التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تفوّق القوة الصاروخية الإيرانية عن نظيرتها الأوروبيّة.. إيران رابع أهم قوة صاروخيّة في العالم في مجال الصواريخ المضادّة للسفن 

تُعد صواريخ كروز المضادة للسفن من أهم مجالات التصميم والمنتجات العسكرية الحديثة في عقيدة القوات الدفاعية والردعية للعديد من بلدان العالم ولا سيما أيضا جمهورية إيران الاسلامية، وفي السنوات الأخيرة، تم إيلاء اهتمام خاص بهذه العائلة من الأسلحة في إيران، ولكن أحدث الاكتشافات في هذا المجال التي تم ازاحة الستار عنها مؤخرا في طهران والتي تضمنت إدخال منتجات خاصة وفريدة من نوعها وتصنيع وتطوير صاروخ كروز بعيد المدى للغاية ومضاد للسفن تحت مسمى “أبو مهدي”، تكون إيران قد دخلت ناديًا خاصًا واستراتيجيًا للغاية في العالم.

والصاروخ الجديد الذي أطلق عليه اسم “أبو مهدي المهندس” يصل مداه إلى ألف كيلومتر وصاروخ “أبو مهدي المهندس” هو صاروخ كروز بحري قادر على تخطي منظومات دفاع الأعداء. وحول هذا السياق، اعلن وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية العميد “امير حاتمي” قبل عدة أيام عن التوصل الى صنع صاروخ كروز بحري يصل مداه الى اكثر من 1000 كم باسم “الشهيد ابو مهدي” وصاروخ باليستي بمدى 1400 كم باسم “الشهيد حاج قاسم سليماني” . وفيما يتعلق بالمجال الصاروخي الذي يعد العنصر الاساس لقدرة الردع لدى إيران صرح العميد “حاتمي” بانه تم بذل اهتمام خاص بالمدى تحت 2000 كم الى جانب عنصري الكم والنوع واضاف، قائلا: “لقد توصلنا الى تصنيع صاروخ كروز بحري بمدى 1000 كم اطلق عليه اسم الشهيد ابو مهدي وفي مجال الصواريخ ذات الوقود الجامد توصلنا الى صنع صاروخ باليستي بمدى 1400 كم اطلق عليه اسم الشهيد الحاج قاسم من صاروخ ذو الفقار البالغ مداه 700 كم”. وبهذا الانجاز العظيم تكون إيران قد دخلت ناديًا عسكريًا خاصًا أعضاؤه الحاليون والوحيدون هم جيوش الولايات المتحدة وروسيا والصين وذلك عقب تمكنها من صناعة وتطوير صاروخ كروز “أبو مهدي” المضاد للسفن والذي يصل مداه إلى أكثر من 1000 كيلومتر.

صواريخ “توماهوك” الأمريكية في نماذج مختلفة

إن صاروخ ” توماهوك” المعروف بـ”ال بي جي أم – 109″ هو صاروخ جوال وتكتيكي إستراتيجي أمريكي ذات المدى البعيد لإصابة أهداف برية. يطلق التوماهوك صاروخ الهجوم البري من السفن والغواصات، وتم استخدامه في معظم حروب ومواجهات الولايات المتحدة العسكرية مؤخرا. إن إمكانية الصاروخ لتعايش عالية، حيث حجمه الصغير وإمكانية الطيران بارتفاع منخفض يجعل من الصعب اكتشافه. يصنع الصاروخ حاليا من قبل شركة “ريثيون” وتم تطويره على عدة كتل ويوجد هناك عدد من الفئات المختلفة له، ويتراوح سعر الصاروخ الواحد بين 600 ألف و2.1 مليون دولار. وصواريخ “توماهوك” هي من عائلة ما يعرف بصواريخ كروز ذاتية الدفع ولديها عدة استعمالات ومن الممكن تغيير رؤوسها المتفجرة بحسب الحاجة والهدف. في سياق تحديث لهذه الصواريخ بات بإمكانها استعمال منظومة GPS لتحديد المواقع خلال توجهها نحو الهدف وحتى تغيير سرعتها خلال تحليقها، علما أنها تحلق على علو منخفض.


صاروخ “توماهوك” خلال الاختبارات المضادة للسفن

وفي وقتنا الحالي تنتج الولايات المتحدة عدة طرز من صواريخ “توماهوك” الطويلة المدى، والقابلة للإطلاق من السفن بأسرع من الصوت، وبوسعها التحليق على ارتفاعات منخفضة، ويتراوح وزن الصواريخ من هذه الفئة بين 1300 و1600 كيلوغرام، وهو قادر على حمل رؤوس حربية تصل إلى نصف طن تقريبا ويمتلك الصاروخ “توماهوك” قدرة على التفاعل مع أكثر من مصدر للمعلومات، مثل الطائرات وأنظمة الأقمار الاصطناعية، كما يمكنه بث المعلومات عبر أجهزة الاستشعار المثبتة عليه. وبوسع الصاروخ التحليق لفترات طويلة وتبديل مساره بأوامر من أنظمة التحكم، وقد استخدمت الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، هذا الصاروخ بأكثر من ألفي عملية قصف. وفي آخر تحديث لهذه الصواريخ بات أيضا بإمكانها استعمال المعلومات والإحداثيات التي تصلها من عدة مصادر، أي من باخرة الإطلاق أو من جنود قرب الهدف أو من الأقمار الاصطناعية، مما يمكنها من تعديل مسارها خلال طيرانها نحو الهدف إن كان متحركا، علما أنه في جميع الأحوال يمكن لمطلق الصاروخ أن يتحكم به خلال فترة الطيران.

الروس يسعون وراء صواريخ بمدى عالي وسرعة هائلة

لقد تمكنت الصناعات العسكرية الروسية خلال العقود الماضية من صناعة وتطوير العديد من الصواريخ البعيدة المدى وتمكنت من التفوق على نظيراتها الأمريكية في بعض المجالات الصاروخية وفي أخر انجاز صاروخي، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن صاروخ “زيركون” المضاد للسفن وصاروخ “زيركون” يعتمد على محرك ضغط كالذي يجري تطويره للطائرات النفاثة التي ستطير أسرع من الصوت، بفضل استغلال سرعة الصاروخ في ضغط الهواء الضروري للاحتراق الداخلي، وذلك بدون الحاجة لضاغط ميكانيكي. ويتميز هذا الصاروخ الروسي بالارتفاع الأقصى والذي يتراوح بين 100 ألف و130 ألف قدم، الأمر الذي يجعل رادار “سباي-1” الأمريكي متأخرا عن رصد الصاروخ وتعقبه وتدميره، بمعدل تأخير يصل إلى دقيقتين. ومن المزايا القوية أيضًا في “زيركون” قدرة الصاروخ على الطيران من الأعماق نحو الأعلى على ارتفاع منخفض، وهو ما يحول دون اعتراضه.

صورة بيانية لصاروخ “زيركون” الروسي المضاد للسفن

وصاروخ “زيركون” الروسي لا يترك أي فرصة لأية سفينة حربية أن تهرب منه، ولا يمكن تدميره من قبل أنظمة الدفاع الجوي القائمة. ويعتبر “زيركون” تطوير لصاروخ كروز جديد، ويفوق بسرعته سرعة الصوت، والتي من الممكن أن تصل إلى 7400كم/ساعة، وهو من الصواريخ كروز المضادة للسفن، ويصل المدى الفعال له لمسافة حوالي 400 كيلومتر.

قوات التنين الأصفر تسعى لمواجهة السفن والمدمرات الأمريكية

لا يمكن الحديث عن جيل جديد من الصواريخ في العالم بدون عدم الذهاب إلى جمهورية الصين الشعبية؛ وذلك لأن هذا الدولة لديها أحد أكثر برامج الصواريخ نشاطًا في العالم وكل عام تزيد من جودة وكمية قواتها الصاروخية ولدى الصينيين هدف رئيسي واحد يتمثل في مواجهة السفن والمدمرات البحرية الأمريكية. وفي السنوات الأخيرة، وخاصة بعد بداية التحديث المكثف للقوات المسلحة الصينية منذ عام 2005 فصاعدًا، دخل عدد كبير من صواريخ كروز المضادة للسفن في نطاقات مختلفة في خدمة القوات المسلحة الصينية.


صورة لصاروخ YJ-100 تحت أجنحة قاذفة “H6”

ومن أبرز الصواريخ الصينية، صاروخ “YJ-18” الذي يُعد من صواريخ كروز متوسطة المدى وفائقة السرعة التي صنعها الجيش الصيني لتكون حلاً سريعاً لحاملات الطائرات الأمريكية المجهزة بنظام الدفاع “أيجيس” أو ما يعادله في اليابان وكوريا الجنوبية. ووفقاً لخبراء من المقرر نشر صاروخ “YJ-18” على المدمرات والغواصات الصينية، كما وتم تجهيز الصاروخ الصيني برأس متفجر يبلغ وزنه 300 كغم قادر على تدمير السفن الحربية المعادية، ويمكن استبدال الرأس المتفجر برؤوس حربية مضادة للإشعاع الكهرومغناطيسي، والتي يمكنها تجاوز 60% من الأنظمة الالكترونية لسفن العدو. ويتمتع صاروخ “YJ-18” بمدى أقصى يصل إلى 540 كم، وسرعة تصل إلى 3 ماخ أي ما يعادل 3672 كم/الساعة.

صاروخ “أبو مهدي” ينضم إلى القوات المسلحة الإيرانية

في مراسم يوم الصناعات الدفاعية، شهدنا الكشف عن صاروخ كروز إيراني جديد مضاد للسفن أطلق عليه اسم “أبو مهدي” تخليداً لذكرى الشهيد “أبو مهدي المهندس” وخدماته الدؤوبة التي قدمها للمقاومة والثورة الإسلامية وهناك خبر آخر مثير للاهتمام حول هذا الصاروخ وهو أن البحرية الإيرانية تبدو أنها أول مستخدم لهذا السلاح الاستراتيجي. وبناءً على الصور التي تم بثها حول تجارب هذا الصاروخ، تم تحديد أنه يتم إطلاقه من قاذفات أرضية متحركة وربما كانت الوحدات الأولى التي استخدمت هذا النظام هي وحدات الصواريخ الساحلية قبالة ساحل “مكران”.

صاروخ كروز الشهيد “أبو مهدي” المضاد للسفن

وعلى الرغم من إمكانية نشر قاذفات ساحلية لإطلاق مثل هذا الصاروخ لتدمير الأهداف في المناطق النائية، تُظهر الدراسات الأولية أن هذا الصاروخ، نظرًا لحجمه الكبير جدًا، لا يمكن تثبيته بسهولة على السفن البحرية الحالية، ولكن وعلى وجه التحديد في الأجيال القادمة، سيكون بمقدور السفن الإيرانية التي يبلغ وزنها 5000 طن وما فوق، والمجهزة بأنظمة إطلاق عمودية، تثبيت مثل هذه الصواريخ بسهولة؛ وهذه القضية ستزيد من القوة النارية لسفن القوات المسلحة الإيرانية وستصل إلى مستوى لا يمكن تصوره وستضع البحرية الإيرانية عمليا في مكانة لا مثيل لها في المنطقة والعالم إلى جانب القوى البحرية العظمى.

صاروخ “ابو مهدي” يصل نصف قطره إلى مدى 1200 كم بافتراض انطلاقه من سواحل ايران وبالتحديد من النقطة البيضاء في منتصف الدائرة.

وفي سيناريو إطلاق هذا الصاروخ من الساحل الجنوبي الشرقي لإيران وبافتراض أن مدى هذا الصاروخ 1200 كم، نجد أن مساحة كبيرة جدًا من بحر العرب (التي تقع بين بحر عمان والمحيط الهندي) سيتم تغطيتها بهذا الصاروخ، وهذه المسألة ستكون إشارة قوية وخاصة للبحرية الأمريكية. إن العقيدة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية، تتمحور حول مسألة الهجمات طويلة المدى المضادة للسفن من أجل خلق مساحة مانعة لدخول حاملات الطائرات والسفن اللوجستية للعدو إلى سواحل البلاد؛ وهذا النوع من الصواريخ ستؤدي ذلك إلى إنشاء طبقة جديدة وواسعة من خطوط الدفاع عن البلاد.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق