التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

الحسكة عطشى.. لماذا حرمت تركيا مليون إنسان في سوريا من الماء؟ 

منذ أكثر من أسبوعين، تعاني محافظة الحسكة السوريّة، الواقعة شمال شرقيّ البلاد، من الابتزازات التي يقوم بها النظام التركيّ، بعد أن عمدت قواته إلى إيقاف عمل مضخة مياه الشرب في محطة “علوك” في ريف المدينة، على الرغم من المفاوضات التي جرت بين موسكو وأنقرة من أجل إعادة ضخ مياه الشرب إلى المنطقة التي تبلغ مساحتها حوالي (23 ألف كم)، حيث أنّ التعنت التركيّ، يحرم أكثر من مليون إنسان داخل المدينة من مياه الشرب.

دوافع الجريمة

تقوم تركيا الجارة الشماليّة لسورية والمنخرطة في الحرب عليها، بما يسميه السكان عملية إجرام غير مسبوقة تهدف من هذا العمل الذي لا يمت إلى الإنسانيّة والأخلاق بأيّ صلة، إلى الضغط على السكان الذين يقطنون في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية المدعومة أمريكيّاً، وبذلك فإنّ سكان المدينة مجبرون على العيش في ظل سلطة الميليشيات التي تديرها واشنطن، ومن دون ماء بسبب الممارسات القذرة لأنقرة، حيث تعيش الحسكة كارثة حقيقية ومعاناة لا توصف منذ أكثر من أسبوعين.

وفي هذا السياق، تستخدم أنقرة والجماعات التابعة لها في سوريا سلاح المياه في معركتهم ضد السوريين، وذلك بقطع المياه عن المناطق الخاضعة لسيطرة ما تسمى “قوات سوريا الديمقراطية” أو ما تعرف بـ “قسد”، لإجبارها على تزويد المناطق التي تسيطر عليها تلك الفصائل بالكهرباء، حيث قامت تركيا بقطع المياه عن المحافظة لمرات متعددة، بعد أن احتلت مدينة رأس العين، الواقعة في الشمال الشرقيّ للحسكة، ما دفع السكان إلى اللجوء إلى عمليات حفر آلاف الآبار بحثاً عن مياه الشرب التي تقطعها تركيا.

ومع تصاعد المطالبات والمناشدات من داخل المدينة، لنجدة السكان، شنَّ أبناء سوريا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، ضد ما وصفوه بحرب المياه التركيّة على محافظة الحسكة التي تعد سلة غذاء البلاد، مطالبين كافة المنظمات الدوليّة والإنسانيّة والمجتمع الدوليّ بالضغط على تركيا لوقف ممارساتها الوحشية ضد الأبرياء، واعتبر ناشطون أنّ تركيا المتمثلة بنظامها “الأردوغانيّ” لا يمكن أن تخلع رداءها العثمانيّ، ولا يمكن أن تتجرد من صفاتها الإجراميّة والتوسعيّة.

ورداً على عملية قطع المياه التي تسببت بآثار كارثية على السكان، انتشرت بقوة المواقف الداعمة للمدينة عبر التواصل الاجتماعيّ في أوسع حملة تضامنيّة داخل البلاد، حيث تصدّرت هاشتاغات “العطش يخنق الحسكة” و ” الحسكة عطشى” كافة مواقع التواصل الاجتماعيّ.

من ناحية أخرى، تبرّر بعض الجماعات الكرديّة الانفصاليّة، قطع الكهرباء بسبب تخفيض الجانب التركيّ الوارد المائيّ من محطة “علوك” إلى أقل من 10% من الطاقة الفعليّة، واقتصار الضخ على مضخة واحدة من أصل 10 مضخات، ورغم كل محاولات السكان لحفر الآبار كبديل عن تحكّم أنقرة بمياه الشرب، إلا أنّ مياه تلك الآبار غير صالحة للشرب بسبب ملوحتها وتلوّثها بمياه الصرف الصحيّ، بحسب مواقع إخباريّة.

جهود متواضعة

وفيما تتحدّث مصادر إعلاميّة عن مجريات حرب المياه التي تقودها تركيا، يبدو أنّ الجانب الروسيّ لم يفلح في إقناع أنقرة بإعادة مياه الشرب، ما يعني عدم وجود أي تقدّم في مسار المفاوضات لإنقاذ المدنيين الذين يعانون من شح كبير في مياه الشرب.

وفي هذا الخصوص، تقوم الحكومة السوريّة بعمليات نقل كميات من المياه بشكل عاجل عبر الصهاريج إلى سكان محافظة الحسكة، بالرغم من وقوع قسم كبير منها تحت سيطرة ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” الانفصاليّة.

في غضون ذلك، دعا مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفريّ، المجتمع الدوليّ للتدخّل وإنهاء مُعاناة سكان مدينة الحسكة السوريّة، وفي اتصال هاتفيّ مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أطلع المندوب السوريّ المنظمة الدوليّة على الوضع المأساوي في المدينة وضواحيها جرّاء قطع مياه الشرب من قبل النظام التركيّ عن محطّة علوك والآبار المغذية لها.

وعلاوة على ما تقدّم، أكّد الجعفري، أنّ السلوك العدواني الذي تقوم به تركيا، يشكّل “جريمة حرب” و “جريمة ضد الإنسانيّة”، مشيراً إلى أنّ الوضع الناجم عن هذه الجريمة التركيّة لا يُحتمل، لا سيما في ظل المناخ الحار وخطر انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وطالب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الأمين العام، بالتدخّل بشكل عاجل وبذل الجهود لوقف هذه الجريمة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق