كيف تعاطى “حزب الله” مع تفجيرات بيروت
يحاول البعض منذ اللحظات الأولى لتفجير مرفأ بيروت لتصويب الاتهامات نحو “حزب الله” وكأن ما يقوله هذا الاعلام معد سلفاً وتم تحضيره في الغرف السوداء، فكيف يمكن لهؤلاء توجيه الاتهامات لجهة معينة دون الحصول على معلومات موثوقة، وبالتالي هذه الجهات ما تفعله هو فقط لخدمة العدو الصهيوني ويبدو انها متحاملة على “حزب الله” اكثر من الاسرائيليين أنفسهم، في المقابل نفى “حزب الله” أن يكون خلف هذا التفجير كما نفى ان يكون قد خزن أسلحة في مرفأ بيروت تم استهدافها من اسرائيل او غيرها.
في البداية دعونا نتحدث عن امكانية ان يكون الحزب خلف هذه التفجيرات، كيف يمكن لعاقل أن يصدق ذلك، والحزب خسر خيرة شبابه لحماية لبنان وأرض لبنان والدفاع عن ترابها ولا يزال يتحمل كل هذه الاتهامات ويمتصها فقط لأجل وطنه لبنان، ومعارك الجنوب والشمال وحماية السيادة اللبنانية تخبر الجميع من هو “حزب الله” الذي أرعب العدو الصهيوني الذي لايزال يقضم ويحتل أراض لبنانية، فكيف يمكن لحزب دفع شبابه بالالاف لحماية لبنان ان يخون لبنان التي يحارب من أجلها ليل نهار.
ثانية كيف يمكن لأحد ان يصدق ان “حزب الله” يخزن اسلحته في مرفأ بيروت،حيث يجمع الخبراء العسكريون الموضوعيون على أنَّ طريق السلاح إلى حزب الله برّية عبر سوريا في الدرجة الأولى، ويتعذَّر استقدام السلاح عبر البحر، وذلك بسبب وجود قوة اليونيفيل البحرية التي تنتشر منذ تشرين الأول/أكتوبر 2006 على امتداد الساحل اللبناني، وأهدافها بحسب موقعها الرسمي: “دعم القوات البحرية اللبنانية في مراقبة مياهها الإقليمية، وتأمين السواحل اللبنانية، ومنع دخول الأسلحة غير المصرّح بها أو المواد ذات الصلة إلى لبنان عن طريق البحر”.
وعلى الرغم من كلّ ما ورد أعلاه، استغلَّ بعض اللبنانيين، من إعلاميين وسياسيين، الكارثة، وتردد على لسان أكثر من إعلامي المطالبة بـ “وصاية دولية” على لبنان، تقوم بنزع السلاح في الداخل اللبناني، وترسّم الحدود، وتفرض سلطتها في لبنان!
بكل الأحوال أصدر “الحزب” البيان التالي بعد تفجيرات مرفأ بيروت، وتقدم حزب الله من الشعب اللبناني الشريف ومن عائلات الشهداء والجرحى بأعمق آيات المواساة والشعور بالحزن العميق لهذه المأساة الوطنية الكبرى التي أصابت لبنان واللبنانيين في الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا العزيز.
وأكد حزب الله في بيان له الثلاثاء ان “هذه الفاجعة الاليمة وما خلفته من دمار غير مسبوق وعواقب خطيرة على مختلف المستويات الإنسانية والصحية والاجتماعية والاقتصادية تستدعي من جميع اللبنانيين وجميع القوى السياسية والفاعليات الوطنية التضامن والوحدة والعمل المشترك لتجاوز آثار هذه المحنة القاسية والوقوف مجدداً بعزم وارادة لمواجهة الصعاب والتحديات المستجدة”.
وقال حزب الله “اننا في هذه المناسبة الحزينة نوجه التحية الى جميع الطواقم الطبية والتمريضية وهيئات الاغاثة الإنسانية ورجال الدفاع المدني والاطفاء الشجعان على جهودهم الكبيرة في الانقاذ والاسعاف والمساعدة ونضع كافة امكانياتنا في خدمة أهلنا الشرفاء ومواطنينا الأعزاء حيث تدعو الحاجة”.
