ابن سلمان يبيع فضائحه بالبرامج الإباحيّة.. ومدير نيتفليكس يكشف المستور
قُنبلةٌ من العيار الثقيل فجرها الرئيس التنفيذي لشركة نيت فليكس “ريد هاستينغز” كشف فيها عن صفقةٍ بين الشبكة التي يُديرها وولي عهد آل سعود تعهدت الشبكة خلالها بإزالة حلقة من برنامج “باتريوت آكت” وهي حلقة تضمّنت انتقادات لاذعة بحق ولي عهد آل سعود محمد بن سلمان فيما يخص علاقته بجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفي المقابل توافق حكومة آل سعود على عرض برامج إباحيّة ضمن البرامج التي تبثّها الشبكة الموجّهة إلى مملكة آل سعود، حيث تمتلئ تلك البرامج بالمشاهد الإباحيّة والمثليّة الجنسية وما إلى هنالك من انحطاطٍ أخلاقي.
مدير نيت فليكس وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية أكد أن حكومة السعودية وافقت على عرض برامج معروفة بالمشاهد الإباحية، ومنها مسلسل “كوير آي” الذي يتناول مشاكل عامة للمثليين الجنسيين بالإضافة للمسلسل الكوميدي “الثقافة الجنسية” والذي يحتوي على مشاهد إباحية، ومسلسل “اورانج إز ذا نيو بلاك” وهو مسلسل جنسي مشهور يضم عشرات اللقطات الإباحية من داخل سجن للنساء، بعد أن اعتبرت حكومة السعودية أنّ برنامج “باتريوت آكت” ينتهك حقوق البث في المملكة، وكأنّ البرامج الإباحيّة تلك لا تنتهك حقوق البث ولا تنتهك حُرمة الحرمين الشريفين اللذين يدّعي حُكّام آل سعود أنّهم خُدّامٌ لها.
مصداقيّة على المحك
يبدو أنّ شبكة “نيت فليكس” وفي سبيل الترويج للأفكار التي نشأت لأجلها تضرب بعرض الحائط بكافة القيم والأعراف الصحفيّة، حيث أنّ برنامج “باتريوت آكت” والذي يحظى بمُشاهدة جماهيريّة ويقدمه الصحفي “حسن منهاج” حاول التحدّث عن جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، غير أنّ حلقة مثيرة للجدل تمّ إيقافها بعد ضغوطات من حكومة آل سعود، ومُقايضتها ببث برامج إباحية موجّهة إلى الداخل السعودي، وهو حلٌّ قال عنه هاستينغز “حل وسط” حسب رأيه، في حين أعلن منهاج الشهر الماضي انتهاء برنامجه الحواري الكوميدي “باتريوت آكت” بعد قرابة عامين، وذلك رداً على إزالة الحلقة من قِبل حكومة السعودية.
وقال منهاج في ذلك الوقت: “من الواضح أن أفضل طريقة لمنع الناس من مشاهدة شيء ما هو حظرها”، وأضاف: “دعونا لا ننسى أن أكبر أزمة إنسانية في العالم تحدث في اليمن الآن”، كما حث متابعيه على التبرع لجهود الإغاثة التي تبذلها لجان الإنقاذ الدولية.
الكرسي أولاً
عُقودٌ طويلة مرّت كان يتغنى خلالها حُكّام السعودية بأنّهم يُحافظون على الأخلاق العامة، وأنّ مملكتهم تُعتبر مثالاً في الأخلاق، حتى أنّهم شكّلوا جهاز شرطة خاص للأخلاق العامة–قبل أن يُجمدها ابن سلمان- وهي شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، غير أنّه ومنذ وصول ابن سلمان إلى ولاية العهد بات واضحاً للعيان أنّ النهج المُقبل لبلاد الحرمين الشريفين هو التخلي عن كُلِّ ما هو إسلامي أو عربي أو حتى شرقي، لتنسجم المملكة مع الإسلام الأمريكي والتوجّهات الأمريكية لتتبدل المملكة وخلال سنينٍ قليلة وتتحول إلى ما يُشبه لاس فيغاس بعد أن أطلق ابن سلمان ما يُعرف بهيئة الترفيه، التي عملت على تغريب المُجتمع الإسلامي في الجزيرة العربية، والتي كان من إنجازاتها الجبّارة “الكازينو الحلال”.
لا ريب أن ابن سلمان بات مُسعد لتنفيذ أيّة إملاءات مقابل وصوله إلى كُرسي الحكم، وبعد أن عَلِمَ الأمريكيون ذلك باتوا يُقايضونه على كُلِّ شيء، وباتوا يقتنصون الفرص للضغط عليه لتمرير مشاريعهم التي يعلمون جيداً أنّها لن تمر من خلال تأثيرهم على العائلة المالكة، لذا باتوا يتوجّهون إلى الشعب مُباشرة من خلال المِنصّات الإعلامية ولا سيما “نيت فليكس” وشبكة قنوات “أم بي سي” معتمدين على قاعدة “ما تكرر تقرر”، وعلى هذا الأساس باتت القنوات الموجّهة للشعب السعودي تزخر بالمشاهد الإباحيّة والتطبيعيّة، حتى أنّ قنوات الأطفال لم تسلم من هذا التغلغل حيث بثّت قناة “أم بي سي 3” والمُخصصة للأطفال لقطات إباحية مع تشجيع للمثلية الجنسية.
وفي النهاية؛ فإنّ دولة “علمانية” كتركيا أوقفت تراخيص “نيت فليكس” التي تُصرُ على الترويج للمثليّة الجنسيّة وبث المشاهد الإباحيّة، وبعد تخييرها بين إيقاف تلك البرامج أو إلغاء ترخيصها، عملت الحكومة التركيّة على إيقاف بث تلك الشبكة في بلاها، في حين تقوم بلاد الحرمين بالترويج لتلك البرامج، فالمملكة “المُحافظة” ومقابل حفظ ماء وجه سيِّدها الحالي وملكها المُقبل محمد بن سلمان؛ ارتضت على نفسها بث المشاهد الإباحيّة في سبيل إخفاء حقيقة مقتل الخاشقجي والتي بات الجميع يعرفها ويعرف دور ولي عهد آل سعود في تلك الجريمة.
المصدر / الوقت