تصاعد العمليات الإرهابيّة في مناطق سيطرة التحالف الدولي.. ما سر العلاقة بين واشنطن وداعش في سوريا
بات السوريون يدركون جيداً حجم الارتباط الوثيق بين الوجود غير الشرعيّ للولايات المتحدة الأمريكيّة داخل المناطق النفطيّة في سوريا، و وجود تنظيم داعش الإرهابيّ، باعتباره ذريعةً لشرعنة احتلالهم أمام المجتمع الدوليّ والأمريكيّ المغيب بشكل تام عما يجري في منطقتنا، ومؤخراً كشف ما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” التابع للمعارضة السوريّة، عن رصد نشاط متزايد لعناصر تنظيم داعش الإرهابيّ في مناطق تواجد التحالف الدوليّ قرب الحدود السوريّة العراقيّة، موضحاً أنّ عناصر التنظيم الإجراميّة شرعت بعمليات تصفية وجهاء وشيوخ العشائر في محافظة دير الزور، أكبر مدن الشرق السوريّ.
استهداف ممنهج
بيّن ما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” التابع للمعارضة السوريّة، في تقرير أنّ عناصر داعش الارهابيّة بدأت تنشط لاستهداف الوجهاء وشيوخ العشائر، مضيفاً أنّ الإرهابيين استهدفوا سيارة يستقلها وجهاء من عشيرة “العكيدات” بالأسلحة الرشاشة، عند أطراف قرية “الحوايج”، الواقعة في الريف الشرقيّ لمحافظة دير الزور، ما أدى لمقتل السائق وخال شيخ العشيرة، بالإضافة لإصابة شقيق شيخ العشيرة بجراح.
وفي وقت سابق، وثق المرصد المذكور مقتل “مختار” قرية الدحلة بريف دير الزور، وهو أحد وجهاء عشيرة البكارة، جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية، أثناء ذهابه إلى المسجد في 31 تموز / يوليو المنصرم.
وذكر المرصد السوري المعارض معلومات تفيد باغتيال 187 مدنياً برصاص خلايا مسلحة، من بينهم 14 طفلاً و8 مواطنات في ريف محافظة دير الزور الشرقيّ وريف محافظة الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومدينة منبج بريف محافظة حلب، وهذه المناطق تخضع لسيطرة ما تعرف بـ “قوات سوريا الديمقراطيّة” الانفصاليّة والتحاف الدوليّ.
العلاقة بين أمريكا وداعش
تقوم الولايات المتحدة بتدريب عناصر تنظيم داعش الإرهابيّ في مخيم الركبان وقاعدة “التنف” والمناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطيّة” المدعومة أمريكياًّ، فيما تنفذ تلك المجموعات الداعشيّة هجماتها الإرهابيّة في المناطق المحيطة بمدينة تدمر الأثريّة وفي منطقة السخنة وبالقرب من قاعدة التنف، ويتعزز وجود داعش في المنطقة الشرقيّة لمحافظة حمص وحتى الحدود العراقيّة.
لا شك أنّ أمريكا تقف وراء أيّ هجمات يقوم بها عناصر تنظيم داعش في المنطقة الشرقيّة لسوريا، بهدف شرعنة احتلالها تحت مسميات واهية، لنهب النفط والضغط على الجيش السوريّ، حيث تتحرك في المنطقة الشرقيّة رغم الضغط الهائل الذي تعاني منه في العراق وسوريا.
وفي هذا السياق، كل ما تدعيه الولايات المتحدة هو محض افتراءات لأنّها وبالتأكيد لا ترغب باستقرار الجمهوريّة العربيّة السوريّة، خاصة مع ما حققته دمشق من إنجازات عسكريّة كان أخرها في محافظة إدلب و في بعض مناطق غربيّ محافظة حلب.
وعلى هذا الأساس، من البديهي أنّ يكون موضوع الوجود الداعشيّ في سوريا، مرتبط بشكل وثيق بالوجود الأمريكيّ وحتى التركيّ داخل البلاد، خاصة وأنّ أنقرة مازالت تراوغ وتحتل الكثير من الأراضي السوريّة التي تتواجد فيها عناصر داعش الارهابيّ.
كذلك، لا يزال تنظيم داعش الإرهابيّ يتلقى الدعم من واشنطن عن طريق مناطق تواجد قوات الاحتلال الامريكيّ في قاعدة التنف و المنطقة الشرقيّة، ويتلقى الدعم من أنقرة عن طريق مناطق تواجد قوات الاحتلال التركيّ، في المناطق الشماليّة لمحافظة حلب أو المناطق الشماليّة الشرقيّة التي احتلتها في الفترة الأخيرة بين مدينة رأس العين وتل أبيض و محافظة إدلب.
ومما ينبغي ذكره أنّ أمريكا هي داعش الحقيقيّة أما ما نراه من مجموعات إرهابيّة هنا وهناك فما هي إلا غيض من فيض السياسة الأمريكيّة القائمة على النفوذ والسرقة والإجرام، وخير دليل على ذلك ما قاله الرئيس الأمريكيّ، “دونالد ترامب”، في حملته الانتخابية الأولى، والتي أوضح فيها أنّ أمريكا هي من صنعت تنظيم داعش، واتهم إدارة بلاده السابقة المتمثلة بـ”أوباما وكلينتون” بذلك.
ومن الجدير بالذكر أنّ التصريحات الأمريكية كانت تتنبأ دائماً بأنّ تنظيم داعش الإرهابيّ لن يتم القضاء عليه في 30 أو 40 عاماً، بهدف تعزيز وجودهم الغير شرعيّ في المنطقة واحتلالها لأمد طويل لكن تحالف الروس والإيرانيين مع الدولة السوريّة والجيش السوريّ، لمحاربة داعش أدى لدحر التنظيم الإجراميّ و حصره في مناطق محددة.
المصدر/ الوقت