الأسرى بين فكيّ الاعتقال وكورونا.. وحركة الجهاد تدعو لمعركة الأمعاء الخاوية
أثار الإعلان عن إصابة أسرى فلسطينيين بفيروس كورونا المستجد، في سجون الاحتلال الصهيونيّ، مخاوف لدى الهيئات الحقوقيّة المعنيّة بشؤون الأسرى، من خطر تفشي الفيروس داخل السجون، في ظل عدم التزام الكيان الغاصب، بالإجراءات الوقائيّة لمكافحة تفشّي الفيروس، فيما دعا القياديّ البارز في حركة “الجهاد الإسلاميّ”، خضر عدنان، الأسرى في سجون العدو إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، لمواجهة ما وصفها بـ”الإجراءات التنكيلية” والاعتقال الاداريّ ضدهم، مبيّناً أنّ ما تسمى “إدارة مصلحة السجون” تعمدت نشر الفيروس بين الأسرى عن طريق الإهمال الممنهج وسحب كافة أدوات التعقيم والتنظيف داخل الزنازين.
إجرامٌ بحق الأسرى
لا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون العدو الغاشم، بدءاً من ظروف الاعتقال وليس انتهاء بمسألة انعدام البيئة الصحية داخل الزنازين المكتظة بالأسرى، بالإضافة إلى الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى خاصة منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي هذا الصدد، أفادت مواقع إخباريّة بأنّ الاحتلال الصهيونيّ سحب نحو 140 صنفاً من المنظّفات والمعقمات المُباعة داخل مقصف السجن، وصولاً إلى الإهمال الكبير وعدم اتخاذ أي إجراءات وقائيّة لحماية الأسرى، ما أدّى لإصابة عدد من الأسرى بفيروس كورونا، وهذا ما أكّدته هيئة “شؤون الأسرى والمحررين”، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة.
وعلى هذا الأساس، تتزايد المخاوف الرسميّة والشعبيّة من الاحتمالية الكبيرة لإصابة الأسرى “المرضى” بفيروس كورونا، بسبب ضعف جهازهم المناعيّ، ما يعني وجود خطر حقيقيّ على حياتهم بالتزامن مع غياب الإجراءات الصحيّة الوقائيّة داخل سجون الاحتلال.
إضرابٌ مفتوح
دعا القياديّ البارز في حركة “الجهاد الإسلاميّ”، خضر عدنان، الأسرى في سجون العدو الإسرائيليّ إلى الدخول في معركة “الأمعاء الخاوية” والإضراب المفتوح عن الطعام رداً على الإجراءات التنكيلية والاعتقال الاداريّ ضدهم، موضحاً أنّها الطريقة الوحيدة التي من شأنها إخضاع الكيان الصهيونيّ لمطالبهم العادلة.
ونقلت مواقع إخباريّة عن عدنان قوله: أنّ الاعتقال الإداريّ يمثل “سيفاً مسلّطاً” على رقاب الأسرى الذين لا توجد ضدهم أيّ تهمة، مشدداً على أنّ ما تسمى “إدارة مصلحة السجون” تعمّدت إصابة الأسرى بفيروس كورونا من خلال الإهمال الممنهج وسحب كل أدوات التعقيم والتنظيف من داخل الزنازين، بالإضافة إلى عدم قيامهم بأيّ إجراء وقائيّ بعد اعتقال أسرى جدد وزجّهم بنفس الزنازين مع أسرى قدامى وهو ما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الفيروس فيما بينهم، محذّراً من خطورة هذه المرحلة التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيونيّ.
وما ينبغي ذكره، أنّ إدارة سجون الكيان الصهيونيّ أبلغت الأسرى في سجن “عوفر” عن إصابة الأسيرين، “نعيم أبو تركي” و “محمود الغليظ” بفيروس كورونا المستجد، ما يزيد المخاوف من تكتم سلطات الكيان عن عدد الإصابات بين الأسرى، واستخدام الفيروس كوسيلة ناعمة لتنفيذ إجرامها بحقهم.
كورونا الاحتلال.. يقتل أسرانا
طالب الفلسطينيون في قطاع غزة، الخميس المنصرم، “اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر”، بتشكيل لجنة طبيّة للوقوف على الأوضاع الصحيّة الكارثيّة للمعتقلين داخل سجون الكيان الصهيونيّ، وإجبار سلطات الاحتلال على القيام بإجراءات وقائيّة تمنع تفشّي فيروس كورونا.
ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها “كورونا الاحتلال.. يقتل أسرانا”، و “أسرانا بين فكيّ القيد وجائحة كورونا”، وذلك في وقفة نظّمتها مؤسسة “وزارة الأسرى”، التابعة لحركة المقاومة الإسلاميّة “حماس”، بالتعاون مع حركة “الأحرار الفلسطينية”، أمام مقر اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، دعما للمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيونيّ.
وفي هذا الصدد، جدد وكيل وزارة الأسرى، “بهاء المدهون”، مطالبته للمؤسسات الدوليّة وعلى رأسها الصليب الأحمر، بتشكيل لجنة طبيّة خاصة، وإرسالها للسجون، لمتابعة الحالة الصحيّة للأسرى، موضحاً أنّهم طالبوا مراراً وتكراراً بإرسال تلك اللجنة، ودعوا كثيراً إلى ضرورة الإفراج عن الأسرى المرضى، والأطفال، الذين يعتبرون من الفئات التي من المحتمل أن تنتقل إليهم العدوى بنسبة أكبر من غيرهم.
ومن الجدير بالذكر أنّ العدو الصهيونيّ يعتقل نحو 4700 معتقل فلسطينيّ في سجونه، بينهم نحو 700 مريض و41 سيدة، إضافة إلى أنّ عدد المصابين من الأسرى الفلسطينيين بفيروس كورونا داخل سجون الاحتلال يتزايد بشدة، استناداً فقط إلى الأرقام التي تنشرها وسائل الإعلام، ناهيك عن الأرقام الحقيقيّة التي تتكتم عليها إدارة السجون داخل الكيان.
المصدر / الوقت