واضاف حزب الله “نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على الشهداء بالرحمة والمغفرة وعلى أهاليهم بالصبر والسلوان ونسأله تعالى ان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وان يمن على شعبنا العزيز بالصبر والصمود وان ينجح بلدنا في تجاوز الصعاب والمحن”.
وأعلن حزب الله عن إطلاق حملة تبرع بالدم في جميع المراكز الصحية والمستشفيات تضامنا مع الجرحى، انفجار مرفأ بيروت. ودعا الحزب جمهوره إلى المشاركة الواسعة في هذه الحملة.
وبحسب قناة المنار اللبنانية يستكمل اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية أعمال رفع الأنقاض من شوارع مدينة بيروت بالتنسيق مع بلدية بيروت وتبدأ أعمالها غدا انطلاقا من منطقة برج ابي حيدر عند الساعة 10:30 صباحا. كما يستكمل اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية أعمال رفع الأنقاض من داخل مرفأ بيروت، ويشرح رئيس الاتحاد الأعمال المنفذة عند الساعة 12:00 من أمام مدخل المرفأ.
حركة حماس ودعم لبنان
وجّه ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، نداءً عاجلاً إلى أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، خصوصاً مخيمات بيروت، بضرورة التبرع بالدم، والقيام بواجبهم الأخوي التضامني تجاه الأشقاء في لبنان.
ووصفت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأربعاء، انفجار مرفأ بيروت، بأنه “نكبة” أصابت اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية لـ”حماس” في الخارج رأفت مُرة: إن “هذا الانفجار الأليم والمؤلم يعدّ فاجعة بالنسبة للبنانيين والفلسطينيين معا”.
أوضح مرُة، في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن حركته أجرت اتصالات بمختلف المسؤولين اللبنانيين، وقدمت التعازي بالشهداء، ودعت بالشفاء للجرحى.
وتابع: “قمنا باتصالات سياسية وجهود إنسانية من خلال حملات التبرع بالدم وإغاثة العائلات وإنقاذ الجرحى وإسعاف المصابين”.
وواصل أننا “شعرنا بالألم والحزن لهذا الانفجار، لكن نثق بقدرة اللبنانيين على النهوض، والقفز فوق الأحزان وإعادة بناء ما تهدم وإغاثة المدينة”.
وذكر القيادي في حماس أن “بيروت عاصمة دولة عربية شقيقة لمدينة القدس المحتلة؛ فهي احتضنت الفلسطينيين والعرب واللاجئين، وهي منارة للثقافة والحرية ولمقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال: “قمنا بالقليل من واجبنا تجاه لبنان وشعبه. ندعو الله أن يخفف عنهم هذا المصاب، سنكون دائما مع لبنان كما كان دائما مع فلسطين”.
الدعم الايراني
وصلت طائرة مساعدات إلى العاصمة اللبنانية بيروت، مقدمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كتأكيد على تضامن الشعب الإيراني مع الشعب اللبناني المقاوم والشريف، ولتوفير الدعم اللازم جراء الانفجار الذي وقع الثلاثاء في مرفأ بيروت.
وتحمل الطائرة “مهان” مساعدات وأدوات طبية الى الدولة اللبنانية، في إطار مساعدة لبنان جراء الانفجار الذي حصل مساء الثلاثاء في مرفأ بيروت. وكان في استقبالها ممثل السفير الإيراني علي اصغري، وممثل “الصليب الأحمر الايراني” في لبنان جواد فلاح ومستشار وزير الصحة العامة حمد حسن، حسين محيدلي.
إشارة إلى أن الطائرة الإيرانية هي واحدة من اربع طائرات ستصل تباعا الى لبنان في إطار تقديم المساعدات وتضم فرقا طبية ومساعدات غذائية وطبية.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق