر القيادة للنموذج المصغر لحاملة الطائرات الأمريكية”. واضاف: “كما استخدم الحرس الثوري مقاتلات من طراز سوخوي 22 خلال مناورة الرسول الاعظم (ص)، وتم استهداف الاهداف المحددة من مسافات بعيدة وباستخدام الصواريخ المجنحة”. واكد العميد “حاجي زاده”، انه اثر الامكانيات التي نتمتع بها اليوم يمكننا استهداف أي هدف معادي في أي مكان في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان والمحيط الهندي.

زيادة مدى قذائف “ياسين” إلى 100 كلم

استخدمت مقاتلات الحرس الثوري من طراز “سوخوي-22” في مناورات “الرسول الاعظم (ص) -14” التي جرت قبل عدة أيام في غرب مضيق هرمز، قذائف “ياسين” المجنحة والموجهة التي يصل مداها الى 100 كلم من انتاج وزارة الدفاع الايرانية. وفي اليوم الثاني من المرحلة الاخيرة لمناورات “الرسول الاعظم (ص)- 14” قصفت مقاتلات الحرس الثوري من طراز سوخوي “22 Su-22-Fitter” أهدافها المحددة سلفا بقذائف مجنحة في جزر “فارور”، وتم تدميرها. وتظهر الصور المنشورة للعملية ان مقاتلات الحرس الثوري دمرت أهدافها باستخدام قذائف “ياسين” المجنحة التي طورتها وزارة الدفاع في وقت سابق.

يذكر ان آخر اختبار لمدى هذه القذيفة، كان 60 كلم، والذي تم رفعه الى 100 كم في هذه المناورات، مما يجعل اجراء العمليات الجوية الهجومية خارج نطاق الدفاع الجوي المعادي. وتجدر الاشارة الى انه تم ازاحة الستار عن قذيفة “ياسين” المجنحة من قبل وزارة الدفاع في آب العام الماضي، وقبل الاعلان رسميا عنها تم جعلها أحد تسليحات مقاتلات سوخوي التابعة للقوة الجوفضائية للحرس الثوري في آب 2018. ويعتمد تشغيل القذائف الموجهة عن بعد، على حاسوب مركب على القذيفة، ويتم إدخال إحداثيات النقطة المستهدفة من قبل المشغل، سيزود حاسوب القذيفة الطيار تلقائيا بالسرعة والارتفاع المطلوبين لإطلاق القذيفة(Release ) من الطائرة المقاتلة.

التدرب على الجمع بين الحرب الجوية والبحرية

نقطة أخرى جديرة بالملاحظة في مناورات “النبي الأعظم” الرابعة عشر، تتعلق بالتدرب على شن حرب مشتركة بين القوات الجوية والبحرية. في الواقع، كان أحد أهم أجزاء هذه المناورات، هو تدريب القوات الجوية والبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني لكي تقاتل جنباً إلى جنب، ولقد تم التدريب في المراحل الأولية والنهائية من هذه المناورات على إنشاء نظام قيادة وتحكم مشترك والجمع بين التكتيكات وأساليب القتال، لمواجهة العدو بشكل مفاجئ. ولقد تم الانتهاء على التدّرب بنجاح على أطلاق عمليات قتالية صاروخية ناجحة بإطلاق صاروخين أرض-أرض “هرمز” و”فاتح” وصاروخ باليستي على أهداف محددة، بالإضافة إلى تنفيذ وحدات الدفاع الجوي في هذه المرحلة من المناورات عدد من الهجمات نحو أهداف افتراضية للعدو وتدمير مواقع محددة مسبقًا. كما تم تنفيذ عمليات هجومية بصواريخ أرض – أرض، وعمليات هجومية من الشاطئ إلى البحر، فضلا عن تنفيذ عمليات هجومية لقطع خطوط اتصالات العدو في هذه المناورات.

قدرة إيران على استهداف أهداف في الخليج الفارسي وبحر عمان والمحيط الهندي

كان من أبرز رسائل هذا المناورات، أن إيران أوضحت أن لديها القدرة على استهداف أي هدف في الخليج الفارسي، وفي بحر عمان والمحيط الهندي. وفي هذا الصدد، قال اللواء “حاجي زاده”، في إشارة إلى تمرينات القوات المشتركة الجوية والبحرية في مناورات “النبي الأعظم 14″: بالنظر إلى مجموعة المعدات العسكرية التي نمتلكها اليوم، يمكننا استهداف أي هدف معاد في أي مكان في منطقة الخليج الفارسي، وبحر عمان والمحيط الهندي”.

ردة فعل الجانب الأمريكي على مناورات قوات الحرس الثوري الإسلامي

في نفس الوقت الذي جرت فيه مناورات “النبي الأعظم (صلى الله عليه وسلم)” الرابعة عشر، أعربت “ريبيكا روباريش” المتحدثة باسم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية قوله: “نحن على علم بتدريبات إيران ومهاجمتها نسخة طبق الأصل من سفينة تشبه حاملة طائرات ثابتة”. واضاف “نحن نراقب دائما هذا النوع من السلوك غير المسؤول والمتهور لايران بالقرب من الممرات المائية الدولية المزدحمة”.

وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي لوكالة “أسوشيتد برس” يوم الاثنين الماضي، إنه ليس لديه خطط للتصادم مع إيران. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن هذه المتحدث قوله “نحن واثقون في قدرة البحرية [الأمريكية] على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات البحرية”. وأضاف “لا يمكننا الحديث عما تأمل إيران في تحقيقه من خلال بناء هذا النموذج [حاملة طائرات] أو استخدامه في تدريباتها”. واضاف المتحدث “نحن لا نبحث عن صراع ولكننا مستعدون للدفاع عن القوات والمصالح الامريكية ضد التهديدات البحرية في المنطقة”، وجاءت هذه التصريحات بينما كانت الزوارق الأمريكية تتابع هذه المناورات من على بعد أميال داخل الخليج الفارسي.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق