لماذا لا يريد جعجع ألا يرد “حزب الله” على الاعتداءات الاسرائيلية
في لبنان هناك أطراف وأحزاب لبنانية لا تبحث عن مصالح لبنان كدولة مستقلة وانما تعمل ليل نهار لدعم مصالحها الشخصية وتحقيقها حتى ولو على حساب الشعب اللبناني ومعاناته، ومن أبرز هذه الأحزاب “حزب القوات اللبنانية” والذي يتزعمه سمير جعجع والذي خرج من السجن بظروف غامضة بعد أن كان قد شارك في الحرب الأهلية وقتل من قتل فيها وقام بتصفية العديد من السياسيين والمسؤولين حينها، وهو نفسه اليوم يمارس اجرامه سياسياً من خلال وضع العصي في الدولايب وتوجيه اتهامات لهذا الحزب وذاك مهاجماً العهد دون أن يكون هو نفسه قد قدم أي خدمة للبنان أو اللبنانيين أو حتى خطة عمل أو مشروع للخروج من الأزمة، وانما اكتفى بتوجيه الاتهامات لحزب الله وغيره من الأحزاب، وشغله الشاغل هو محاولة نزع سلاح المقاومة والتطبيع مع كيان العدو.
قبل يومين هاجم جعجع “حزب الله” اللبناني بشراسة، وأشار إلى أنه لا يجب على “حزب الله” أن يرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وعليه ان يسلم قرار السلم والحرب للدولة.
الجميع يعلم أن “حزب الله” لا يقوم بأي فعل دون التنسيق مع الدولة اللبنانية وبدعم منها، وعندما عجزت الدولة اللبنانية عن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية وتم احتلال اجزاء من الاراضي اللبنانية، تدخل “الحزب” لإنقاذ البلاد ورد هذه الاعتداءات وايقاف العدوان الاسرائيلي المتكرر على لبنان، والسؤال الذي نوجهه لجعجع لو لم يكن “حزب الله” موجوداً كيف كان سيكون مصير لبنان وماذا كان سيمنع الاسرائيليين من غزو لبنان واحتلال المزيد من أراضيها؟، وتجربة الحرب الأهلية ومطلع الثمانينات خير دليل على أهداف الصهاينة الخبيثة، الذين لم يترددوا بغزو لبنان ثانية واحدة، ما الذي يمنعهم من تكرار الأمر؟.
ما هو البديل؟ هل سيقوم جعجع بالدفاع عن لبنان ومن يثق به بعد أن شارك هو نفسه في قتل اللبنانيين وتهجيرهم، ولماذا تصر بعض الأطراف دائما على تقديم اسرائيل على انها حمامة سلام وهي من دمر دول المنطقة وفتتها، واحتلت فلسطين واراض من لبنان وسوريا وتستهدف سوريا ليل نهار دون وجود اي مبرر لما تقوم به سوى اظهار اجرامها ووحشيتها.
لنعود إلى ما قاله جعجع قبل يومين، الذي أشار إلى إنّه يجب على “حزب الله” أن يسلم قرار الحرب والسلم للدولة.
وأوضح جعجع في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية: “حان وقت العودة إلى لبنان بالمعنى العريض للكلمة”. وأضاف أنه “لا يمكن لحزب الله أن يستمر من دون أن ينظم علاقاته مع الدولة كأي حزب سياسي آخر، (..) على حزب الله أن يسلم قرار الحرب والسلم للدولة”.
وتابع: “على حزب الله أن يكف عن تدخلاته الخارجية السافرة (..)، وأن يكف عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيراني (..)” على حد تعبيره.
ولم يصدر تعقيب فوري من “حزب الله” بشأن تصريحات جعجع، غير أنه عادة ما ينفيها، لكن الرد جاء من “التيار الوطني الحُرّ”، الذي رد بعنف على خطاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية، واتهمه بـ”الوقاحة” و”الغدر” و”امتهان انتزاع حياة الناس واغتيال قادتهم”، رابطاً سلوكه بـ”شهوة الرئاسة”.
وقال التيار الوطني الحر في بيان له: “في كل مرة ينطلق فيها مسار إيجابي لمعالجة أزمة من أزمات لبنان، يفاجئ رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع اللبنانيين بخطاب سلبي يسمم أجواء الأمل بالخلاص. والمؤسف انه يستغل دوما ذكرى الشهداء، وهذه السنة كان شعاره “باقيين” لكن خطابه يذكرنا بأفعال قايتين. فقد نسي الشهداء، لا بل ان معظم شهداء المقاومة سقطوا على يديه والأسماء معروفة وقد وصلت به الوقاحة ان يذكر من ضمن الشهداء من هم ضحايا غدره”. اضاف: “لم يكن هذا الرجل مرة بناء ولم تصدر عنه البارح، كما في كل مرة، فكرة إيجابية واحدة، ولم يقدم حلا واحدا ولم يقترح مشروعا لا في الاقتصاد ولا في المال ولا في النقد، وهو الذي انتزع الخوات من جيوبنا ليبني منها قصرا ويشتري العقارات، ولا في الشأن الحياتي وهو الذي امتهن انتزاع حياة الناس واغتيال قادتهم، ولا في البيئة وهو الذي زرعت ميليشياته النفايات السامة في جبالنا منذ سنوات”.
وتابع: “كان خطابه خاويا من أي طرح وممتلئا تحريضا وافتراءات. اما طبعه الميليشياوي فيغلب قدرته على التطبع مع السلام. لم يخرج من ماضيه بل بقي أسير زنزانة الحقد، يرفض أي مصالحة بين اللبنانيين، ولو استطاع أن يخربها جميعها لما قصر. يزعجه تفاهم مار مخايل لانه قرب اللبنانيين من بعضهم، ويندم على المصالحة بين المسيحيين لأنها لم تلب رغبته بالاستيلاء على السلطة. وفي وقت يسارع العالم الى مساعدة لبنان، يصر سمير جعجع على نكء الجراح وإثارة الغرائز ومواصلة نهجه الحاقد، كما يواصل سعيه لعرقلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومنعه من أن ينجز في رئاسة الجمهورية”.
واردف: “لقد اعترض مشاريع التيار في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب، بانيا اعتراضاته على أضاليل وأكاذيب، كما ساهم مع آخرين في تفشيل خطط الاصلاح وفي التخريب الدائم على مشاريع المياه والكهرباء. لم يكن همه يوما تقديم مشروع واحد بل محاربة مشاريع التيار وصولا إلى حد التآمر على العهد لإسقاطه في لحظة احتجاز رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وآخر ممارساته ضرب الاستقرار وتخويف الناس عن طريق نشر الرعب وأعمال التخريب والترهيب بين البترون والشفروليه تحت ذريعة المشاركة في الثورة”. وختم: “عبارة واحدة تختصر سلوك هذا الرجل هي “شهوة الرئاسة”، لكننا نقول له ان من كان مثله، ومن صدرت بحقه احكام مبرمة من المجلس العدلي باغتيال زعماء وقادة ومسؤولين سياسيين، مكانه معروف وهو لا يمكن أن يصل الى رأس الدولة الا على أنقاض الوطن، لكن الإرادات الحسنة سوف تمنع الوطن من السقوط وسوف تبقي على لبنان الكبير عوضا عن مشروعه المعروف بلبنان الصغير”.
المصدر/ الوقت